مسؤول قطاع المياه بالصندوق الاجتماعي للتنمية يتحدث لـ 14 اكتوبر :
لقاء/ بشير الحزميتعتبر مشكلة المياه في اليمن من المشكلات المعقدة فرغم كل الجهود التي تبذل من قبل مختلف الأطراف المعنية ما زالت قائمة وتحتاج إلى مزيد من الجهود لمواجهتها.صحيفة (14 أكتوبر) ،لتسليط الضوء على تدخلات الصندوق الاجتماعي للتنمية في هذا الجانب والدور الذي يقوم به للمساهمة هي حل مشكلة المياه في بلادنا لا سيما في المناطق الريفية التي يتركز نشاطه فيها للتخفيف من معانات سكانها ،التقت بالأخ فيصل عبدالعزيز احمد المعزبي مسؤول قطاع المياه بالصندوق الاجتماعي للتنمية فإلى التفاصيل:- بداية نود أن تعطينا فكرة عما يقوم به الصندوق الاجتماعي للتنمية في قطاع المياه؟- الصندوق الاجتماعي للتنمية في قطاع المياه يعتني كثيراً بالريف اليمني وعملنا في الصندوق أكثر ما ينصب في الريف اليمني حيث انه أكثر معاناة في الحصول على المياه، الصندوق منذ تأسيسه أنجز ما يقارب (1214) مشروعاً في قطاع المياه ،و (384) مشروعاً تحت التنفيذ وفي المرحلة الرابعة من توجهات الصندوق الاجتماعي للتنمية التي تبدأ من 2011م حتى 2015م تمت الموافقة على برنامج كبير لمواجهة شحة المياه في اليمن بمبلغ مائة مليون دولار يبدأ تنفيذه من بداية العام الجاري وهذا المبلغ مخصص لمواجهة شحة المياه حيث تم الاعتماد على معايير وطنية من تعداد 2004م السكاني أخذنا القرى التي فيها فقر المياه (100 %) وعدد سكانها أكثر من 300 نسمة ومؤشر الفقر العام فيها أكثر من (50 %) وما يقرب من 4400 قرية تم استبعادها حيث يتدخل فيها الصندوق ومشروع الأشغال العامة فبقيت بحدود (4200) قرية ربما نغطي منها من ( 1000-1500) خلال المرحلة الرابعة من المبلغ المعتمد (100) مليون دولار إن شاء الله عزوجل ولدينا ما يقرب من ( 30) مليون دولار لمواجهة طلبات المياه في المرحلة الرابعة 2013-2011م ، لذلك فالجهد الأكبر متوجه إلى برنامج شحة المياه ولدينا في المرحلة الرابعة توسع كبير في قطاع حصاد مياه الأمطار من أسطح المنازل الذي هو السقاية الخاصة والى الآن لدينا 498 مشروعاً تحت التنفيذ منها 223مشروعاً المنجز منها (124) مشروعاً و الموافق عليها (101) من خطة 2011م وعدد السقايات الكلية ( 43020) سقاية السعة الكلية 2.167.220 متراً مكعباً ، عدد المستفيدين من السقايات الخاصة فقط ما يقارب نصف المليون والكلفة الكلية (121) مليون دولار مساهمة الصندوق فيها 36 مليون دولار ومساهمة المجتمع 85 مليون دولار أي أن مساهمة المجتمع فيها تصل إلى 70 % لأننا لا نعطيهم إلا الاسمنت والحديد والأنابيب فقط كمساعدة. [c1]تنفيذ وتقييم المشاريع [/c]- ماهي الآليات المتبعه لديكم لتنفيذ وتقييم أنشطتكم في قطاع المياه خلال مراحل عمل الصندوق ؟ - هناك تقييم داخلي وتقييم خارجي من جهات دولية متخصصة والمرحلتان الأولى والثانية كانتا بدايات في قطاع المياه وتقييم الأثر لتدخلات الصندوق في 2006م اظهر أن هناك توجهاً كبيراً لحصاد مياه الأمطار وتقبلاً من الناس لأنه في المناطق الريفية والجبلية من الصعب جداً عمل مياه متنقلة فكان انسب حل أن نرجع لواقع اليمن وماعرف به آباؤنا وأجدادنا وهو حصاد مياه الأمطار وتم النجاح في هذا وفي المرحلة الثالثة تقييمات الأثر التي تمت مؤخراً في 2009م من قبل شركة عالمية محايدة أظهرت نتائج طيبة لحصاد مياه الأمطار وبالذات السقايات الخاصة و أوصت بالتوسع في هذا الاتجاه، وبالنسبة للتنفيذ غالباً في المرحلتين الأولى والثانية تم عبر المقاولات لكن في المرحلة الثالثة تم تنفيذ أكثر المشاريع عبر التعاقدات المجتمعية باستخدام آلية التنفيذ المباشر أو التنفيذ عبر عقود بسيطة من المجتمع من اجل إكسابهم خبرات وحالياً نقيم عملنا اولاً بأول ونعمل كل ما نراه مفيداً من الناحية الفنية ونحسنه دائماً ونأخذ بآراء المستفيدين لأنه يهمنا خدمة المستفيد ورأيه ورضاه عن الخدمة. [c1]حواجز وسدود مائية [/c]- ماذا بشأن الحواجز والسدود التي كانت تحظى باهتمام الصندوق منذ بداية نشاطه.. هل من جديد في هذا الجانب؟ - الحواجز والسدود كانت تتبع وحدة المياه إلى نهاية عام 2010م وقد أنجزنا خلال الفترة الماضية أكثر من (100) سد سعة أكثر من (5) ملايين متر مكعب وكان أكثرها للشرب والاستخدامات المنزلية وبعضها للزراعة وعندنا تدخلات جديدة في البيضاء وفي بعض المحافظات للاستفادة من الحواجز المائية التي بنيت سواء من الصندوق أو من غير الصندوق وتوصل شبكات المياه وقد نجح الصندوق في هذا الاتجاه كثيراً وبالذات في محافظة البيضاء وهناك سدود بنيت من قبل بعض الجهات الأخرى تدخلنا فيها حيث كان المواطنون يطلبون أن نستفيد منها فتم عمل شبكات مياه واستفادت منها عزل وهي مشاريع ناجحة جداً وطبعاً السدود والحواجز المائية تحولت إلى قطاع الزراعة في الصندوق. [c1]وضع صعب جداً [/c]- كيف تقرؤون الوضع المائي في اليمن وتحدياته .. وما السبيل لحل المشكلة؟ - الوضع المائي في اليمن متدهور ويحتاج إلى تعاون وتضافر جهود الجميع والصندوق سعى للتنسيق مع الجهات الأخرى وقد نجحنا في هذا ووحدنا رؤية على مستوى اليمن هي الإستراتيجية الوطنية للمياه التي تبنتها وزارة المياه ونحن جزء منها وهناك توجهات الآن وجهود جيدة ولكن اعتقد على المستوى الأدنى نحن بحاجة إلى توعية للناس بحجم المشكلة وكذلك صناع القرار وغيرهم لأنه من الملاحظ أن المياه تهدر في الري بطرق غير حديثة وحصادنا لمياه الأمطار ما زال حتى الآن ضعيفاً على مستوى اليمن ، فالمشكلة كبيرة ومؤخراً عملنا ونسقنا مع مياه الريف لمسح مشاريع المياه المنجزة على مستوى ريف الجمهورية اليمنية التي وصلت إلى خمسة آلاف مشروع من الصندوق والأشغال واليونيسيف ومياه الريف وقد أظهرت البيانات نتائج طيبة بأن أكثر من (70 %) من المشاريع تعمل وما يقرب من 28 % فيها مشاكل من عدة جهات وأظهرت تغطية للريف اليمني بحدود (40-30 %) فهذه ستعطي نتائج في المستقبل بإذن الله عز وجل وأكثر ما يساعدنا في التخطيط للمستقبل هو توفر البيانات السكانية والصندوق يطمح في عام 2014م أن يشارك في مؤشرات السكان لعام 2014م بحيث تعطينا بيانات عن وضع المياه على مستوى كل قرية وتساعدنا في الاستهداف وتساعد وزارة المياه في التخطيط وكل الجهات العاملة ومنها الصندوق. [c1]احتياجات كبيرة وإمكانيات محدودة [/c]- بالنظر إلى ما تعانيه بلادنا من نمو سكاني كبير وتركز معظمهم في الأرياف.. هل تتوفر لديكم رؤية لتعاطي مع هذه التحديات والسعي إلى تغطية اكبر والتوسع إلى مناطق أكثر وفق احتياجات السكان؟ - نحن نعاني من نمو سكاني مرتفع وايضاً من مشكلة التشتت السكاني حيث لدينا في اليمن ما يقرب من ( 40) ألف قرية معظمها في الريف وبالنسبة لما تحت القرية هناك محلات فالمحلات تصل إلى ما يقرب من ( 130) ألف تجمع سكاني وهذه تعقد عملية التنمية.. والصندوق الاجتماعي للتنمية يسعى إلى المناطق الفقيرة جداً ولذلك ركزنا في المرحلة الرابعة على خدمة أكثر السكان فقراً بالمياه في اليمن ولدينا مؤشرات مأخوذة من مسح ميزانية الأسرة ومعاير الفقر المعتبرة في اليمن ، فنحن ركزنا على التدخل في ما يقارب (4) ألاف قرية أكثر ضرراً من حيث المياه وأكثر فقراً وهذه تمثل (15-10 %) من سكان الريف والمشكلة هي أن موارد الصندوق محدودة و التشتت السكاني يمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لنا ، و كانت والتوعية وتكاتف الجهود ونشر فكرة السقايات الخاصة ودعم القطاع الخاص والعام لها تساهم إلى حدٍ ما في التخفيف من المشكلة لأنه لمسنا أن هذا القطاع ينتشر ويتوسع بشكل كبير فنساعد الناس بالاسمنت والحديد والناس يبادرون إلى حل مشكلتهم ، وبدلاً من أن تستثمرفي القرية (100) ألف دولار لتنشئ لهم خزاناً عاماً ممكن أن تستثمر فيها (30) ألف دولار وتعمل لهم ما يغطي حاجتهم بالسقايات الخاصة وهذه طبعاً ليست في كل اليمن وإنما في اغلب مناطق الجمهورية وهي الممتدة من صعدة شمالاً إلى قرب عدن جنوباً وإن شاء الله بالتنسيق مع الوزارات والمؤسسات يمكن أن نعمل في الخمس السنوات القادمة شيئاً لهذا البلد. [c1]مشكلة عربية [/c]- كلنا يعلم أن مشكلة المياه ليست مشكلة وطنية فحسب وإنما هي مشكلة يعاني منها الوطن العربي بشكل عام.. ترى إلى أي مدى يتم التنسيق مع جهات عربية والاستفادة من التجارب الناجحة للتعاطي مع مشكلة المياه في بلادنا؟ - نحن نحرص دائماً على الاستفادة من كل الخبرات في هذا الجانب على مستوى المنطقة العربية وبلدنا ضمن أفقر عشر دول في العالم في المياه حسب التقارير العالمية ولدينا طبعاً تواصل ومشاركات في بعض المؤتمرات التي تتبناها وزارة المياه وكان آخرها المؤتمر الدولي للمياه قبل شهر تقريباً وقد دعي إليه خبراء من العالم كله وكان الصندوق مساهماً في هذا المؤتمر ، وايضاً نساهم في الكثير من ورش العمل والفعاليات الوطنية وهناك تنسيق مع جهات عربية في موضوع المياه ولكن عبر وزارة المياه والبيئة وليس بانفراد من الصندوق ونحن نحاول أن نصل إلى أفضل التجارب عالمياً و موازاتها باليمن ووجدنا أن الشعب اليمني لديه خبرات قديمة حاولنا أن نعيدها من جديد. [c1]التوعية باستخدامات المياه [/c]- أين يضع الصندوق مسألة التوعية بأهمية ترشيد استهلاك المياه سواء في الاستخدام المنزلي أو الزراعي في قائمة اهتماماته؟ - جانب التوعية مهم جداً وبالذات التوعية بالاستخدام المنزلي للمياه، فالاستخدام المنزلي يمثل ( 7-5 %) من استخدامات المياه ولكن 93 % من المياه تذهب في الزراعة والكثير منها يذهب لسقاية القات وهذا الجانب يحتاج إلى تضافر الجهود ولدينا في الصندوق قسم خاص بالتوعية كان في السابق يتبع وحدة المياه والبيئة لكنه الآن أصبح يتبع وحدة الزراعة لأنه مكون يتعلق بشكل كبير وواسع بالزراعة وترافق كل مشروع مياه توعية باستخدامات المياه وتوعية من حيث الصرف الصحي الآمن والآن كل مشروع ينجز في الصندوق وحتى التي أنجزت في أعوام سابقة نعمل لها حملات بغرض التوعية باستخدامات المياه والتوعية بالصرف الصحي التام أو الكامل بقيادة المجتمع بحيث نوضح للناس أضرار التبرز في العراء ومشاكله الصحية والاجتماعية والبيئية وبحيث يدفع الناس إلى إنشاء حمامات خاصة وبيارات مسقوفة تقينا من الأمراض والملوثات. [c1]معاناة عشناها [/c]- كلنا ننحدر من مناطق ريفية ولمسنا طوال سنوات حياتنا فيها مشكلة شحة المياه وصعوبة تأمين احتياجاتنا منها .. ماالذي قدمه الأخ فيصل لمنطقته وهي كما اعرف من أكثر المناطق معاناة في هذا الجانب؟ - مشكلة المياه عانينا منها فعلاً في قرانا عندما كنا صغاراً ويسعدني أن أحس أنني قدمت للجمهورية اليمنية شيئاً وقررت أن اخدم الكثير من مناطق اليمن من خلال الصندوق الاجتماعي للتنمية حيث أنني عندما ازور منطقة سكانها يجلبون الماء من مسافة تستغرق 3 ساعات وارى النساء والأطفال أكاد ابكي ، وبعد أن تدخل الصندوق وتحسن الوضع يحس الإنسان بسعادة بالغة ، فاعتبر أن كل البلد بلدي وأهلي وأما منطقتنا ففيها مياه والحمد لله ولا نقدر أن نعمل إلا اليسير لكن الذي يسعدني هو انه على مستوى اليمن أحسست من عملي في الصندوق أن اليمن بلدي كله وأن كل قرية في اليمن هي قريتي ومعاناتها معاناة لأهلي وهذا يزيد من مسؤوليتنا أمام الله عز وجل وأمام الأمة ونسأل الله أن يعيننا. [c1]رؤية مستقبلية [/c]- هل لديكم رؤية مستقبلية تسعون في الصندوق لتحقيقها في قطاع المياه؟ - رؤيتنا المستقبلية في قطاع المياه أن نتوسع أكثر وأتمنى أن يولي الصندوق قطاع المياه تمويلاً أكثر من المعتمد وأن، نتوسع أكثر لان الاحتياج في اليمن للمياه مهول وموارد الصندوق المحدودة والمحدودة لقطاع المياه لا تكفي وربما من خلالها نصل إلى حوالي (10 %) من سكان الجمهورية اليمنية الأكثر فقراً وضرراً وحاجة للمياه.