كركوك/بغداد/14 أكتوبر/رويترز:قالت الشرطة العراقية ان سيارة ملغومة انفجرت قرب سوق في حي كردي بمدينة كركوك في شمال العراق يوم أمس الجمعة وقتلت 11 شخصا وأصابت 45 وذكرت الشرطة أن الهجوم على حي الحرية الجنوبي في كركوك أسفر عن تدمير عدد من المتاجر وإلحاق أضرار بمنازل قريبة.وقال أطباء في المستشفى المحلي إن عددا من المصابين في حالة خطيرة.وقتل 85 شخصا في هجوم انتحاري بشاحنة في 16 يوليو الماضي في المدينة التي بتنازعها الأكراد والعرب والتركمان الذين يتحدثون التركية.ويرى الأكراد أن كركوك هي عاصمتهم التاريخية ويريدون ضمها إلى منطقة كردستان العراق التي تتمتع بحكم ذاتي. كما يريد الأكراد إجراء استفتاء بنهاية العام كما ينص الدستور إلا أن دبلوماسيا غربيا قال الأسبوع الماضي إنه يتوقع تأجيل الاستفتاء. على صعيد آخر قال الناطق العسكري الرسمي لخطة امن بغداد يوم أمس الجمعة ان مراسيم الزيارة لمرقد الأمام الكاظم انتهت دون وقوع أي حوادث أمنية "غير طبيعية."وقال العميد قاسم الموسوي في تصريحات صحفية وهو يعلن انتهاء الزيارة دون وقوع خروقات "الحمد لله.. انتهت الزيارة ولم تحدث لدينا خروقات أمنية .. أو حالات غير طبيعية."واعتاد عشرات آلاف من الزوار الشيعة على التوافد على مرقد الأمام الكاظم في الخامس والعشرين من شهر رجب من كل عام وهي ذكرى وفاته والتي صادفت هذا العام يوم الخميس.وتعد هذه الزيارة للمرقد الأولى منذ العام 2003 التي تجري دون وقوع حوادث أمنية تستهدف جموع الزوار التي قصدت المرقد في مدينة الكاظمية والتي تقع شمال بغداد.
وكانت المدينة قد شهدت قبل عامين وفي نفس المناسبة وقوع أكثر من ألف قتيل نتيجة تدافع وقع على جسر الأئمة الذي يربط بين مدينتي الاعظمية والكاظمية.واستقبلت المدينة خلال اليوميين الماضيين أعدادا هائلة من الزوار جاء اغلبهم سيرا على الأقدام من أماكن مختلفة من مناطق بغداد وباقي مدن العراق.وأعلنت السلطات حظر التجول للمركبات والعجلات والدراجات البخارية والهوائية يوم الثلاثاء أعقبته بإعلان آخر جاء مفاجئا مددت بموجبه حظر التجوال وهو ما ساعد كثيرا على إنجاح الخطة الأمنية ومرور الزيارة دون وقوع حوادث.وقال الموسوي في تصريحات سابقة ان الإعلان المفاجئ لتمديد حظر التجوال جاء من "خلال خطة مدروسة كانت تهدف إلى قطع الطريق أمام الإرهابيين لتنفيذ مخططاتهم."وأضاف ان القوات الأمنية "استفادت من الأخطاء التي وقعت بها في السنوات الماضية وإنها استطاعت ان تحول هذه الأخطاء إلى عناصر ايجابية هذه السنة."ولم يتسن التأكد من العدد الحقيقي للزوار لكن مسؤولين ورجال دين قالوا ان عدد الزوار تجاوز المليون كما أظهرت لقطات تلفزيونية جموعا غفيرة من الزوار امتلأت بهم الشوارع المؤدية إلى ضريح الأمام الكاظم.وتعتبر المراجع الشيعية الدينية الكاظم واسمه الكامل موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أحد أئمة الشيعة الإمامية الأثني عشر والذين يمثلون آل بيت النبي وتسلسله السابع بين هؤلاء الأئمة.ويحتفل الشيعة في العراق بولادة ووفاة هؤلاء الأئمة كل عام.في سياق أخر أصر الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم الخميس على أن إيران قوة تزعزع الاستقرار في العراق بالرغم من تأكيد طهران لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أنها تساعد في تأمين بلاده.ووصف بوش إيران بأنها "دولة تثير قلقا بالغا" وينبغي عزلها وحذر خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض قائلا "عندما نضبطكم تؤدون دورا غير بناء (في العراق) سيكون هناك ثمن يُدفع."جاءت تعليقات بوش بعد أن حصل المالكي الذي يواجه خلافات سياسية متفاقمة في الداخل فضلا عن انتقادات من الولايات المتحدة لعدم تحقيق تقدم في الحد من الانقسامات الطائفية على تعهدات بالتأييد من إيران الشيعية خلال زيارة لطهران.وهَوَن بوش الذي يجاهد لحشد مساندة الرأي العام الأمريكي لحرب العراق التي لا تحظى بتأييد من شأن التحسن المطرد في العلاقات بين بغداد وطهران وأعرب عن ثقته في اتفاق المالكي معه في الرأي بأن إيران تهدد أمن العراق.وقال الرئيس الأمريكي "إذا كانت الإشارة (من المالكي) هي أن إيران بناءة فسيتعين أن أجري حوارا صريحا مع صديقي رئيس الوزراء لأنني لا أعتقد أنها بناءة. ولا أعتقد أيضا أنه في صميم قلبه يرى أنها بناءة."ورأى أن المالكي صور وهو مبتسم مع مضيفيه الإيرانيين ومن بينهم الرئيس المعادي للولايات المتحدة محمود أحمدي نجاد كنوع من اللياقة الدبلوماسية.وقال بوش رافعا قبضته مثل الملاكم "أنت لا ترغب أن تظهر الصورة كمعركة." وكانت هذه هي المرة الثانية خلال الأسبوع الجاري التي يدافع فيها بوش عن موقفه الصارم تجاه إيران مستخدما كلمات تحذيرية مع حليف رئيسي في مواجهة خلافات محتملة بشأن دوافع إيران.