اليوم العالمي لمكافحته
عرض/ دنيا هانياحتفلت بلادنا أمس الجمعة مع سائر دول العالم باليوم العالمي لمكافحة السرطان (الموافق 4 فبراير من كل عام ).. هذا المرض الخبيث الذي تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنه سيودي بحياة 84 مليون نسمة ما بين عامي (2005 و2015) إذ ا لم تتخذ إجراءات للحيلولة دون ذلك.وبلادنا اليمن ومعها سائر بلدان العالم تحتفي بهذا اليوم من خلال إقامة عدد من الفعاليات والأنشطة وحملات التوعية ، للوقوف عنده ونشر التوعية للوقاية منه والحد من انتشاره . وبهذه المناسبة نستعرض تعريف السرطان وأنواعه وأهم مسبباته وطرق الوقاية منه.[c1]السرطان [/c]السرطان هو مجموعة من الأمراض يصل عددها إلى 200 مرض وتتميز خلاياها بالعدائية والنمو والانقسام من غير حدود وقدرة هذه الخلايا المنقسمة على غزو أنسجة مجاورة وتدميرها، أو الانتقال إلى أنسجة بعيدة في عملية يطلق عليها اسم ( النقيلة ) . وهذه القدرات هي صفات الورم الخبيث على عكس الورم الحميد الذي يتميز بنمو محدد وعدم القدرة على الغزو على الانتقال , كما يمكن تطور الورم الحميد إلى سرطان خبيث في بعض الأحيان.ويعد السرطان من أهم أسباب الوفاة في جميع أنحاء العالم والملاحظ أن العدد الإجمالي للحالات المصابة بهذا المرض يشهد ارتفاعاً في شتى أنحاء العالم. فهو مدفون في غموض الحياة نفسها. وفي أسرار الخلية البشرية يكمن المفتاح الذي يعتقد العلم أنه سيحل لغز السرطان .[c1]إحصائيات عالمية [/c]وأشارت تقديرات منظمة الصحة العالمية فيما سبق إلى أن مرض السرطان سيودي بحياة 84 مليون نسمة بين عامي (2005 و2015) إذ لم تتخذ إجراءات للحيلولة دون ذلك . من جانبهم قال خبراء صحة أمس الجمعة إن نحو ثلث حالات السرطان في الولايات المتحدة والصين وبريطانيا كان يمكن تجنبها إذ ما تناول الناس طعاما صحيا واحتسوا قدرا اقل من الكحوليات ومارسوا المزيد من التدريبات الرياضية. وتشير تقديرات المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان والصندوق العالمي لأبحاث السرطان أن إدخال تعديلات بسيطة على نمط الحياة قد يمنع نحو 40 بالمائة من حالات سرطان الثدي وحده في بريطانيا والولايات المتحدة فضلا عن عشرات الآلاف من الإصابات بسرطان القولون والمعدة والبروستاتا. وقال مارتن ويزمان المستشار العلمي والصحي للصندوق العالمي لأبحاث السرطان في بيان «من المحزن انه حتى في 2011 يموت الناس بدون داع من السرطان الذي يمكن مكافحته من خلال المحافظة على وزن مناسب ونظام غذائي صحي ونشاط بدني وعوامل أخرى مرتبطة بنمط الحياة.» وذكر الصندوق العالمي لأبحاث السرطان انه في الصين يمكن الحيلولة دون 620 ألف إصابة بالسرطان أو 27 % من الإصابات كما هو الحال مع نحو 35 % أو 340 ألف حالة في الولايات المتحدة و37 في المائة ببريطانيا. وتلقى نتائج الصندوق دعما من توصيات منظمة الصحة العالمية التي تقول إن الانتظام في أداء التمرينات يمكن أن يحول دون الإصابة بالكثير من الأمراض مثل أنواع السرطان وأمراض القلب وداء السكري. ويكتشف نحو 12.7 مليون شخص في العالم سنويا إصابتهم بالمرض ويموت 7.6 مليون بسببه. وهناك تقريبا 200 نوع معروف من المرض . [c1]أهم مسبباته [/c]السرطان ما زالت أسبابه المباشرة مجهولة إلى حد ما ، إلا أن عددا من العوامل الشائعة تساعد أو تهيئ للسرطان ، مثل الوراثة التي أثبتت الأبحاث أن لها دوراً لها في بعض الأورام مثل أورام الشبكية ولكنها لا تعتبر سبباً رئيسيا وكذا التدخين الذي يعد من الأسباب الرئيسية للإصابة بالسرطان لأنه يحول بشرة القصبات من بشرة تنفسية إلى بشرة ساترة لا تقوم بأي عمل ، وبالتالي تحتاج إلى خطوة واحدة لتصاب بالسرطان . وأيضاً التوزيع الجغرافي حيث لوحظ أن الإصابات تقل في مكان وتزيد في مكان آخر حسب المنطقة الجغرافية. وبعض أنماط الحياة غير الصحية ( بما في ذلك تعاطي التبغ والكحول واتباع نظم غذائية غير ملائمة والخمول البدني) والتعرض للمواد المسرطنة في أماكن العمل (مثل الأسبستوس) أو في البيئة (مثل تلوث الهواء داخل المباني) أو للإشعاع (مثل الإشعاع فوق البنفسجي أو الإشعاع المؤين) وبعض أنوع العدوى (مثل التهاب الكبد B أو العدوى الناجمة عن فيروس الورم الحليمي البشري) .[c1]أنواع السرطان[/c]يعتبر سرطان الرئة هو أكثر أنواع السرطان فتكاً بالناس وهناك توقعات تشير إلى أن ذلك سيستمر حتى عام 2030، إلا إذا كثفت جهود مكافحة التبغ على الصعيد العالمي بشدة. وقد باتت بعض أنواع السرطان أكثر شيوعاً في البلدان المتقدمة مثل سرطان البروستاتا وسرطان الثدي وسرطان القولون. أما سرطان الكبد وسرطان المعدة وسرطان عنق الرحم فهي أشيع في البلدان النامية. و جدير بالذكر أن السرطان يتسبب في حالة وفاة واحدة من بين 8 حالات وفاة في جميع أنحاء العالم أكثر من الإيدز والسل والملاريا مجتمعة ولكن العديد من هذه الوفيات يمكن تجنبها من خلال الوقاية منه.وكما ذكرنا أن السرطان ليس مرضا واحدا ، هو مجموعة أمراض تختلف باختلاف الخلايا التي ينشأ عنها. وباختلافها عن بعضها فهي تختلف في تصرفاتها فبعضها سريع النمو وأخر ى بطيئة ، بعضها سريع في الانتشار وأخرى لا تنتشر بسرعة. لكن كل نوع من هذه الأنواع له خواص متشابهة مع اختلاف المرضى.ويختلف علاج السرطان باختلاف نوع الورم أو العضو المصاب. وبشكل عام فالطرق الرئيسية لعلاج أمراض السرطان هي : الجراحة وذلك باستئصال العضو أو الأنسجة المصابة ، العلاج الإشعاعي باستخدام الأشعة لعلاج الورم، العلاج الكيميائي باستخدام العقاقير الكيميائية والعلاج الهرموني وذلك باستخدام الهرمونات لبعض أنواع السرطان.[c1]الوقاية [/c]يمكننا الوقاية من الإصابة بالسرطان من خلال الامتناع عن التدخين والكحوليات وبممارسة الرياضة يومياً لتقليل نسبة الدهون ورفع كفاءة الجهاز المناعي والتغذية الصحية المتوازنة مثل تناول الخضروات والفواكه والأسماك والوقاية من التعرض المباشر لأشعة الشمس والفحص الطبي الدوري والفحص الطبي العاجل إذا كانت هناك أي مشكلة صحية واتباع التعاليم الصحية والابتعاد عن المواد الخطرة وعدم التعرض الزائد لأشعة الشمس وارتداء الملابس الواقية وتنقية المياه جيداً في المناطق الصناعية والابتعاد عن الأماكن الملوثة وعدم تناول الأطعمة الملوثة وتقليل تناول الأطعمة الدسمة والمحفوظة والمدخنة.[c1]دور الإعلام[/c]حياة الإنسان غالية ، وللحد من هذا المرض الخبيث يأتي هنا دور الجهات المسئولة كوزارة الصحة العامة والمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان ووزارة الإعلام وكل الجهات ذات العلاقة بمخاطر هذا المرض من خلال تبني ندوات ومحاضرات في الأماكن العامة وفي الجامعات والمدارس والمساجد وتضمينها في المناهج الدراسية وإعداد البروشورات والمطويات والإعلانات ذات الطابع التوعوي بمخاطر هذا المرض .. هذه هي الطريقة المثلى للوقاية منه لذلك يمثل الإعلام الدور الأبرز في عملية التوعية.