إعداد/ محمد أحمد الدبعي:داء السكر مرض يصيب الرجال والنساء جراء فقدان أو نقص هرمون الأنسولين الذي تنتجه خلايا في غدة البنكرياس تسمى خلايا ( بيتا ) ، وفيه لا يتمكن الجسم من السيطرة والمحافظة على نسبة السكر في الدم بالمعدل الطبيعي ، فإذا لم يتحكم المريض بمستوى سكر الدم لديه ضمن مستواه الطبيعي يعرض نفسه لمشكلات كثيرة تؤدي بمرور الوقت إلى مضاعفات جسيمة، لاسيما على العين وشبكيتها وعلى الكلى والقلب والجهاز العصبي كاملاً، علاوة على تأثيره في زيادة تصلب الشرايين. [c1]وجهان للإصابة [/c]هناك وجهان للإصابة بسكر الحمل، فالحمل إما أنه حدث مع وجود المرض عند الأم أصلاً أو أن المرض وقع أثناء فترة الحمل ( أي لازم الحمل)، وفي كلتا الحالتين يجب معالجة الحامل المصابة بداء السكر بالأنسولين حقناً، من بداية الحمل حتى وإن كانت سلفاً قبل وقوع الحمل تتعالج من السكر بالأدوية ( الحبوب ) المخفضة له، ولها بعد الولادة أن تعود للمعالجة بالحبوب ، هذا إذا كانت - أساساً - مصابة بالسكر من قبل حدوث الحمل .أما بالنسبة للحامل التي أصيبت بمرض السكر أثناء الحمل، فلن يستمر المرض معها وإنما سينتهي بعد الولادة مباشرة، ويعود سكر الدم إلى المستوى الطبيعي.[c1]مبررات الفحص الطبي[/c]من المقرر بدء عمل فحوصات السكر للحوامل في نهاية الشهر الخامس، بالذات للحوامل اللواتي يعانين من : زيادة كبيرة في الوزن ( السمنة ). وجود تاريخ وراثي مرضي في العائلة بمرض السكر.إصابتها بارتفاع السكر في حمل سابق. ولادة أطفال بأوزان كبيرة فوق ( 4 كيلو جرامات ).وجود تؤترت عصبية وانفعالية .الحمل في سن متأخرة. تعدد حالات الإسقاط أو وفاة الطفل داخل الرحم في الأشهر الأخيرة. وثمة علامات أثناء الحمل تدل على وجود مرض سكر الحمل، وعلى كل امرأة حامل التنبه إليها، وتتضمن : العطش الشديد. كثرة التبول. التعب والإجهاد السريع لأقل مجهود. كثرة الالتهابات الجرثومية أو الفطرية في المساك البولية. وغالباً ما تظهر هذه الأعراض في الشهر السادس ولكن في بعض الأحيان يمكن ظهور المرض بدون أعراض ، ما يعني بالضرورة عمل فحص سكر الدم عند الحامل في نهاية الشهر الخامس لاكتشاف ما إذا كانت الحامل مصابة بسكر الدم أم لا. ولأن الحمل المصحوب بمرض السكر محفوف بالمخاطر فإن له تأثيراً سلبياً ليس على صحة وحياة الأم فقط، بل حتى على صحة وحياة الجنبين أيضاً. [c1]صيام الحامل [/c]إن المرأة الحامل يمكنها صيام شهر رمضان، وهذا يتوقف على قدرتها على أداء هذه الفريضة. والشرع بدوره قد أجاز لها الإفطار إذا لم تستطع الصيام، وبالتالي قضاء الصيام بعدد ما أفطرت من أيام في وقت لاحق بعد الولادة. كما يمكن للحامل في الأحوال العادية الاستعانة بطبيب متخصص ليقرر ما إذا كان بمقدورها الصيام أو أنه سيؤثر عليها سلباً.فالضرر هنا لن يقتصر وقوعه عليها فقط، بل سيطال حتى جنينها . بينما المصابات بداء السكر المعتمدات على الأنسولين قد يتعرضن في فترة الصيام لخطر هبوط السكر الحاد وظهور ( الأسيتون ) بالدم، أنا بدوري لا أحبذ صيام الحامل المصابة بداء السكر مثلها في هذا مثل بعض المصابين بأمراض الكلى وبقصور في وظائف الكبد. وتظل المصابات بداء السكر عرضة لتسمم الحمل الناجم عن ارتفاع ضغط الدم، وكذا زيادة الوزن نتيجة لانحباس السوائل والأملاح وارتفاع نسبة الزلال في البول.وبهذا تصبح الحامل المصابة بالسكر عرضة للمضاعفات الخطيرة المترتبة على هذا المرض من أزمات قلبية أو كلوية أو غيرها من المضار الأخرى المؤثرة سلباً في صحتها.[c1]تأثيرات داء السكر[/c]تشمل تأثيرات سكر الحمل على الأم الحامل متى ظل مستوى سكر الدم مرتفعاً دون التحكم بضبطه ضمن المستوى الطبيعي الآتي : التهابات المسالك البولية .نوبات التشنجات بسبب ارتفاع ضغط الدم.النزيف الحاد بعد الولادة نتيجة كبر حجم الرحم. استمرار المرض إلى ما بعد الولادة. الولادة عبر عملية قيصرية. في حين أن مؤشرات الخطورة على الجنين جراء تأثره بسكر الحمل تشمل : في الأشهر الأولى : يترتب على ارتفاع السكر أثناء الحمل استمرار حدوث تشوهات خلقية للجنين في القلب أو بالجهاز البولي. في الأشهر الوسطى: عندما لا تتحكم الأم الحامل بزيادة السكر وضبطه من خلال جرعات الأنسولين يزداد الجنين ويبدأ جسمه بالتضخم ومن ثم يعاني من انخفاض السكر في دمه ما قد يؤدي إلى وفاته داخل بطن أمه. في الأشهر الأخيرة : قد تتأثر المشيمة وأوعيتها الدموية باستمرار ارتفاع السكر وصولاً إلى مرحلة خطيرة تكون فيها المشيمة غير قادرة على تغذية الجنين بالشكل المطلوب ، لأن حجم الجنين كبير يكون ونتيجة لعدم تمكن المشيمة من أداء عملها بالشكل المطلوب، تقود هذه المشكلة إلى وفاة الجنين في الأشهر الأخيرة من الحمل أو في أي مرحلة من الحمل. أضف إلى ما سبق أنه يترتب على بقاء واستمرار سكر الدم عند مستوى مرتفع، زيادة في الماء حول الجنين ما يزيد احتمال الولادة المبكرة قبل الأوان. [c1]نظام الغذاء [/c]تعتبر الحمية الغذائية الصحيحة والتمارين الرياضية المعتدلة المناسبة كالمشي مثلاً - الخطوة الأولى في العلاج ، كما تحتاج الحامل إلى إجراء تحاليل متكررة للدم، فإذا استمر السكر في الارتفاع لزم بالضرورة إعطاؤها حقن الأنسولين بشكل منتظم طيلة فترة الحمل، ومن ثم يعود سكر الدم بعد الولادة إلى المستوى الطبيعي ، لكنها مع ذلك تظل معرضة للإصابة بالسكر في أحمالها المقبلة. قد يستمر ارتفاع السكر بعد الولادة ويتطور إلى سكري من النوع الثاني ( أي النوع غير المعتمد على الأنسولين)، وهنا يتوجب فحص السكر في الدم بعد شهر ونصف من الولادة ثم بشكل دوري كل عام. [c1]نصائح مهمة [/c]من النصائح التي أتوجه بها للحامل المصابة بسكر الحمل، أن تحرص على الإرضاع الطبيعي عقب الولادة من الثدي، فهو يسهم في منع عودة سكر الحمل بعد الولادة، إلى جانب مراجعة الطبيب أو الطبيبة بشكل دوري لإجراء الفحص اللازم وتلقي المشورة والنصح .أما بالنسبة للمصابة بمرض السكر من قبل حدوث الحمل، فعليها إذا أرادت الحمل أن تكون بحالة صحية جيدة جداً، وسكر الدم لديها تحت السيطرة ، وأن تكون بمأمن من المضاعفات أيضاً لابد لها من استشارة طبيبها المشرف على علاج السكر لديها فهو من يقرر ما إذا كان باستطاعتها الحمل أم لا. فعلى الأمهات الحوامل المصابات بالسكر أن يتوقفن عن الصيام وقضاؤه في أيام أخرى بعد الولادة عندما تكون لديهن القدرة.. حيث يصعب صيام المرأة الحامل المصابة بسكر الحمل، لأنه يصعب عليها تنظيم السكر في رمضان وقد لا تستطيع ضبط الجرعة المناسبة من الأنسولين، وبالتالي من الممكن إصابتها وجنينها بالمضاعفات السالفة الذكر لسكر الحمل . ولابد على الحامل المصابة بداء السكر المؤقت أن تتبع العلاج عبر : المراقبة المنزلية لمستوى السكر في الدم قبل الإفطار وبعد كل وجبة بساعتين ، وقد يلزمها عمل تحليل ما قبل النوم. الحمية الغذائية : بحيث تتألف وجباتها من ثلاث وجبات رئيسية وثلاث وجبات خفيفة، على أن تكون قليلة السكريات وقليلة الدهون. الإكثار من الماء، وتناول الفواكه مثل التفاح والبرتقال بكمية قليلة. إذا كانت الحامل بدينة ( سمينة ) يجب عليها إنقاص كمية الغذاء بحيث لا يضيف إلى وزنها خلال فترة الحمل أكثر من ( 8 كجم ) ، أما الحامل المصابة بالسكر وذات الوزن المقبول فيجب إعطاؤها كمية كافية من الغذاء الصحي لتصل الزيادة في الوزن إلى (12 كيلو جراماً ) كما يجب تعزيز غذائها بالفيتامينات والحديد وحمض (الفوليك ). في حال عدم انتظام السكر بالحمية الغذائية تعطي المريضة جرعات مناسبة من ( الأنسولين) قبل الإفطار وقبل العشاء، أي جرعة صباحية وأخرى ليلية موعدهما قبل الأكل .المتابعة المستمرة للأم والجنين. تحريض الولادة واستعمالها في الأسبوع الثامن والثلاثين تجنباً لتضخم الجنين الذي قد يستدعي إجراء عملية قيصرية. الرضاعة الطبيعية بعد الولادة مهمة جداً كي لا يعود السكر للزيادة بعد الولادة. استعمال وسيلة منع حمل آمنة بعد الولادة كاللولب .عمل تحليل سكر الدم للأم بعد الولادة بشهر ونصف، ومن ثم بشكل دوري كل عام إذا كانت النتيجة طبيعية. هذا ، مع أطيب أمنياتي للجميع بصوم مقبول وذنب مغفور، سائلاً المولى عز وجل في هذا الشهر الكريم أن يبرئ الأسقام ويشفي المرضى ، أنه سميع مجيب.
داء السكر الملازم للحمل وصيام الشهر الكريم
أخبار متعلقة