أقواس
الحياة الثقافية النشطة والمزدهرة هي سمة من سمات المجتمعات المدنية والمتطورة، والثقافة بحد ذاتها عامل أساسي في إستراتيجية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتفاعلها مرتبط بصفة مستمرة بالتطور الاقتصادي والرقي الاجتماعي، وللتيارات الثقافية أبعاد اجتماعية وأخلاقية وتربوية مؤثرة وأي تأثير.فإذا كان هنالك ملاحظات وانتقادات لواقع الثقافة اليمنية، وأن المشهد الثقافي اليمني يكاد يخلو من المفاجآت الثقافية السارة وان تجليات المستوى الثقافي اليمني لا توازي ضجة وسائل الإعلام ولا ألحاديث البروتوكولية المنمقة، فإن هذه الملاحظات والانتقادات تجر أذيالها إلى الثقافة العربية والإسلامية برمتها، فاليمن هي جزء من النسيج العربي والإسلامي ويؤثر ويتأثر به وان تباينت درجة التأثر والتأثير من مجتمع إلى آخر.فالفعل الثقافي من موسيقى ورقص وشعر ورسم ورواية وتمثيل وكل مايمت للثقافة بصلة موضوعات موجهة للخدمة الإنسانية، وكل متلقٍ يقرأ و يسمع وينظر باهتمام وتمحيص كل ما يوافق رغباته وطموحاته ورؤاه ويبقى ضمير الأمة اليقظ العامل الحاسم في اتخاذ المواقف الملائمة تجاه الاتصالات الثقافية المتنوعة.إن المشهد الإعلامي العربي والإسلامي اكبر بكثير من الحضور الثقافي والفني وان الرسميات تطغى على التظاهرات الثقافية المحلية والمبادرات الفنية والفلكلورية والأدبية، وبرزت الفوضى الثقافية التي كرست الركود الثقافي بالتزامن مع غياب النقد الموجّه الأمين للتيارات الثقافية وتطوراتها.إن الثقافة العربية والإسلامية لا تزال تمتلك مقومات عريقة وشامخة ولا تفتأ معالم الإشعاع الثقافي العربي الإسلامي ترسخ تاريخنا وهويتنا القومية والحضارية وتقاوم كل الثقافات الدخيلة ما يدل على إرادتها وعنفوانها..وستظل الثقافة الوافدة إلينا بكل السبل بما فيها وسائل الثورة المعلوماتية وأجواء العولمة الثقافية ولاسيما تلك الخارجة عن مفاهيم ضميرنا الجمعي ومبادئنا، بعيدة كل البعد عن هويتنا الثقافية وطمس دورنا الثقافي ومشاريعنا الثقافية، لتحصننا بثقافتنا وانتمائنا العربي والإسلامي.وثقافتنا العربية والإسلامية تعيش حالة تفاعل بين الفكر والواقع وبشائر الأمل تلوح في الأفق بازدهار عناصرها الحضارية وانعكاسها على الحياة الاجتماعية والاقتصادية.فاليمن حبلى بالمثقفين والمبدعين وثقافتنا الوطنية في تنام مستمر، وتخطو إلى الإمام كلما تقدم واقعنا الثقافي العربي والإسلامي، فالأمة العربية والإسلامية مهتمة بالساحة الثقافية وأبناؤها المثقفون والمفكرون لا تنقصهم الإرادة في تفعيل النشاطات الثقافية بمختلف صنوفها فإذا كان ثمة هدوء نسبي، فهو كالهدوء الذي يسبق العاصفة فالأمة العربية والإسلامية متشبته بالعلوم والآداب باعتبارها السبيل لتحقيق عوامل نهضتها وتقدمها بين الأمم.