غضون
* المسجلون لدى صندوق الرعاية الاجتماعية الذين صنفوا كمستحقين للمساعدة أكثر من مليون اسم يعيلون نحو خمسة ملايين فرد والمبلغ المعتمد والذي صرف لهم عام 2009م نحو أربعين مليار ريال، وهؤلاء المستحقون حسب القانون هم المعاقون وكبار السن والنساء الفقيرات.. الذين لا عائل لهم أو لا دخل لهم. هذه الأرقام من المؤكد أنها قد ارتفعت العام الماضي.. وخلال هذا الأسبوع أمر فخامة رئيس الجمهورية باعتماد خمسمئة ألف حالة جديدة.الأرقام المتعلقة بعدد المستفيدين والمبالغ المعتمدة سنوياً كبيرة جداً.. والسؤال الذي يطرح هو: لماذا لم تحدث هذه الأرقام تحسناً على مستوى حياة الفقراء؟يقال إن شروط ومعايير الحالات المستحقة لهذا الدعم محددة في القانون بعناية.. ويتم اختيارها بموجب مسح ميداني وشهادات مشايخ وأعضاء مجالس محلية.. أين المشكلة إذن؟* المشكلة تكمن في الفاسدين الذين يسمح لهم بالفساد.. زميل ثقة من صعدة قال لي إن المشايخ هناك هم الذين يقررون من هو المستحق للمساعدة.. ليس الفقراء.. بل الأقرباء.. وذكر لي أن أحد المشايخ يقبض مستحقات نحو مئة اسم أو حالة ليس بينها فقير.. لا معاق ولا عجوز ولا أرملة ولا صبية بدون عائل.. بل مرافق، ابن، أخ، جدة، صاحب.. وأنا شخصياً أعرف أشخاصاً في منطقتي يقبضون أو يحصلون على هذه المساعدة أو الرعاية الاجتماعية معظمهم تجار ومزارعون و”صنائعية” وموظفون.. وبالطبع المشايخ في المقدمة.. بينما المستحقون الحقيقيون للمساعدة معدودون.. وذلك لأن الذين يقررون من يدخل ومن يخرج من قوائم التسجيل، ولمن تمنح الاستمارات ومن يمليها ويشهد على ذلك هم فاسدون.* خمسة ملايين مواطن يفترض أنهم قد استفادوا من هذه المساعدة واستعانوا بها على الفقر، ومع ذلك هناك المزيد.. لكن في الواقع يزداد الفقر.. ويبقى الفقراء بعيدين.. لا تمتد إليهم يد صندوق الرعاية الاجتماعية.فخامة رئيس الجمهورية وجه الحكومة في هذا الأسبوع أن تعتمد نصف مليون حالة مستحقة للرعاية الاجتماعية.. وهو يصدر ذلك عن مسؤولية تجاه مواطنيه الفقراء.. ويعتقد أن الأمور تسير بهذا الشأن على ما يرام ثقة بمن منحهم الثقة.وأقترح بدلاً من ذلك ألا يتم إجراء مسح للفقراء الذين سوف تشملهم التوجيهات الرئاسية الأخيرة.. بل العكس من ذلك.. أي اتخاذ إجراءات للتحقق من هوية الذين يستلمون المبالغ المعتمدة الآن والعام الماضي والذي قبله والذي قبله.. هل هم الفقراء المقصودون في قانون الرعاية أم المشايخ والتجار وأعضاء المجالس المحلية الفاسدون؟منذ عام 1996 وشبكة الأمان الاجتماعي تصرف مئات المليارات لمساعدة الفقراء بينما عدد الفقراء يزداد وهم بعيدون عن هذه الرعاية.. لأن في الأمر “ إنه”.