* يبدو أن ما أرادت الجزيرة فعله في الشعوب العربية من تمزق وتهاو وسقوط ، مستعملة في ذلك طرقاً شتى من الانتهازية الإعلامية ذات التوجه السياسي الصرف ، المبني على إفراغ حقد البعض على الكل ، بحيث يتم تشويه الحقيقة عن قصد، يبدو أنه قد عاد عليها، وكنت قد كتبت مرارا عن الجزيرة وكنت في مقالاتي السابقة أفند كذبها وزيفها بواسطة متابعتي الشخصية لها ، وهو ما اعتبره البعض تهجما مني عليها ، ولكن ومع مرور الأيام توالت سقطاتها، وبدأ سواد حقيقتها يغطي قناعها الأبيض الذي بيضّه وللأسف بعض المحسوبين على القومية كأمثال عزمي بشارة وغيره.* أرادت الجزيرة أن تسقط الدول العربية واحدة تلو الأخرى، فسقطت هي ذاتها في الفخ الذي نصبته للأبرياء في وطننا العربي العزيز، تسلقت فوق أحلام الطامحين وداست على دماء المساكين، ونهشت في قيم الأمة، وشرحت قلب الأمة النقي بسكينها الملوث بشفافيتها ورأيها المنحازين للوهم وهو ما تسميه حقيقة، وللفبركة وهو ما تدعيه واقعا، وللتلفيق وهو ما تقول عنه شاهد عيان، مع أن هذا الشاهد يحكي مسرحية شهيرة (شاهد ما شافش حاجة ).* الله وحده أراد أن تنكشف الجزيرة ولكن من داخلها هي ليكون أنكى واخزى، وليكون خزيها من جنس ما ارتكبته بحق الحق ذاته ولصوت العقل نفسه، ولان جزيرة كهذه لا يمكن أن يعيش فيها إلا المغيبة عقولهم والمليئة بطونهم والسفيهة أحلامهم، فقد فضل بعض مذيعيها ألا يستمروا في اللعبة الدنيئة، وان يكشفوا المستور ، ويظهروا للعالم ما يحدث في كواليسها المعبأة بألغام الأخبار المراد انفجارها في كل شارع عربي .* السورية لونا شبل هي شاهد عيان هذه الحقيقة وطبعا ليس كشهود عيان الجزيرة الذين ليس لهم واقع إلا في مخيلتها هي ، أعلنت لونا شبل استقالتها من الجزيرة رغم ما تقدمه لها ولغيرها من إغراءات مالية ضخمة، عندما اصطدمت بواقع بلدها وما يحاك ضده.. انتفضت شبل لتهدم عرين الجزيرة وكشفت عن الغرف السوداء التي يجرى فيها تزييف الحقائق وإعادة تركيب الصور الواردة لتتواكب مع توجه القناة ، وأكدت أن توجهها لا يخدم كشف الحقيقة بقدر ما يدعم المعارضات ضد الحكومات لخلق انشقاق داخل المجتمعات في اليمن وسوريا وليبيا.*لا استغرب ولست متعجبا مما قالته ، ولكن تعجبي أين كانت شبل مما كان ومازال يحاك ضد اليمن، الم تستفق إلا عندما بدأت أقدم الجزيرة بالدوس على هامات الأشقاء الشرفاء في سوريا؟! الأكيد أنها وغيرها لن يحسوا بجرم ما كانوا يقترفونه إلا عندما يأتي دور بلدانهم ، ومن قبل شبل أعلن غسان بن جدو أيضا استقالته من الجزيرة لذات الأسباب ، وغيرهما كثيرون ولكني لا أستطيع ذكر أسماء بعينها إلا عندما اسمعها هي وإلا سأكون كشهود عيان الجزيرة.* كما كانت تحب الجزيرة صناعة سقوط الدول ، إذا بها تصنع سقوطها هي أولا ، وإذا كانت أفلحت في زرع انشقاق بين الحكام والمقربين منهم ، فهي اليوم تشرب من الكأس نفسه ويشهد بيتها تصدعا كبيرا يخشى أن يفضي إلى انفراط عقد مذيعيها، بعد أن يكونوا قد سربوا روائحها النتنة التي أزكمت الأنوف وأعمت العيون وجعلت القلوب قاسية .* كالعادة سينهال علي المنتفعون من الجزيرة بوابل من السباب والشتم حتى أن بريدي الالكتروني امتلأ بها ، وأنا هنا لا أريد إجبارهم على كرهها ولكني أيضا أريدهم أن يقدروا رأيي فيها، فرأيي عمده العاملون بها وأيده المحللون على شاشتها ، ولا أريد دليلا جديدا لأثبت ما هو مثبت ، ولأظهر ما هو ظاهر وليس ذنبي أن عين المحب لا ترى المساوئ، ولكن عين العقل تجعلنا نميز الخبيث من الطيب، وقد تناولت هذا في برنامج السلطة الرابعة الذي استضافتني فيه الإذاعة الجزائرية الأولى يوم الاثنين 25 /4 /2011م وكان يتمحور حول الأوضاع العربية لمناقشة قضايا شبابية.* عندما فشلت الجزيرة في ثني المعارضة عن رفض المبادرة الخليجية بشتى الوسائل، وبدت نواياها واضحة في تبعيد وجهات النظر لمن ليس له نظر ، ولكن ما إن باءت محاولاتها بالفشل وذهبت أدراج الرياح حتى استدارت نحو الشباب لتشق الصف بينهم وبين المعارضة ، وطبعا ليس من اجل سواد عيون النظام ولكن من اجل أن تثير الشباب على أحزاب المشترك حتى تشتعل الخلافات بينهم ، وهي تمني نفسها أن تفشل المساعي الخليجية في رأب صدع اليمنيين ورجوعهم لطاولة الحوار واتفاقهم على كلمة سواء .* يبدو أن الجزيرة تريد أن تكون دولة فوق الدول ومنظمة فوق المنظمات وحاكمة بأمر مالكها - في خلق الله ، فيعز عليها أن يتفق الإخوة وان تعود المياه إلى مجاريها وان يعم السلام وتحقن الدماء ، نعم يعز عليها كل ذلك فهي لا تتاجر إلا بجماجم الأبرياء ولا تعيش إلا بين جثث الضحايا ولا تشرب إلا من دماء الشهداء ولا تأكل إلا من لحوم العرب والمسلمين .* قد أكون قاسيا عليها ببعض الكلمات ، ولكنها تقسو علينا حين تحرض على سفك الدماء ، وإشاعة الفوضى ، وضياع الحق، وإظهار الباطل، فلحنها البديع دوي الانفجارات ونثرها الرائع وابل الرصاص، وقصيدتها المفضلة اقتل اقتل اقتل حتى لا يبقى للحل سبيل .[c1]* باحث دكتوراه بالجزائر[email protected][/c]
أخبار متعلقة