إذا كان ما تشهده بعض المحافظات من اعتصامات و اعمال فوضى وتخريب وتدمير للممتلكات العامة وتعطيل لمصالح الناس لا يفرح أي مواطن حريص على وطنه دون ادنى شك فإن ما وصلت اليه الفوضى والتخريب و ارتكاب الجرائم والخروج على القانون والمساس برموز الدولة و سلطاتها و الاعتصام والتجمهر في الاحياء السكنية لايذاء المواطنين وحرمانهم من العيش بسكينة وأمان قد أكد للقاصي والداني وبما لا يدع مجالاً للشك ان الأمر تجاوز حد الحقوق الدستورية المنصوص عليها في القانون وبلغ حد التخريب والفوضى ولعل ما شهدته وتشهده بعض المحافظات من اعمال شغب واحراق لمراكز وسيارات الشرطة خير دليل على ذلك . إنهم الراقصون على جراح الوطن الساعون الى تدميره ونسف ما تحقق له من منجزات بل تجاوز الأمر هذا الحد و بلغ حد الزج بأبنائنا الطلاب فلذات أكبادنا نصف الحاضر وكل المستقبل في المماحكات والصراعات الحزبية واشراكهم فى مسيراتهم التخريبية واغلاق بعض المدارس بالقوة في محاولة لاستهداف مستقبل هذا الوطن غير مبالين بعواقب ممارساتهم اللا مسؤولة واللا أخلاقية على اعتبار ان المدرسة مركز للعلم والتربية والمحافظة عليها واجب شرعي وهو ما يستدعي ويحتم ضرورة ان يأخذ القانون مجراه بحق من آذى الوطن ويتطلب أيضا من الجميع رئيسا وحكومة وشعبا العمل على تضميد الجراح جراح هذا الوطن قبل تفاقمها وبلوغها مرحلة لا يجدى معها التضميد .إن الشدائد التي يمر بها اليمن تكشف معادن الرجال الصلبة والأصيلة، تماما كما تكشف معادن الرجال الخالية من أي قيم او مصداقية، فلا تحافظ على أي قيمة أو مبدأ أو احترام وتفضح الطامعين بكرسي الحكم ممن احبوا الظهور و اجراء اللقاءات في القنوات الفضائية ، سواء تلك التابعة لهم أوتلك الساعية الى تأجيج الوضع في اليمن مطلقين لانفسهم العنان في وصف رموز الدولة وتسميتهم بمسميات مسيئة وغير مقبولة بلغت سقط القول وسفيه الكلام مما لا يجوز، بغية خلق شعبية لأنفسهم أو للصعود في سلم الأمجاد الوطنية التي يودون أن يحققوها كما يتوهمون ولو على حساب الوطن . فهذا غير مهم لهم كونهم اعتادوا الرقص على جراح الوطن ، ولهم نقول مهما حاولتم ادعاء الوطنية والحرص على الوطن والحفاظ على الثوابت الدستورية فأنتم في حقيقة الامر بعيدون كل البعد عن المصداقية وجميع ابناء هذا الوطن يعرفون انكم شاركتم وساهمتم بل ووقفتم ودعمتم أعمالاً كثيرة تنتهك الدستور وتخرج على أحكام القانون وتتعدى على حريات الناس و كرامتهم.فلا تظنوا أنكم ستفلتون من العقاب وان اعمالكم الاجرامية ستمر دون حسيب او رقيب فاتقوا الله فى الوطن ولا تدمروه.. اللهم هل بلغت اللهم أشهد!
أخبار متعلقة