أساليب تدريس التربية السكانية
تعد طرائق التدريس من المكونات الرئيسية لأي منهج دارسي وتؤثر وتتأثر بمكوناته لذا تم تعريف طرائق التدريس بأنها عبارة عن إجراءات يتبعها المدرس لمساعدة طلبته على تحقيق الأهداف ، وقد تكون هذه الإجراءات على شكل مناقشات أو توجيه أسئلة أو تخطيط مشروع أو إثارة مشكلة أو تهيئة موقف معين يدعو الطلبة إلى التساؤل أو محاولة اكتشاف أو فرض فروض أو غير ذلك وتعرف الطريقة بأنها إجراءات يستخدمها المدرس لتحقيق سلوك متوقع لدى المتعلمين وهي عملية تتطلب خطوات يؤدي الانتقال بها إلى تحقيق التعلم ، كما تعرف الطريقة ايضاً بأنها مجموعة الأساليب التي يجري بها تنظيم المجال الخارجي للمتعلم لتحقيق أهداف تربوية وهي كذلك عملية موجهة تستهدف التنظيم والموازنة العملية للعوامل المختلفة التي تدخل في العملية التعليمية كطبيعة الطالب ومواد التعليم والموقف التعليمي. وفي هذا الصدد ، يفيد خبراء السكان والتنمية والتربية بأنه ينبغي بعد الاتفاق على وضع بنية المناهج الدراسة للتربية السكانية، أن نحدد طرق التدريس والتعلم التي يجب استخدامها وأن نتذكر دائماً بأن تجاوز النقل البسيط للمعارف بغية التوصل إلى تطوير الروح النقدية والمهارات لتحليل المشكلات وحلها هو هدف تربوي مرتبط مباشرة بالمنهجية المختارة التي يجب أن تعطي ( العمليات العلمية) اهتماماً أكثر من ( الحقائق العلمية) وأن تعطي الطلبة دوراً أكثر فاعلية وايجابية في الدروس. ونظراً إلى أن المعارف والمفاهيم التي تخص التربية السكانية هي نتاج علوم مختلفة ، فإن ذلك يضطر المدرسين والطلبة إلى النظر في مجموع متشابك من العوامل وبالتالي في التفاعلات الحاصلة بين هذه العوامل وتأثيرها على المستويين الكلي والجزئي ، و يجدر بالطالب في هذه العملية أن يكتسب المهارات الفكرية اللازمة لاكتشاف القضايا والمسائل السكانية وتحديدها وتحليلها واقتراح الحلول الممكنة لها. وبناءً عليه ، فقد أكد الخبراء في هذا المجال أن تعليم التربية السكانية يتطلب بالضرورة أن يكون المدرس ملماً إلماماً كافياً بمحتوى المادة التعليمية وبطرائق تدريسها ، وأن يبتعد عن الطرق التقليدية الجزئية ، التي يمكن استبدالها باعتماد الطريقة التكاملية في التربية التي تشجع المشاركة بالعمل الجماعي وتشدد على وضع حلول لمشكلات من خلال تخلي المدرس عن النموذج التقليدي في كونه ناقلاً للمعرفة واعتماد نموذج يركز على الطلبة في المشاركة والتعلم - مصدر المعرفة - من خلال النشاط والعمل. وحول أسلوب التدريس في مجال التربية السكانية تشير الأبحاث والدراسات إلى أن الأسلوب في التدريس يتعلق هنا بتخلي المدرس عن النموذج التقليدي واعتماد نموذج يركز على الطلبة فالأول تم وضعه في سبيل نقل العلوم والمعارف وهو بذلك يفضل عملية الاستذكار في حين يهدف الآخر إلى المشاركة والتعلم عن طريق العمل. كما أن النموذج التقليدي يشدد على الجوانب المعرفية بينما يركز النموذج الآخر على خبرة الطلبة ومشاركتهم الفاعلة في دراسة الوضع السكاني. كذلك فإنه يتطلب نوعاً جديداً من العلاقة بين المدرس والطالب بوصفهما شريكين في تحليل الظواهر السكانية واتخاذ المواقف منها. وكون السكان موضوعاً حاملاً لقيم وخاضعاً للجدل ، فلا ينبغي أن يلجأ المدرس إلى فرض خياراته على الطلبة بل من الأفضل والأجدر له أن يساعدهم في اتخاذ قرارات مسؤولة بعد التعرض والتعرف إلى خيارات وبدائل عديدة ، كما أن المدرس غير معني بإعطاء المتعلم أجوبة جاهزة ، فلا يعتمد الإلقاء والمحاضرة والشرح وإعطاء المتعلم ماذا يجب أن يفعل بل ينبغي له أن يتيح الفرصة أمام المتعلم لاكتشاف أحاسيسه وتفكيره وسلم القيم المتصل بكافة جوانب الظاهرة المبحوثة وعندئذ يمكن للمتعلم انه يتخذ قرارات مسؤولة تنعكس ايجاباً على سلوكه.