مديرية وصاب السافل بذمار
لعل مايميز الثقافة العربية والفلكلور الشعبي لكل منطقة أو إقليم تشابه وتناغم مواسم الإنتاج أو الحصاد أو حتى المناسبات الشعبية فمثلاً: يعد مهرجان الجنادرية في السعودية من ضمن المهرجانات العربية الأصيلة يضاف إليه مهرجان جرش الغنائي بالأردن وهناك مهرجان صلالة بعمان وغيرها من المهرجانات الشعبية العربية الأصيلة ومنها: مهرجان الحسينية الشهير الذي يقام سنوياً بالحسينية منذ سنوات والذي يحتوي على العديد من الفنون الشعبية والفلكلور والرقصات إضافة إلى مهرجانات خطابية وسباق للهجن والخيول اعتادت على إقامته قبيلة الزرانيق الشهيرة.ذمار / تقرير / رياض صريم قد لا تختلف مديرية وصاب السافل عن بعض مناطق مديرية عتمة وعن تهامة وبعض مناطق صنعاء الريفية وصعده وريمه والمهرة ، إذ أن فيهن من الجمال الطبيعي ما يسحر العين ويأسر القلب ، ولكن عندما تخرج لزيارتها تشاهد غرائب وأعمال لم تراها أو تفكر بأنها ما تزال موجودة ، وترى الجهل هو المسيطر على قاطنيها إذ يتخذ من مثل هذه المناطق وكراً له ، بعيداً عن أعين المتعلمين وجهود الدولة لمحو الجهل والأمية ، فمديرية وصاب السافل على سبيل المثال حين تزورها وتتجول في وديانها وشعابها وقراها ، وتتأمل روعة البساطة في أبناء الريف وبناياتهم وتعاملاتهم فإنك ترى عالماً آخر من الجمال والروعة .. والتأمل .. والراحة إضافة إلى الهدوء الذي يمنحه لك المكان صباحاً ومساءً . وصاب السافل رغم المسافة الطويلة التي تفضي إليها ورغم وعورة الطريق إلا أنه عند وصولك إليها فإنك ترغب بعدم العودة إلى المدينة مرة أخرى وعندما تغادرها تود عدم الذهاب إليها ، قد ينتابكم هذا الشعور عند محاولتكم للذهاب إليها ، وقد يكون السبب الرئيسي في ذلك هو المبالغ التي تصرف من أجل الوصول إلى هناك إضافة إلى الوقت الطويل الذي يجعل أشواق الزائر لها تضمحل مع مروره ... وعندما تصل وتحس بالراحة لبعض الوقت وتخرج لمشاهدتها عن قرب فإن الإحساس بالفرح والمتعة يشدانك نحو البقاء وعدم المغادرة .. وهكذا .. في وصاب السافل تجد الثراء الفاحش ، أو تجد الفقر المطقع .. وتختلف هذه الحالات باختلاف الطبقات بين أبناء المديرية من حيث الوجهاء والمسئولين والمساكين وآخرهم طبقة المهمشين (السمر) الذين رأيتهم في حال أفضل من الحال التي هم عليها في المدينة . هناك تحاول التفريق بين الجاهل والمتعلم في مركز المديرية فتجد بعض الاختلاف في الثقافة والمستوى التعليمي ، ولكن عندما تبتعد قليلاً عن مركز المديرية باتجاه المراكز الأخرى تجد أن الجهل أكثر تواجداً وبأنه يسكن في عقولهم ليس الجهل في كل شيء بل في أهم شيء وجد الإنسان من أجله .. عبادة الله .. والجهل الديني ، من ثم يأتي الجهل الثقافي والعلمي وكل هذا بسبب عدم وجود كادر تعليمي قادر على إيصال رسالته بالشكل المطلوب .. وكما يرضاه الله تعالى . هناك في بعض مناطق وصاب السافل أناس يعيشون دون علمهم بثقافة الإسلام وسلوكياته وأركانه .. تراهم يهرعون نحو الجامع للصلاة فتهرع معهم ولكن عندما تصل تجدهم يؤدون صلاتهم فرادى ثم ينصرفون فتعجب لأمرهم وتسأل نفسك : هل هو جهل في كيفية صلاة الجماعة ؟؟ أم هو نفور من بعضهم البعض ؟؟؟ ساقتني الصدفة حينها إلى السير مع أحد أعيان المديرية في مهمة لإلقاء بعض المحاضرات حول الصحة الإنجابية ومخاطر الزواج المبكر مع بقية طاقم الفريق .. عندها استهوتني تلك المواقف لأحاول سؤاله عن مستوى الوعي الديني وعن كيفية أداء أهالى القرى البعيدة عن مركز المديرية لأعمالهم الدينية ، فأجابني بكل سخرية : “إنهم لا يفقهون شيئاً ويعيشون في جهل مفجع ، بل إنهم يعيشون على الفطرة كما خلقهم الله .. بل أنهم يدفنون الميت دون الصلاة عليه لجلهم بكيفية الصلاة على الميت . إجابته تلك أثارت العديد من التساؤلات في رأسي فقطع شرودي متحدثاً : “كما أن هؤلاء الناس من سكان هذه المناطق لا يعدون شرب الدخان (السيجارة) من مبطلات الصوم وكذلك تعاطي (الشمة) .. صفعتني كلماته تلك لأنصرف مطأطأ رأسي أحدث نفسي متسائلاً : إذاً ما هو عمل هؤلاء المسئولين والأعيان ممن يدعون أنهم مثقفون ، وأين ذهب خطباء المساجد ؟؟ تساؤلات جعلتني أبتعد عن موضوع التوعية الذي نزلت من أجله لأستمع إلى المواطنين وأناقشهم حول ذلك الجهل .. مع وجود الجمال الطبيعي والساحر في تلك المديرية الرائعة فإذا بي أكتشف بأن العوائق التي تمر بها مثل هذه المناطق ليس من جهة الجهل فقط .. بل والوضع الصحي المتردي الذي يرثى لحاله ويعاني منها العديد من المواطنين إذا تحدثوا بأن الشخص قد يموت وهم في الطريق من أجل نقله إلى أقرب مستشفى في المدينة ، وما يلقاه المساكين وميسورو الحال من معاناة في هذه المجالات . وما أثار حفيظتي هو أين المجلس المحلي وأين المسئولين والوجهاء والشيوخ والأعيان من هذا كله ، بل أين الجهات المعنية من هذه الشريحة والمواطنين البسطاء والأميين . إلى هنا وسأكتفي بمناشدة أكتبها بإسم أولئك السكان والمواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة في ظل التظليل والإخفاء للحقيقة من قبل مسئولي المنطقة هي مناشدة إلى فخامة المشير / علي عبدالله صالح ، ورئيس الوزراء ، ووزير الأوقاف والإرشاد ، ووزير الصحة ، وإلى كل من يهمه الأمر بالعمل على إيجاد حلول مناسبة ومساعدة هذه الشريحة من المجتمع على التوعية في ظل العمل على محو الأمية ودفن الجهل لابد من عمل شيء لإخراج الجهل من وكره الذي حفره في وصاب السافل وغيرها من المناطق اليمنية ليبدو جمال المدن الريفية آخاذاً مكتملاً ساحراً .. قابلاً للاستثمار والسياحة .. فهل تجد هذه المناشدة آذاناً صاغية ؟؟؟؟ ختاماً : هي رسالة حملتها وقلمي لنلقي الضوء على مثل هذه المناطق التي تحتاج أكثر من غيرها لمشاريع الدولة وتوجهاتها نحو محو الأمية وتعليم الكبار والصغار أيضاً .