بشير الحزميمع تزايد عدد الحالات المكتشفة المصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة (الإيدز) والتي بلغت حتى عام 2009م (2564) حالة حسب ما توضحة التقارير الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة العامة والسكان البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز وتقديرات المسؤولين في منظمة الصحة العالمية بأن وراء كل حالة معلنة في اليمن توجد نحو (10 - 15) حالة غير معلنة.ومع تزايد حدة القلق الرسمي والشعبي من انتشار هذا المرض الخبيث في أوساط المجتمع اليمني والمخاطر الجسمية لهذا المرض بانت مسألة إجراء الفحص الطوعي للتأكد من مدى سلامة أفراد المجتمع من هذا المرض الخطير مسألة في غاية الأهمية وتعتبر إحدى أهم وسائل التصدي لهذا المرض ومكافحته لأن إجراء الفحص الطوعي من قبل أفراد المجتمع سيحد كثيراً من انتشار المرض على افتراض أن هناك أشخاص عديدين حاملين للفيروس غير أنهم لا يعلمون بذلك ويعتبر أجراء الفحص الطوعي هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تحد من انتشار المرض في المجتمع لأنه من خلاله سيعرف المصاب بالإيدز بأنه مصاب وهو ما سيتطلب منهم أخذ كل التدابير اللازمة لعدم انتشار الفيروس وانتقاله منهم إلى أشخاص سليمين وطبعاً ليس بالضرورة أن يكون المصاب بالإيدز قد أصيب نتيجة ممارسات جنسية خارج إطار الزواج ولكنه قد يكون الشخص المصاب أصيب بإحدى الطرق المسببة لانتشار الفيروس من شخص مصاب إلى آخر سليم.واعتقد أن المجتمع إذا بادر طواعية لإجراء الفحص الطوعي لمعرفة مدى سلامته من الإيدز بين وقت وآخر ولو حتى كل ستة أشهر أو سنة أو حتى ثلاث سنوات مع الوضع في الاعتبار الفترة الشباكية التي لا يظهر فيها الفيروس عند الفحص والتي تصل إلى ثلاثة أشهر بعد الإصابة بالمرض فأعتقد أن ذلك سيحد كثيراً من انتشار المرض في المجتمع.وبالطبع فإن المجتمع لوأدرك أهمية إجراء الفحص الطوعي فأنه سيبادر مسرعاً إلى أقرب مركز للفحص الطوعي لإجراء هذا الفحص خصوصا وأن الفحص الطوعي يخضع لسرية تامة ولا يتطلب فيه ذكر أسماء أو خلافه مما يعني السرية التامة في عملية الفحص وفي إعلان النتيجة.وهنا لا ينبغي الاكتفاء بمبادرة النخبة المثقفة والواعية في المجتمع للمبادرة إلى إجراء الفحص الطوعي بل على كل فرد يدرك أهمية هذا الإجراء أن يدفع بالآخرين إلى إجراء هذا الفحص وأن يبين لهم مدى أهمية ذلك حتى تصبح ثقافة الفحص الطوعي ثقافة سائدة لدى كافة أفراد المجتمع وسلوكاً يمارس من قبل الجميع من أجل أن يكون مجتمعنا اليمني مجتمع محصناً بسلوكه ووعيه وثقافته من كل الأمراض الخطيرة التي تهدد حياته ومستقبله.فينبغى أن تكون ثقافة الفحص الطوعي من الإيدز سائدة عند الأفراد والأسر والمجتمع بأسره في المدرسة والجامعة ومرفق العمل المختلفة الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني كافة على اعتبار أنها ثقافة صحية هامة ستحمي المجتمع من خطر الإيدز وستحد من انتشاره بيننا ونسأل الله السلامة للجميع.
ثقافة الفحص الطوعي
أخبار متعلقة