عندما مررت ذات صباح قبل أيام بجانب إحدى منشآت صوامع الغلال ؛ تذكرت حالي مع آلاف المصابين وشبه المصابين بالربو، والقلب في محافظة عدن قبل عشر سنوات من الآن، وفي ليلة من الليالي المظلمة الساكنة كالموت.لقد شعرت هذه المرة أن روحي ستغادرني لا محالة، ضاق صدري ، وصعب التنفس، وبدأت أتلفت يمنة ويسرة أبحث عن نسمة صافية تعيد إلي قدرتي على التنفس المريح، ولولا أن أسرعت الحافلة في سيرها خارجة من طريق الميناء نحو الشارع الرئيسي بالمعلأ لكنت في حال لا يعلم بها إلا الله.في هذا الصباح تذكرت ذلك الليل الكحلي وما أن تنفست الصعداء في شارع مدرم حتى بدأت الأسئلة المخيفة تنهال على رأسي: هل يعني هذا أننا مقدمون على أيام مظلمة لحصد الأرواح كما حصل في بداية القرن قبل عدة سنوات ؟ ولماذا إذا كان الأمر غير ذلك لا يتم معالجة الخلل بسرعة وعند نشوئه في هذه المنشأة أو تلك؟ ولماذا تهمل وسائل الأمان ولا تعطى ما تستحق من الاهتمام؟إننا نعتقد جازمين أن كثيراً من المنشآت يحصل بها مثل ذلك وأكثر أو أقل، وأن المشكلة الكبيرة تبدأ بشيء بسيط ، وأن المشاكل العويصة قد لا تكون شيئاً لو تم معالجتها أولاً بأول؛ فلماذا تتقاعس الجهات المختصة عن الإسراع في المعالجة؟ ولماذا لا تقوم جهات التفتيش بمهامها؟ وحتى متى سنظل غير آبهين لآلام الناس، وربما مآسيهم؟ وكم سيظل البعض عائشين على المال الحرام، وأموال السحت، وخصوصاً “حق ابن هادي” الذي عطل تقرير اللجنة المشكلة للتحقيق في تلك الحادثة القديمة ، والذي انتهى به المسار إلى ظلمة الخزائن الظالمة ؟ ولماذا لا يفكر الكل بأنهم مسؤولون، وأن الأسئلة تحتاج إلى إجابات يوم لا مغالطات ، ولا شهود زور ، ولا ( حق ابن هادي ) ؟إننا ننبه المختصين بهذا، وندعوهم إلى الإسراع في المعالجة، وقبل أن يقع الفأس في الرأس، ونقول: ياليت الذي جرى ما كان!! وقبل أن نغالط ضمائرنا بتشكيل اللجان، والكذب على العقول، ثم تؤول التقارير إلى حيث كان مآل غيرها ، وتسجل المسؤولية على مجهول.إن الموت حق على كل مخلوق، لكننا أيها السادة نريد أن نموت بأمر الله .. لا بسيف الإهمال ومشانق اللامبالاة .. فهل نأمل بعلاج ناجع .. وقبل أن يحدث ما نخشاه ؟!.
أخبار متعلقة