غضون
* لجنة التحقيق النيابية في الأحداث التي شهدتها محافظة عدن ضمنت تقريرها أرقاماً مخيفة عن أعداد القتلى والجرحى والخسائر المادية الناجمة عن تلك الأحداث، رغم أن تقرير اللجنة سبق أحداثاً وقعت في الأيام الأخيرة مثل أحداث مديرية دار سعد كما لم يشر التقرير إلى التدمير الذي تعرضت له الممتلكات العامة في الحدائق والشوارع بصورة كاملة. أرقام التقرير تقول إن عدد القتلى (11) بينهم شرطيان والجرحى (52) بينهم (22) من الشرطة، وهناك (20) سيارة حكومية وشرطة وخاصة أحرقت وحطمت، وإحراق مبنى شرطة الشيخ عثمان والمديرية والبلدية وتحطيم قسم شرطة المنصورة وعدد من المنشآت السياحية والخدمية الخاصة، ولم يذكر التقرير سوى عدد قليل من هذه المنشآت ، فالتقارير الصحفية الموثقة التي نشرت منذ أول الأحداث حتى نهاية الأسبوع تؤكد أن ما حدث في الواقع يفوق ما جاء في التقرير.. ولعل الصورة ستكون مختلفة في تقرير لجنة (هلال) الذي لم يظهر بعد، وستكون الصورة بعده مختلفة أيضاً لأن أعمال العنف في عدن مستمرة إلى اليوم.* إن ما حدث ويحدث لهذه المحافظة وأهلها كان مفزعاً ومفاجئاً في الوقت نفسه.. هي لا تستحق كل هذا، فمن أين رماها الله أو ابتلاها بهؤلاء المدمرين العنيفين؟تقرير اللجنة يقول إن أحزاب اللقاء المشترك وجماعات (الحراك) وتنظيم (القاعدة) وجمعيات (خيرية) تضافرت معاً لأجل تسيير تلك الأحداث وتوفير الأموال والأسلحة اللازمة لمعركة تخرج عدن من مدنيتها وهدوئها.. وبالطبع كان لرجال الأمن دور في ذلك حسب اللجنة التي قالت إنهم كانوا من صغار السن وقليلي الخبرة ولم يتصرفوا بحكمة، لكن حتى لو كانوا حكماء مثل لقمان الحكيم، كيف ننتظر منهم حكمة في بيئة تفرض عليك التعامل مع مسلحين وغاضبين يدمرون كل شيء يقف أمامهم.. وخاصة إذا كانوا من تنظيم (القاعدة) . التقرير المشار إليه نسب إلى النائب الإصلاحي إنصاف مايو القول إن عناصر غير معروفة وزعت أسلحة في المعلا والشيخ ، وأن عناصر مسلحة كانت تطلق الرصاص من عمارات سكنية.. وفي مساء نفس يوم عرض التقرير في مجلس النواب (الاثنين الماضي) قال النائب إنه لم يقل ذلك للجنة.. بل قال شيئاً آخر للجنة الأخرى.* ماذا قال إنصاف مايو .. ولمن قال ذلك؟ قال إنصاف مايو إنه قال للجنة الرئاسية التي يترأسها عبد القادر هلال إن هناك أسلحة وزعت في الفترة الأخيرة على عناصر داخل محافظة عدن، وأنه يعتقد إن السلطة هي التي قامت بذلك.. ولو سألنا النائب أنصاف.. ولماذا تقوم السلطة على مثل هذه الخطوة الخطيرة؟. سيقول لك: لكي تخرب عدن؟إن هذا التفسير ليس أسخف منه إلا أن يصدق أحد أن هذه السلطة تحرص على تدمير نفسها ، وقد اعتاد أصحاب حزب الإصلاح على مثل هذا السخف ، وخاصة في أوقات الأزمات، فهم لا يحبون إلقاء اللوم على أطراف حليفة لهم ما دامت تشترك معهم في إيذاء السلطة كيفما اتفق.. يوم الاثنين الماضي داهم المتطرفون المقر الرئيسي للسلطة المحلية في مأرب وتمكنوا من الوصول إلى محافظ المحافظة وطعنه في الظهر والرقبة وقتلوا بعض الحراس ، والمحافظ الآن يعالج في المستشفى العسكري بالعاصمة .. ماذا قال الإصلاحيون.. قالوا إن بلاطجة يتزعمهم المحافظ هاجموا متظاهرين (قبائل مسلحة) وبعد تنفيذ الهجوم استقل المحافظ طائره عمودية وذهب إلى مكان غير معلوم.