غضون
* قيادات في حزب الإصلاح وكذلك أعلامه يدافعون عن تنظيم القاعدة دفاعاً مستميتاً هذه الأيام ، وكأنه حليف حقيقي، يقولون إن الأخبار التي تنشر عن عمليات القتل التي يقوم بها تنظيم القاعدة هي أخبار كاذبة تخرج من المطابخ الإعلامية للسلطة لتخويف الناس والغرب أيضاً من تنظيم القاعدة بينما هو بريء بل إن عمليات القتل لم تحدث أصلاً.. أما عندما يجد الإصلاحيون أن عمليات القتل التي تستهدف الجنود والضباط في أبين ومأرب وشبوة هذه الأيام يصعب نكرانها ، فهنا يغيرون أسلوب الدفاع عن القاعدة من خلال شائعات يقولون فيها إن اطرافا في السلطة وضعت خطة لشراء مرتزقة وتزويدهم بأسلحة وسيارات وأموال وتكلفهم باغتيال جنود وضباط في مأرب وشبوة وأبين وبعد القيام بتنفيذ تلك الاغتيالات تضاعف لهم المكافأة وذلك بتمليكهم تلك السيارات والأطقم، وهذا النوع من التبرير أو الدفاع عن تنظيم القاعدة يأخذ بالاعتبار أن التنظيم قد استحوذ بالفعل على أطقم وسيارات حكومية.* إن دفاع حزب الإصلاح عن تنظيم القاعدة بهذه الصورة الفجة في الفترة الأخيرة وخاصة هذه الأيام لم يكن من قبل بهذا الوضوح، ففي السابق كانوا يقولون إن تنظيم القاعدة مجرد بعبع لتخويف الغرب، وعندما يدركون أن الغرب يعرف جيداً أن تنظيم القاعدة خطر حقيقي، ويرون أنه ينفذ عمليات إرهابية على الأرض ويعلن عن مسئوليته عنها ومفاخرته بها يقولون إن تنظيم القاعدة موجود وخطر لكن السلطة هي التي تدعمه وتدفعه لارتكاب اعمال إرهابية بغية حصولها على مزيد من الأموال والدعم والمساعدات الدولية.. وهذا ايضاً ضرب من الدفاع عن القاعدة ولكنه أخف وأقل فجاجة. وفي حالة مثل التي حدثت أمس في خنفر يعلمون جيداً أن تنظيم القاعدة والجهاديين التابعين لجمعية الإحسان وجمعيات ومراكز سلفية أخرى اشتركوا معاً في السيطرة على مصنع أكتوبر للذخائر ونهبوا ما قدروا عليه وتركوا الباقي لغيرهم، فان حزب الإصلاح سيجد طريقة لتبييض وجوه القاعدة والجهاديين، بل قد وجد تلك الطريقة، فقد قالوا إن النظام سحب قواته عمداً من خنفر ليتيح للجماعة السطو على المصنع وكذلك مراكز الأمن، وكانت النتيجة تلك الكارثة الإنسانية التي يقال إن عدد ضحاياها يزيد على مائتي قتيل ومصاب.. المهم أن الإصلاح لا يعدم أي وسيلة للدفاع عن الإرهابيين وتبرير أفعالهم.* وحتى اللواء علي محسن المعروف بعلاقته القوية بالجهاديين والقاعدة يقول لوكالة الأنباء الألمانية لا أتوقع أي تنام لنفوذ تنظيم القاعدة في اليمن خلال هذه الفترة التي تشهد فيها اضطرابات.. يقول هذا لوكالة إعلامية كبرى على علم جيد بأنشطة القاعدة.. ويقول لها ذلك وأخبار هجمات القاعدة تكر ودماء الضباط والجنود لم تجف ونيران مصنع أكتوبر لم تخمد.* ألا يدل ذلك كله على صدق المعلومات التي تقول إن تنظيم القاعدة صار حليفاً للقوى التقليدية والإخوان المسلمين في هذه المرحلة.. وما يرجح ذلك أنهم يقولون للغرب اليوم اطمئنوا، بعد رحيل هذا النظام وانتقال السلطة إلينا لن تكون هناك أنشطة إرهابية للقاعدة.. فما الذي يجعلهم واثقين من ذلك؟