رأى نفسه وقد وقع بيد الفلسطينيين الذين اقتادوه على ظهر مركبة تجوب غزة
ارييل شارون
فلسطين المحتلة / وكالات :منذ الرابع من يناير 2005 يجثم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون كالجثة الهامدة داخل أحد مستشفيات تل أبيب يغط في سبات عميق جراء جلطة دماغية، وسط تكتم المستشفى على حالته، فيما يسعى ولده لإيقاظه باستخدام الموسيقى والأفلام الصاخبة.وبسبب غيبوبته واعتماده على التنفس الاصطناعي داخل قسم التأهيل في مستشفى تل هشومير تحظر زيارة أرييل شارون (77 عاما) الذي كان يكنى بـ»الجرافة» دلالة على نشاطه وقوته، ولا يسمح بدخول غرفته الخاصة سوى لولديه عمري وجلعاد وزوجتيهما والطاقم الطبي ولهذا الغرض يمكث حارس شخصي في مدخلها طيلة اليوم.ورفضت الناطقة بلسان المستشفى الإدلاء بأي معلومات عن شارون مكتفية بالقول إنه قيد العلاج المتواصل، فيما روى مواطن فلسطيني من داخل أراضي 48 تربطه علاقات تجارة بالمواشي مع عمري شارون أن الأطباء وولدي شارون يستأنفون نشاطهم كل نهار لإيقاظ شارون من خلال إجلاسه داخل سريره وقراءة الكتب وإطلاق الموسيقى الكلاسيكية والصاخبة على مسامعه.وقال محمود ذباح إن ولدي شارون -الذي هيمنت شخصيته على حياة الإسرائيليين وبات معزولا ومنقطعا عن العالم بين أربعة جدران- يدأبان على إسماعه إذاعة الجيش ويعرضون أمامه أفلام ناشيونال جيوغرافيك أملا بأن ذلك يساعده على القيام من غيبوبته. ويشير إلى أن عمري وجلعاد يتناوبان على زيارته كل يوم ويهتمان بالتحدث معه بشأن مزرعتهم ويطلعانه على كمية الأمطار وأحوال المزروعات والأبقار علاوة على أحداث جارية، ونوه إلى أنهما يؤمنان بأنه يسمعهما ويفهم أقوالهما.يشار إلى أن السلطات ووسائل الإعلام الإسرائيلية تحرص أيضا على عدم نشر صورة لرئيس الوزراء الأسبق إسحاق شامير الذي يمكث في المستشفى منذ سنوات حفاظا على هيبة الدولة بصفته واحدا من رموزها كما في حالة شارون.ويوضح صديق العائلة أن ولدي شارون يعللان رفضهما السماح لموظفي ديوان رئيس الحكومة ممن عملوا في مكتب شارون بزيارته بالقول إنهما يخشيان التلويث وأضاف «لكن الحقيقة أن عمري شارون يفضل عدم رؤية والده في مرضه».ويشير إلى أن الأطباء يحرصون على معالجة مشاكل شارون الصحية ومنع تطور مشاكل جديدة من خلال تكثيف الفحوصات المخبرية المتواصلة، والسعي للحيلولة دون بلاء عضلاته وإصابته بجراح بواسطة تمارين التدليك.ومنذ دخوله المستشفى تدهورت حالة شارون مرتين ما استدعى نقله لقسم العلاج المكثف أولهما عقب انتهاء الحرب على لبنان في أغسطس 2006 حينما أصيبت رئتاه بالتهابات وباحتقان التبول.وفي حينه أوضح أطباؤه أن أيام شارون باتت معدودة لكن حالته الصحية ما لبثت أن تحسنت بعد أسبوعين لكن تدهورا ثانيا لازمه في نوفمبر بنفس العام جراء تلوث أصابه وتسبب بتدني مستوى أداء القلب.ويهتم الأطباء بمطالعة كل ما هو جديد في أبحاث وأدبيات الطب العالمية وهم ما زالوا يأملون شفاءه، بحسب الصحفي بن كسبيت الذي يلفت إلى أن ولديه لا يعتبران نهوضه مستحيلا أو شيئا عجيبا فهما يؤمنان بالعلاج.ويفيد الأطباء المختصون في مجال النيرولوجيا بأن احتمالات الشفاء من مثل هذه الحالات الناجمة عن نزيف حاد في الدماغ ضئيلة ويشيرون إلى حالات نادرة ينهض فيها المصاب بجلطة دماغية بعد سنوات من الغيبوبة. وكانت السكرتيرة الشخصية لشارون قالت إنه أطلعها قبيل مرضه على أحلامه وكوابيسه ولفتت إلى أن كابوسا راوده كل ليلة في أسبوعه الأخير قبل غيبوبته وفيه كان يرى نفسه ملقى في بئر عميقة. وفي كابوس آخر كان يرى نفسه وقع بيد الفلسطينيين الذين اقتادوه أسيرا عاريا ومقيدا بسلاسل نحاسية على ظهر مركبة مشّرعة مكشوفة تجوب شوارع غزة.