الكويت / متابعات :أكد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأدميرال مايك مولن ان الولايات المتحدة ملتزمة بأمن الكويت مشيرا إلى أن الجيش الأمريكي قلق من «الوضع الضبابي جدا والخطير» في ليبيا.وفي إطار جولة إقليمية يقوم بها المسئول العسكري الأمريكي رفيع المستوى في المنطقة حاليا زار مولن الكويت لمشاركتها باحتفالات الذكرى الخمسين للاستقلال والعشرين للتحرير وذكرى مرور خمس سنوات على تولي أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم وكذلك لتجديد تأكيد التزام الولايات المتحدة الأمريكية بامن الكويت.وقال مولن في مقابلة ان الكويت «هي سابع بلد يزوره خلال ستة أيام وقد وقع التركيز (خلال هذه الجولة) على تجديد التأكيد على العلاقات مع الشركاء الاستراتيجيين الكبار وبالتأكيد فان الكويت واحدة منهم».وذكر ان «هذه الرحلة كانت مقررة منذ وقت طويل ويدعمها الان التغيير الذي يجري في الشرق الاوسط كما انها فرصة لي للتحدث الى القيادة في محاولة لفهم وجهة نظرهم حول ما يجري في هذا الوقت من تغيير» في المنطقة.واكد مولن ان الشرق الاوسط «يعتبر منطقة حيوية بالنسبة للعالم ويحظى بالتأكيد باهتمام وطني مهم وحاسم من قبل الولايات المتحدة لذلك ولمجموعة من الاسباب جئت وانه لرائع ان اكون هنا من جديد».واضاف ان «هذه الزيارة جاءت الى حد كبير بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال والعشرين للتحرير والذكرى السنوية الخامسة لتسلم سمو الامير مقاليد الحكم وكما هو الوضع دائما هنا فان (المنطقة) تشهد الكثير من الاحداث بشكل دائم وكانت الرحلة جيدة جدا».وهنأ الأدميرال مولن الكويت بمناسبة احتفالاتها وقال «أريد أن اهنى شعب الكويت وامير البلاد بمناسبة هذه الاحتفالات التي تحيط بهم .. استطيع أن أرى وأنا أتجول كم يبدو شعب الكويت متحمسا».وأشاد مولن بالتنمية الاجتماعية والسياسية الهائلة التي اضطلعت بها الكويت بعد 20 عاما من تحريرها من غزو النظام العراقي السابق والدور الذي لعبته الولايات المتحدة وباقي الحلفاء.وقال في هذا السياق «اعتقد ان كلمة تحرير تعبر عن كل شيء .. فمن الواضح ان هناك التزاما كبيرا ليس فقط من جانب الولايات المتحدة ولكن من قبل باقي اعضاء التحالف الاخرين بضرورة استعادة الكويت لمكانتها التي تستحقها ثم راينا الكويت تتطور على مدى سنوات عديدة بشكل ايجابي لا يصدق من حيث التحرك نحو ديمقراطية اكثر تمثيلا والفرص التي منحت لشعب الكويت هنا واضحة ليقوم بالتغييرات المطلوبة وانه لامر ايجابي جدا مشاهدة ذلك».واشار مولن ايضا الى اهمية الكويت كعضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدعم الاقليمي الذي تقدمه الى الجيش الامريكي معربا عن امله بان تزدهر هذه العلاقة بين البلدين في المستقبل.واكد ان «الكويت تعتبر العمود الفقري في مجلس التعاون الخليجي وقيادتها لهذا المجلس مهمة بالتأكيد للولايات المتحدة مع الدعم الذي حظينا به لشعبنا وقواتنا وامكانية التدرب هنا.. ولكي نكون قادرين على اعدادهم لمواجهة التحديات التي كانت لدينا في الولايات المتحدة فيما يتعلق بالحروب في كل من العراق وافغانستان فان الدعم والصداقة والشراكة امور نمت بيننا بشكل كبير وبالتاكيد نحن نتطلع الى ان تستمر في النمو في المستقبل».وكرر الموقف الأمريكي بخصوص الملف النووي الإيراني قائلا أن إيران «تشكل تهديدا امنيا كبيرا في المنطقة» مؤكدا ان الولايات المتحدة تعتزم دعم استقرار المنطقة وموضحا ان «التزام الولايات المتحدة هنا هو رؤية الاستقرار على وجه التحديد.. ان الولايات المتحدة ملتزمة جدا بدعم استقرار النمو الاقتصادي وبمستقبل افضل للشعوب هنا في المنطقة».وفي رده على سؤال حول التواجد العسكري الامريكي طويل الامد والاتفاق الامني مع الكويت قال مولن «كانت لدينا التزامات مع الكويت لفترة طويلة من الزمن وعلاقاتنا العسكرية قوية جدا وسنواصل القيام بذلك فهذه العلاقات من اهداف الولايات المتحدة بغية العمل والتدريب وتوفير المعدات لدعم الخيارات التي ابداها القادة والحكومة في الكويت».وذكر انه «عندما تقرر الكويت شيئا أي عندما يتخذ قادتها قرارا بشراء بعض المعدات فنحن نؤيد ذلك طبعا» مشيرا الى ان الولايات المتحدة تدعم قرار هذه البلدان في تحديد كيفية الحفاظ على امنها الخاص «وقد كنا في حالات كثيرة بالكويت ندعم هذا النوع من العلاقات الامنية والتعليم والتدريب».وبخصوص الوضع في ليبيا شدد مولن على ان الولايات المتحدة تدين بشدة الاضطراب السياسي والعنف معربا في الوقت ذاته عن قلق عسكري وحذر في هذا الشأن.واكد ان الولايات المتحدة «تراقب (الوضع في ليبيا) بعناية كبيرة ونحن نشجب العنف الذي مارسه العسكريون والزعيم الذي انقلب على شعبه» لافتا الى ان هناك «دعوة دولية لوقف العنف وتوفير الحرية للشعب الليبي وهو ما طالب به الرئيس (الامريكي باراك) اوباما واخرون للعمل معا في هذا الخصوص».وافاد بان ليبيا تعيش وقتا شديد الاهمية للتغيير لافتا الى ان «الشعب هناك والعديد من الشعوب الاخرى يسعون الى حياة مختلفة عما رأوه في السابق».واضاف «من المنظور العسكري نحن نبحث الاحتمالات الممكن حدوثها حتى نكون مستعدين لان الوضع ضبابي جدا وخطير».اما بخصوص الملف العراقي فاكد الادميرال مولن ان الانسحاب الامريكي الكامل من العراق بات وشيكا وتحديدا في نهاية العام 2011 معربا عن ثقته في قدرات السلطات العراقية على الرغم من بعض التحديات والتي ستستغرق بعض الوقت لتهدأ الاوضاع هناك مع المساعدة التي ستقدمها الولايات المتحدة.واوضح في هذا السياق ان «قوات الامن العراقية عملت بشكل جيد جدا في كثير من الحالات وعلى نحو افضل مما توقع الكثيرون قبل بضع سنوات».وشدد مولن على ان هذه القوات هي «المسؤولة عن امنهم الان فنحن لا يزال لدينا حوالي 50 الف جندي هناك وسنسحب جميع قواتنا بحلول نهاية العام وفق الاتفاق الاستراتيجي بيننا والعراق».وشكر المسؤول العسكري الامريكي في هذا السياق الكويت لمساهمتها في تيسير هذا الانسحاب عبر استضافتها للقوات والمعدات الامريكية.وقال «اريد ان اشكر الكويت للدعم الكبير الذي قدمته للقوات الامريكية حيث استطاعت الولايات المتحدة نقل الكثير من الجنود المعدات الى هنا» مشيرا الى ان قوات بلاده في العراق انخفضت من 200 الف الى 50 الف جندي ومؤكدا ان هذا الانسحاب الكبير لم يكن ممكنا لولا الدعم الكبير الذي قدمته الكويت.
مولن يؤكد أن الولايات المتحدة تعتزم دعم استقرار منطقة الخليج
أخبار متعلقة