هايتي/متابعات:خلف الزلزال الذي وقع في يناير 2010م عدداً كبيراً من مبتوري الأطراف في هايتي. وحتى يعيش هؤلاء حياة مستقلة عليهم متابعة جلسات إعادة التدريب والمثابرة على تغيير دوري للأطراف الاصطناعية خاصة بالنسبة إلى الأطفال.السيدة (أولغا ميتشيفا) التقت ثلاثة أطفال من هايتي يستعيدون شيئاً فشيئاً الأمل في الحياة بعد معاناتهم الأليمة لمرارة العيش.الطفلة (بلورها) في السنة الثانية من عمرها تبدو كدمية صغيرة في ثيابها الظريفة وهي تعانق برقة (راشيل) المرأة الشابة التي تعلو البسمة شفتيها قائلة (هذه أمي).إنه لمشهد مؤثر ويكاد أن يكون شبه عادي إلا أنه يجري وسط منظر غريب لحي أزيلت كل معالمه بعد الزلزال. وتخفي (بلورها) تحت بنطلون الجينز الذي ترتديه ساقاً اصطناعية, أما (راشيل) فليست أمها بل خالتها. فوالدتها توفيت تحت أنقاض منزلها وهي تضم طفلتها بين ذراعيها. وتروي الخالة أن المبنى التوى تحت قوة الزلزال وأصبح مطوياً مثل آلة الأكورديون الموسيقية ولم يكن أحد يتصور أن هناك ناجين. ولكن بعد ثلاثة أيام سمع أحد الجيران صوتاً يشبه مواء قطة صغيرة. وكانت (بلورها) الناجية الوحيدة بأعجوبة.وفي مركز تركيب الأطراف الاصطناعية، يبدو (ألكساندر) الصبي المرح ذو الخمس سنوات وكأنه لم يعد يتحمل الانتظار وهو يجلس بالقرب من والدته وشقيقته الصغيرة. و(ألكساندر) هو مثل (بلورها) ضحية الزلزال وقد بقي على قيد الحياة بعد عدة ساعات قضاها تحت الأنقاض. يقول إن الطرف الاصطناعي كان يؤلمه ولهذا يتولى الآن الاختصاصي التقني إصلاحه.وفجأة تضيء ملامح الفرح أسارير وجهه حين يرى صبياً آخر يتنقل بثبات على درج صمم خصيصاً لإعادة التأهيل فيقول: هذا صديقي حتى لو كان أكبر مني سناً.ويبلغ (جورداني) صديق (ألكساندر) عشر سنوات. لقد أفقده الزلزال ساقه ولكنه سلبه أيضاً أمه ومنزله. وهو لا يزال يعيش في خيمة بعد عشرة أشهر من حدوث الزلزال. ولم يجهز بطرف اصطناعي إلا منذ فترة قصيرة بعد أن لاحظ عاملون إنسانيون حالته في مخيم للنازحين ولكنه يحاول مع ذلك وكيفما تيسر له أن يلعب بكرة القدم مع الأطفال الآخرين.أحلام الطفولةتجري (بلورها) بعزم وراء لعبتها بالرغم من العبء الثقيل الذي تمثله ساقها الاصطناعية. وتبدي (راشيل) تفاؤلها بالمستقبل الذي ينتظر (بلورها) بالرغم من صعوبة حياتها اليومية وتقول وهي مفعمة بالأمل: أتمنى بقوة أن تصبح طبيبة أو محامية ، وعلى كل حال امرأة ذات شخصية قوية لأن هذا ما نحتاجه في هايتي.أما (ألكساندر) فهو مسحور بالموسيقى والموسيقيين، و(جورداني) يملك قناعة راسخة بأنه سيكون يوماً ما لاعب كرة قدم كبيراً. لقد استعاد الأطفال الثلاثة فرح العيش بعد عشرة أشهر من الزلزال حتى لو أنهم لا يزالون يرتجفون ذعراً حين يسمعون صوت عاصفة أو مجرد أصداء شاحنة تمر بالقرب منهم. من المؤكد أن الإعاقة الجسدية ستبقى ولكن إذا ما استمرت إمكانية حصولهم على الخدمات المناسبة لتقويم الأعضاء، سوف تتاح لهم فرص النمو بشكل مستقل وربما تمكنوا يوماً ما من تحقيق أحلامهم.
أطفال مصابون بإعاقة يستعيدون الأمل في الحياة
أخبار متعلقة