غضون
* كثير من الصحف اليمنية الأهلية والحزبية تصنف الوزراء حسب المعيار المعتمد لديها ، وهو معيار مشهور «ادفع وإلا»، فأنزه وزير هو الذي تنشر وزارته التهاني والاعلانات في الصحيفة ، ويتم الدفع المعجل ، أما اذا كان لا ينشر تهاني في تلك الصحيفة فهو وزير (فاسد كبير)، واذا خضع للابتزاز وصالحهم ، فهنا يتغير الوصف .. ولذلك تعودنا قراءة اخبار ومقالات تنشرها صحيفة في عددها سابق تصف فيها مسئولاً، أو وزيراً بأقذع الأوصاف والصفات وتتهمه بالفساد، وفي العدد اللاحق تشيد بنزاهته ونجاحه وتزكيه بشهادة (أبي هريرة ).قبل يومين كنت أقرأ في احدى هذه الصحف «لقطات» عن الوزراء الفاسدين، وهم في الحقيقة أقل فساداً من غيرهم، بل إن وزير الداخلية جعلته الصحيفة ثالث الفاسدين واستدلت على ذلك بأن الجريمة في عهده تفشت، وأن ميزانية الوزارة تصرف تحت «مسميات مكافحة الإرهاب والانتشار الأمني».. هكذا .. فهذا الإنفاق بنظر صاحب الصحيفة نوع من الفساد.. ومن أدلة فساده ايضاً انه «يستقوي بالسلطة»! بينما المعروف عن الرجل انه افضل الوزراء كفاءة ونزاهة وانجازاً، لكن بعض أصحاب الصحف لا يتحرجون من عوراتهم .* الانفاق على مكافحة الإرهاب والانتشار الأمني الذي حسبته الصحيفة فساداً واستدلت به على فساد «المصري» هو الذي انتج مستوى عالياً في ضبط أكثر من 94 % من الجرائم المرتكبة في اليمن، والتي تصل الى نحو 800 جريمة في الاسبوع الواحد ، وتنفيذ أكثر من 18 ألف حملة أمنية لضبط الاسلحة غير المرخصة، ففي العام الماضي وحده ضبطت أكثر من (246) ألف قطعة سلاح غير مرخصة، وهذا الانفاق هو الذي جعل البلاد اقل عرضة للخطر في ظل ازمات سياسية واضطرابات اجتماعية ولولا المؤسسة الأمنية لكنا في حالة حرب أهلية.إن تلك الصحيفة وكثراً غيرها تعتبر الإنفاق على مكافحة الإرهاب دليلاً على فساد الوزير.. وللأسف انهم لا يعترفون بوجود الإرهاب ، ويكتبون عادة عبارة «ما يسمى بالارهاب».. وكم تمنيت على صحف المعارضة ان لا تكايد في قضية الارهاب لمجرد الرغبة في النكاية بالسلطة ، أو لأن المعارضة غاضبة من السلطة.. فالإرهاب عدو الجميع ويتعين ان يتحد في مواجهته الجميع.يقول لك: وزير الداخلية فاسد لأنه يسخر موازنة الوزارة «الضخمة» للانتشار الأمني ومكافحة «ما يسمى الإرهاب»!! لماذا كل هذا الإشفاق على الإرهابيين ؟وبالمناسبة هؤلاء الذين يهاجمون المؤسسة الأمنية وأفرادها بالباطل ، لم يقولوا كلمة حق واحدة في وجه المجرمين والإرهابيين ، الذين يغتالون جنوداً وضباطاً وفق خطة ممنهجة .. يبكون على الإرهابيين، ولم يظهروا أي تعاطف مع الضحايا ورجال الأمن الذين يحرسونهم.تقرأ في صحيفة معارضة وكذلك في الشريط الاخباري لقناة سهيل : «الأمن يعتقل أحد نشطاء تنظيم القاعدة».. هكذا «نشطاء».. وفي الخبر تعاطف مع «الناشط» وإدانة «للأمن الذي اعتقل الناشط المتهم بقتل جندي»! رجال الأمن لا بواكي لهم ، والإرهابيون «نشطاء» يدافعون عنهم ، بل وصل الأمر درجة الاعتصام أمام الأمن السياسي للمطالبة بالإفراج عن الإرهابيين !.