برزت إلى السطح ظاهرة خطيرة ولا تقل خطورتها عن هتك العرض والتلصص على الآخرين من خلال استخدام النواظير المقربة للصورة لأكثر من خمسين متراً وهي ثقافة هدامة وتخالف كتاب الله وسنة رسوله (ص) مهما كان أصحابها يتذرعون بالتجارة وحلالها.. لأن تلك تجارة مضارها أكثر من منافعها ، مثلها مثل (الزنا- واللواط- والتحرش- بالآخرين) والتي حرمها الذين والعرق والقانون لما لها من سلوكيات تهدم وتفتك بالناس ، وتزرع في من يستخدمونها (النواظير) سلوك الشذوذ واستخدام القوة إرضاء للغريزة الجنسية ، ناهيك عن أضرارها الأخلاقية التي تحول الإنسان إلى وحش كاسر ، لا يستطيع التكيف حتى مع محيطه الأسري أو العائلي!إن تجارة النواظير وانتشارها في مجتمعنا وغزوها لمدننا ، تجارة لا شك خطيرة والسماح بها لا يفسر إلا على أنه فلتان وتسيب، ويترتب عليه جرائم عديدة يحاسب عليها القانون الذي يستند إلى عقيدة ودين وحضارة تنبذ مثل هذه الأشكال من التصرفات التي تضر بالمجتمع أيما ضرر.. وهو ما يدعونا إلى القول إن بيع هذه الأشياء على الناس نهاراً جهاراً، وفي مواقع عديدة ومختلفة من بلادنا سواء المدن أم الأرياف لهو التغلب وتشجيع الناس على خلق ثقافة إستراق النظر المحرم ، ليس على مستوى الشارع أو الحي ، بل على مستوى السكن ، سواء أكان السكن (فلة)- أم شقة- أم غير ذلك .. وتزداد خطورة ذلك أيام الصيف عندما لا يتحمل الناس إغلاق نوافذهم أو ( بلكوناتهم) طلباً للهواء النقي ، لأن هؤلاء يتلصصون على الناس في مساكنهم الآمنة ،والناس في بيتوهم في أمن وسكينة، ولا يعلمون أن (أجهزة المتطفلين ) تدور هنا أو هناك بحثاً عن ضحية أو فريسة في نظرهم ،لاستراق النظر ، وربما لوضع سيناريوهات قد تكون عواقبها وخيمة إن عملاً كهذا يحدث في عدن - هنا لدى باعة مواد كهربائية وترفيهية- وقد يكون أصحاب هذه المحال ، لا وعي لهم أو دراية ،بما يفعله الفاعلون، وربما هم يبحثون عن فائدة من تجارتهم هذه لتكفل لهم العيش ، لكنهم مع هذا يساهمون بخلخلة الحياة وسكينتها دون أن يدروا ، المهم هنا هو اليقظة التي ينبغي أن تحدث لدى الجميع ، بائعين وأجهزة أمنية وجهات رقابية ، يجب أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم .. لأن أموراً كهذه ما كان يسمح بها إلا للجهات الأمنية التي تستخدم ذلك في قضايا أمن وسلامة الناس والوطن وفي المعسكرات التي لها قوة حماية البلاد في الحدود والمياه الإقليمية إلخ!وفي الحقيقة نحن لا نعفي الجهات المسئولة عن تجارة كهذه ، حتى وإن كانت عبارة عن تجارة مقلدة ، كأنها تنقل الصورة فعلاً من منزل إلى آخر، وكما هي حال مساكن عدن وغير عدن ، متقاربة ومكشوفة بعضها ، ما يعني أن ذلك عمل ممقوت يجب الوقوف أمامه على الإصلاح، ولتنظر الجهات المعنية في هذه التجارة التي قد تختفي أياماً لتظهر فجأة ثم تختفي في مواسم معينة ، وهذه هي الشطارة التي توقعنا في المأزق .. كما أن هناك أسلحة بيضاء تباع بشكل سافر وهي عبارة عن (سواطير كبيرة (مخيفة) وسيوف فتاكة ).. وما يعني أنها أخطر بكثير من (الجنبية) التي هي في رأي البعض من لزوم الزينة والرجولة!تداركوا الموقف أيها المعنيون .. ولا تدعوا من يعبث بحياتنا حراًَ طليقاً..وحكموا ضمائركم وعودوا إلى الثوابت الربانية التي هي الأساس .. ولا شك أن التدارك سيجنبنا الكثير والكثير.. فهل نفعل ؟!
|
اتجاهات
نواظير وعقول تدميرية !
أخبار متعلقة