تونس /14اكتوبر/ رويترز:عين رئيس الوزراء التونسي شخصيات معارضة في حكومة وحدة وطنية جديدة أمس الاثنين في محاولة لاستعادة الاستقرار السياسي بعد احتجاجات عنيفة في الشوارع أسقطت الرئيس زين العابدين بن علي يوم الجمعة الماضي. وأكد رئيس الوزراء محمد الغنوشي أيضا أن الحكومة ملتزمة بالإفراج عن كل السجناء السياسيين وانها ستحقق مع أي شخص يشتبه في ضلوعه في قضايا فساد أو تمكن من جمع ثروة كبيرة في عهد الرئيس المخلوع. وكان نحو ألف شخص قد نزلوا إلى الشوارع أمس مطالبين بتخلي الحزب الحاكم الذي كان يتزعمه بن علي عن السلطة وقال البعض إنهم لن يقبلوا بوجود أعضاء من حكومة بن علي في الحكومة الجديدة. واستخدمت قوات الأمن خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع وأطلقت النار في الهواء لتفريق المحتجين الذين تفرقوا سلميا. واذاع الغنوشي إن وزراء الدفاع والداخلية والمالية والخارجية سيحتفظون بمناصبهم في الحكومة الجديدة وان زعماء معارضين كنجيب الشابي سيشغلون مناصب وزارية. وعين الغنوشي الشابي مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض في منصب وزير التنمية الجهوية. وقال الغنوشي إن المعارضين أحمد إبراهيم ومصطفى بن جعفر سيشغلان منصبين وزاريين. وقال الغنوشي في مؤتمر صحفي ان الحكومة ملتزمة بتكثيف الجهود لاعادة الهدوء والطمأنينة الى قلوب التونسيين. واضاف ان الأمن والاصلاح السياسي والاقتصاد تمثل أولويات للحكومة. وفي شوارع العاصمة التونسية عبر مواطنون عن شكوكهم. وقال محمد مشرقي “نحن لا نثق في هذه الحكومة لأنها تضم نفس الوجوه مثل الغنوشي ومرجان وعلى الأخص فريعه (وزير الداخلية). انه لم يغير شيئا. يبدو الأمر وكأن نظام بن علي مازال قائما. لهذا السبب فإن المظاهرات مستمرة في تونس. نريد دولة جديدة . وقال تونسي آخر يدعى حسني سيداني “من الصعب أن نثق بأولئك الناس لأنهم شاركوا في نظام بن علي لكن لم يكن لديهم الشجاعة كي يقولوا له قف. لذا كيف يمكن لهم أن يصنعوا تغييرا نحو الديمقراطية.” وقال آخر من سكان العاصمة يدعى محمد بوزيان “هؤلاء الناس شاركوا في نظام بن علي. هذا صحيح. الناس لا يريدونهم في الحكومة الجديدة لكن لا يمكن أن نحقق تغييرا تاما. نريد السير نحو الديمقراطية خطوة خطوة.” وأدى رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع اليمين الدستورية رئيسا مؤقتا للبلاد. وطلب من الغنوشي تشكيل حكومة وحدة وطنية وقالت السلطات الدستورية انه يجب اجراء انتخابات رئاسية في غضون 60 يوما. واكد منصف المرزوقي استاذ الطب الذي يتزعم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية في المنفى بفرنسا لرويترز إنه سيترشح في انتخابات الرئاسة القادمة. وقال المرزوقي “نعم.. سأترشح.. نحن بحاجة لإجراء انتخابات ذات مصداقية.” وأشار إلى أنه سيعود إلى تونس اليوم. إلى ذلك استخدمت قوات الأمن خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع وأطلقت النار في الهواء أمس الاثنين عندما خرج متظاهرون إلى الشوارع للمطالبة بتخلي حزب الرئيس المخلوع عن السلطة. وكان رئيس الوزراء يستعد لإعلان تشكيل حكومة ائتلافية في أعقاب سقوط الرئيس زين العابدين بن علي في مواجهة أسابيع من الاضطرابات العنيفة لكن الاحتجاجات التي تجددت تشير الى ان التشكيل الجديد للحكومة لا يحظى بشعبية. واحتشد نحو ألف شخص في الشارع الرئيسي في العاصمة التونسية أمس الاثنين لمطالبة الحزب الحاكم بالتخلي عن السلطة. وقال منجي عماري وهو أحد المتظاهرين في شارع الحبيب بورقيبة القريب من وزارة الداخلية “نحن هنا لنقول (لا). كفى هذا الحزب الفترة التي أمضاها في السلطة. لا نريد أن نراهم بعد الآن. فهم مع بن علي المسؤولون عما نحن فيه الآن.” وقال رجل تونسي لم يرغب في نشر اسمه “سأكون أول شخص ينزل إلى الشوارع.” وأضاف “إنهم نفس الأشخاص القدامى الذي كانوا في السلطة من قبل.”