بيروت/وكالات:قالت مصادر أمنية ان قوات الجيش اللبناني قصفت مسلحين يستلهمون نهجهم من تنظيم القاعدة متحصنين في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين وان خمسة جنود قتلوا في معارك شرسة السبت 9-6-2007.وسقط 125 قتيلا على الأقل بينهم 53 جنديا و42 متشددا منذ بدء القتال في 20 مايو ايار والذي يعد اسوأ عنف داخلي منذ انتهاء الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.وقالت المصادر ان جنديا آخر توفى جراء اصابته في وقت سابق. وقالت المصادر الامنية في وقت سابق اليوم ان عدة جنود جرحوا في معارك اليوم التي جرى خلالها تبادل القصف بالاسلحة الرشاشة والمدفعية منذ ساعات الصباح الاولى، وأن إصابات بعضهم خطرة.وقال مصدر فلسطيني داخل المخيم ان اربعة مسلحين على الاقل من جماعة فتح الاسلام قتلوا في الاشتباكات العنيفة.وظهرت في مشاهد تلفزيونية أعمدة الدخان الاسود الكثيف تتصاعد من العديد من المباني في المخيم وبعضها عليه اثار أعيرة نارية أو اثار اصابات بالقذائف.وقال مصدر عسكري "الجيش يحاول السيطرة على المواقع التي يستهدفون المسلحون من خلالها الجيش".ولم يتبق سوى بضعة آلاف من السكان الاصليين للمخيم الذين يبلغ عددهم 40 الفا وهم يعانون من نقص في الغذاء والمياه والكهرباء.وقال محمود ابو جهاد احد سكان المخيم "رأيت على الاقل 17 منزلا مدنيا مهدما. ومعمل لتكرير الزيت وخمس سيارات يحترقون". وقال ميلاد بدران وهو ساكن آخر في المخيم "الوضع الإنساني في المخيم كارثة حيث يعجز اللسان عن التعبير".ولم تحقق أحدث محاولات الوساطة من قبل اسلاميين لبنانيين لاقناع المسلحين بتسليم انفسهم نجاحا لكن مصادر لبنانية قالت ان جبهة العمل الاسلامي التي تضم سياسيين ورجال دين سنة اضافة الى مجموعة من رجال الدين الفلسطينيين سيستمرون في محاولاتهم لايجاد حل للصراع.وقال رئيس جبهة العمل الاسلامي الداعية فتحي يكن من طرابلس "هؤلاء الناس لديهم اصرار ان لا يستسلموا ونحن ليس امامنا الا هذا الامر هذا هو المخرج الوحيد". واضاف يكن أن الخطة تتضمن استسلام اللبنانيين من هذه المجموعة كخطوة اولى وقال "نحاول بشتى الطرق حتى بالاقناع الفكري والشرعي ان نقنعهم بأن هذا ليس طريق الصح".وكرر المقاتلون ومعظهم من العرب وبعضهم قاتل في العراق والذين تعهدوا بالقتال حتى الموت رفضهم دعوة السلطات اللبنانية بتسليم انفسهم واسلحتهم.وقال ابو هريرة وهو قائد عسكري في جماعة فتح الاسلام من المخيم "الجيش يقصفنا من بعيد ولا يقربون. سنقاتل للآخر حتى لو بقيت اشهر لا مشكلة لدينا".وبدأ القتال في 20 مايو عندما هاجم متشددون مواقع للجيش حول نهر البارد بعدما قامت قوات الامن باقتحام احد مخابئهم في مدينة قريبة.وردا على سؤال لمحطة (تي.في 5) التلفزيونية الفرنسية بشأن ما اذا كان الجيش قد وصل الى "مرحلة حاسمة" في المعارك ضد فتح الاسلام قال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة يوم الجمعة "أظن ذلك. فالجيش يقوم بعمل مذهل ويهاجم الارهابيين الذين يحتلون المخيم ويحاول الحفاظ على حياة المدنيين في الوقت نفسه".واضاف "لذا تستغرق هذه المعركة وقتا أطول.. وتجدر الاشارة الى أن هؤلاء الارهابيين مجهزون ومدربون ومصممون بشكل جيد".وتشكلت جماعة فتح الاسلام رسميا اواخر العام الماضي ويقول زعيمها الفلسطيني شاكر العبسي انه يسير على نفس فكر تنظيم القاعدة لكن لا توجد علاقات تنظيمية بينهما. ومعظم رجاله من المقاتلين العرب وبعضهم قاتل في العراق.واتهمت السلطات 32 شخصا يشتبه انهم من عناصر فتح الاسلام بالارهاب وهي تهمة قد تصل عقوبتها الى الاعدام.