لقد ضاقت الشعوب العربية ذرعاً وبدأ ينفد صبرها تجاه ما تقوم به تلك القناة الاستخباراتية الجاسوسية من تدخلات سافرة في شئون تلك الشعوب الداخلية والعمل المتواصل والدؤوب لكل ما فيه تشجيع وإثارة للفتن والنعرات وإعاقة للتنمية والاستقرار لتلك الشعوب.إن الشعب العربي ليس بالسذاجة التي يتوقعها الداعمون لتلك القناة لكي يصدق كل ما يملى عليه من تلك الأبواق خصوصاً وهو يعلم كل العلم ما هي حقيقتها وكيف كانت نشأتها وما هي الأهداف الرئيسية لحقنها في جسد الأمة العربية.أقول ذلك وأنا أعلم أن أولئك لا يستهدفون بسمومهم تلك إلا أصحاب العقول القاصرة والقلوب الطيبة الذين إذا قالوا صدقوا وإذا قيل لهم صدقوا وهم نسبة كبيرة من أبناء الوطن العربي أما أولو الألباب والعقول النيرة وذوو الدين والفكر والسياسة فهي تحاول دائماً أن تضعهم في دائرة الشبهات والاتهامات لكي تزيحهم من طريقها وتزعزع ثقة الشعوب بهم.والمتابع لتلك القناة (القطرية الموطن للأسف) والمدقق في برامجها الإخبارية والتحليلية يجد أن العاملين عليها والداعمين لها لم يتبق لهم سوى حمل السلاح والوقوف جنباً إلى جنب مع كل متمرد أو مخرب أو متعصب إلى أي مذهب أو عرق أو قبيلة أو تنظيم والقتال معهم ضد حكوماتهم الشرعية وكأنها وجدت لتدعم وتدافع وتناضل من أجل استخراج أقليات تحجمها وتبرزها إعلامياً وتلقنها ما تقول وما تفعل وتنقل أي فعالية لها صغيرة أو كبيرة لتبثها للعالم بأسره لكي تظهر تلك الأقليات والشرذمات وكأنها الشعوب بأكملها وذلك لتشويه صورة القادة العرب والأنظمة العربية ووضعهم موضع الابتزاز السياسي فيكونوا عرضة للضغوط الغربية من جهة والإعلامية (الجزيرة) من الجهة الأخرى وإثارة الفئة المستهدفة من شعوبهم عليهم لتزداد المشاكل الداخلية وتنشغل بها تلك الحكومات عن ما هو أهم وعن قضايا العرب الأساسية كبناء العلماء وتطوير البحث العلمي وتحرير الأراضي العربية وتقوية أصر التعاون العربي للوصول إلى الوحدة العربية الشاملة والتي بدونها لن يعود لنا أي حق أو مجد ولن يصبح لنا أي مستقبل.أؤكد وأجزم بأن من أهم أهداف تلك (الجزيرة) هو إشغال الحكومات العربية وقادتها وشعوبها بمشاكل ونعرات وفتن وفوضى لا أول لها ولا آخر، خاصة أن أعداء الأمة ظروفهم العسكرية والاقتصادية الحالية لا تسمح لهم باستخدام القوة في إسقاط تلك الأنظمة التي لم تخضع لسياستها لكونها ما زالت غارقة في مستنقع مغامراتها السابقة فكان لابد لها من رسم إستراتيجية إعلامية خاصة لكل دولة عربية لتفكيكها وصناعة ودعم النعرات والفتن فيها وذلك عن طريق التكنولوجيا الحديثة كالقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية ومنها (الجزيرة) و(الفيسبوك) فهي تنقب تحت الرماد لعلها تجد ولو وميضاً صغيراً لتظل تنفخه وتصب الزيت عليه وتغذيه وتحجمه حتى يصبح ناراً مشتعلة ومن ثم تقوم بتصويره وبثه إلى شعوب العالم بإمكانيتها الضخمة التي لا تمتلكها إلا الدول العظمى جداً والتي ليست (قطر) ضمنها طبعاً.تقوم ببث نيران غالباً ما تكون هي التي أشعلتها في أغلب الشعوب العربية وكأن لسان حالها يقول (نحن لا نعلن بل نعرف). [c1](الاستفراد بالرأي)[/c]والأدهى من ذلك أنها ترفع شعار الرأي والرأي الآخر والدفاع عن الحريات ولكنها في ممارساتها اليومية نجدها لا تنفذ سوى سياسية الرأي الواحد والدفاع عن النعرات وتحجيم الأزمات فهي دائماً لا تعطي مساحة ولو واحد بالمئة من برامجها الغراء وتقارير مراسليها للحكومات لتدافع عن نفسها وتقول ما عندها أو حتى لأبناء تلك الشعوب العادلين والمنصفين بل تعتمد أخذ الرأي من أولئك الذين تركوا مسئولياتهم تجاه أهليهم وأوطانهم ولجؤوا إلى دول غير أوطانهم ليعيشوا برغد على الصدقات والاعاشات التي يأخذونها من تلك الدول دون أي جهد أو عمل أو عناء سوى استخدامهم عند الحاجة كمواطنين مهضومين ومهمشين رغم تركهم لأوطانهم وهروبهم من مسؤولياتهم تجاه أهليهم من عشرات السنين بحيث تغيرت ثقافتهم وأحياناً ديانتهم وربما دماؤهم فليس من المعقول أن يصبح هؤلاء أعلم وأدرى بما يجري في داخل أوطانهم السابقة ممن يعيشوا بين أهليهم ولم يغيروا أوطانهم.وهذه الإستراتيجية بدأت تتكشف أكثر فأكثر لذلك فنحن ننصح كل من يعمل بهذه الشبكة السامة والذي لا يزال يتمسك بشرف المهنة والمبدأ وأن ندر فأننا ننصحهم بالتخلص من تلك الآفة لكي لا يكون برنامجه طعماً لاصطياد المشاهدين وجذبهم ومن ثم حقنهم ببرامج أخرى وتحليلات وأخبار سامة ليس لها أي مبدأ وانتماء لشرف المهنة والحيادية.[c1](آخر المحنش للحنش) [/c]كما ننصح الدولة المكلفة بها والحاضنة لها أن تراجع نفسها لأن المثل الشعبي يقول (آخر المحنش للحنش) فحكومتك التي تقوم على قناة وامرأة ليست بالقوة والتماسك الكافيين لتكون بمنأى عن سموم تلك الأفعى التي تحتضنها فلا ماضيك المريب ولا حاضرك المثير للجدل سينجيك من الحفر التي تحفرها لإخوانك والنيران التي تشعلها من حولك والمثل يقول: ( لا ترجم بيوت الناس وبيتك من زجاج).
أخبار متعلقة