هكذا شقت طريقاً لها في مجتمعنا وتوغلت فيه نعم لقد نجحت في السيطرة على شبابنا اليمني وعملت على نشر جذورها في أعماق مجتمعنا ، ولكن ماهي ؟ هل هي ظاهرة إنتشار العلم ؟ لا ، هل هي ظاهرة نشر الفكر العربي والثقافة العربية الإسلامية ؟ لا إذن هي ظهور وإنتشار الابداع والمبدعين في مجتمعنا .. كلا ليست كذلك .. أكيد هي ظاهرة التقليد .. نعم .. إذن فلم التعجب من ذلك؟ ألم تكن الحضارات نتاج التقليد والامتزاج مع حضارات أخرى ؟ لماذا إذن نذم التقليد ؟ ربما لأن الحاصل في مجتمعنا هو التقليد السلبي وليس الايجابي .. نعم فشبابنا في هذا العصر منشغلون بتقليد ذلك المطرب الشهير او اللاعب المتألق في لبسه وحلاقته وطريقة عمل شعر رأسه وليس في إبداعه ومهارته لماذا؟ ألاّ توجد عقول في الرؤوس ؟ أم أنها قد أندثرت وأنتهت صلاحيتها منذ زمن بعيد ..إن معظم الشباب في مجتمعنا يكرسون معظم أوقاتهم في مشاهدة التلفاز لمعرفة آخر صيحات وموضات الحلاقة ، وقد يؤدي بهم الحال الى إهمال واجباتهم المدرسية والدينية مما يسبب ما لايحمد عقباه في الدنيا والاخرة ، أتساءل ويتساءل معي الكثيرون لماذا لانقلد الغرب في الايجابيات؟ لماذا لا نكون مبدعين مثلهم بل وأفضل منهم ؟ لماذا لا نستخدم العقول ؟ لماذا ننتظرهم ينتجون ونبقى نتفرج ونشتري كل ما أنتجوه ؟ لماذا كل هذا مع إننا نملك العلم ومصادره ، ففي القرآن الكريم المعارف والعلوم والتشريعات والقوانين ، لماذا لا تتم العودة للبحث عن كنوز الثقافة العربية الاسلامية وأمتنا الاسلامية تمتلك ثقافة إسلامية إنسانية وموروثاً حضارياً خلاقاً ؟ لماذا لا تتم العودة إليه وتطويره ؟ لنكون أمة نحترم ثقافتنا وأخلاقنا الاسلامية الانسانية .لماذا لا نقلد الصفات الصحيحة والابداع في مجال التكنولوجيا وفي مجال بناء مجتمعنا متطورة ومتماسكة محمية بثقافتنا وقيمنا لا بالثقافات والقيم المنحطة ؟فبالعلم والحرص على نيل العلم والحفاظ على الوقت ومع وجود التكنولوجيا نكون قادرين على بناء حضارة إنسانية لأننا نملك ديناً عظيماً سيحمي هذه الحضارة ويعمق من قيمنا الاسلامية الحضارية .لماذا لايتم تحويل هذا الكم الهائل من الفضائيات التي تحمل القيم المنحطة والثقافة الهابطة الى فضائيات في خدمة المجتمع تبث العلم والمعرفة ؟ وإذا لم يكن لدينا ما يوازيها من الفضائيات التي تعمل على بناء الانسان علمياً وثقافياً وأخلاقياً ؟!إننا نحن الشباب خاصة ندعو رجال المال والاعمال العرب والمسلمين والحكومات والانظمة العربية الى إستثمار الاموال في بناء مؤسسات وفضائيات علمية وثقافية وفكرية تبني الانسان ولا تهدمه وتبني أجيالاً قوية قادرة على الابداع والعمل والانتاج من خلال قدرتها بعقولها وبأفكارها هي لا أن نظل نتطلع الى الآخرين ليأتوا ويبنوا عقولنا حسب ما يرغبون ويمنحونا الدواء والغذاء والملبس وغيرها من وسائل الحياة .* عادل محمد المحجري
حروب وإبادة لكن بإسلوب حديث
أخبار متعلقة