دبي/ متابعات:لا أحد من عشاق الكرة الصفراء يتذكر الآن التشيكية الجبارة مارتينا نيفارتيلوفا التي أجبرت الولايات المتحدة على منحها الجنسية عندما أحرزت بطولة تشيكوسلوفاكيا الوطنية ولم تكن تبلغ من العمر 15 ربيعا في العام 1972، وتوجت بعد عامين فقط بلقب بطولة أولاندو بولاية الشمس الساطعة فلوريدا. من يتذكر صراع نيفارتيلوفا التاريخي في ملاعب الجراند سلام مع الاميركية الحسناء كريس إيفرت الذي امتد لربع قرن من الزمان؟.. ولماذا نذهب بعيدا فمن يتذكر العداء غير المسبوق بين الألمانية شتيفي جراف واليوغسلافية الأميركية مونيكا سيليش الذي نتج عنه قيام مشجع ألماني “مهووس” بطعن سيليش في كتفها خلال بطولة في ألمانيا العام 1992؟. وكيف لنا في هذا الزمن، الذي تفقد فيه منافسات تنس السيدات بريقها، أن نتحدث عن السويسرية مارتينا هينجيز أو الأرجنيتنية جابريللا ساباتيني أو الاسبانية ارانشا سانشيز والشقيقتان ويليامز.. وغيرهن.!! [c1]“الشغف” عامل مشترك وحيد[/c]ويكفي أن نقول أن العامل الوحيد المشترك بين هؤلاء اللاعبات هو التخلي عن المكياج وحفلات التصوير و”السواريه”، والتفرغ المطلق للمنافسة على المستطيل الرملي في ملبورن والرولان غاروس والعشبي في ويمبلدون والأرض الصلبة في فلاشينغ ميدوز والماسترز. لم تكن الخسارة مطروحة للنقاش أمام نيفارتيلوفا أو سيليش أو هنجيز، ولم تكن الدموع أيضا مرشحة للظهور في كل مناسبة أمام عدسات المصورين، الذين باتوا في هذه الأيام يطاردون لاعبات التنس “الزجاجيات” على شواطئ البحر الكاريبي أكثر مما يكسبن الاهتمام في أرضية الملعب. لم تكن أحاديث أو تصريحات جراف وسانشيز وساباتيني سوى للتعبير عن “الشغف” الكبير لتحقيق الانجازات وحصد البطولات، في حين تحولت أغلب تصريحات لاعبات هذه الأيام عن المغامرات العاطفة وصفات رجل الأحلام أو بالأحرى رجال الأحلام. [c1]ملابس ايفانوفيتش وصراخ شارابوفا[/c]ولعل أكثر ما يميز الجيل الجديد من لاعبات التنس هو السعي المتواصل للإثارة، سواء داخل الملعب أو خارجه، ولعل من أهم هذه الإغراءات هو طريقة اختيار الملابس وألوانها، وهو ما تبدع فيه حاليا الصربية آنا ايفانوفيتش، فيما قررت الروسية ماريا شارابوفا التوجه إلى قطاع آخر من الإثارة وهو الصراخ بأشكال وطرق متعددة خلال المباريات. وعلقت وسائل إعلام خلال بطولة استراليا الأخيرة بالإشارة إلى شارابوفا قد تكون “تسببت في إصابة منافستها الفرنسية فيرجيني رازانو بمشكلة في السمع بعدما ظلت تصرخ طوال المباراة مع كل ضربة تسددها لتفوز في النهاية”. وامتدت قائمة اللاعبات الحريصات على “المظهر أكثر من المحضر” حتى شملت أغلب المتواجدات على ساحة المنافسة حاليا، وهو ما مكن الدنماركية كارولين فوزنياكي من الصعود إلى صدارة التصنيف العالمي للاعبات التنس المحترفات، رغم أن أفضل انجاز لها هو الحصول على المركز الثاني في بطولة أميركا المفتوحة على ملاعب فلاشينغ ميدوز في العام 2009. [c1]تحول الحافز لدى الجماهير[/c] وانعكس حال تنس السيدات على جماهير اللعبة فتجد أن منظمي البطولات باتوا يفكرون بالترويج للمنافسات عن طريق عرض صور مثيرة للاعبات بغض النظر عن مستوى الأسماء المشاركة أو أهمية النجمات الغائبات بسبب الإصابة أو غيرها. وفي الوقت الذي تنظر فيه بطولات الرجال لأهمية الترويج على سبيل المثال للصراع الثنائي بين الإسباني رافائيل نادال والسويسري روجيه فيدرر، كما فعل المنظمون في قطر من خلال وضع اللاعبين في الملعب المائي، فإن الترويج في الدوحة ودبي على سبيل المثال يتركز في بطولات السيدات على تصوير اللاعبات بالزي التراثي لإظهار جمالهن.
|
اشتقاق
كرة المضرب تفقد بريقها عندما تترجل (البطلات)
أخبار متعلقة