عرض/ إصلاح العبد :الكتاب كان مفاجئاً في نظري كما كان من قبيل المغامرة المحسوبة بنظر مؤلفه الدبلوماسي اليمني المستشار بوزارة الخارجية(أحمد محمد جابر) "الضالع1952م".فالكتاب الذي نحن بصددة يحمل عنواناً(اليمن _ الصين..خمسون عاماً من الصداقة والتعاون) صدر عن (دار نشر مركز عبادي للدراسات والنشر- صنعاء- الجمهورية اليمنية 2007م ويحتوى الكتاب على 154 صفحة من الورق الفاخر بالحجم المتوسط ويتألف من مقدمة وسبعة أبواب وقد صدر بالتعاون مع السفارة الصينية في صنعاء بتقديم أ.د. أبوبكر عبدالله القربي وزير الخارجة والمغتربين.فالكتاب يقدم لنا مالم نجده في أي كتاب آخر فالكتاب كان مفاجئاً لي لان مؤلفه دبلوسي لاعلاقة له بالكتابة من قريب أوبعيد كما انه لم يدرس التاريخ وأدهشتني تتبعه التاريخي للعلاقات اليمنية الصينية وسرده التاريخي عن لحضارة الصينية والمد الإسلامي والفتوحات الإسلامية وأثرها على الحياة في الصين.اندهشت حيت علمت ان مؤلف الكتاب دبلوماسي فعادة لايوجد لدى الدبلوماسي الوقت للبحث والدراسة والتأليف فكيف سنحت له الفرصة لكي يخوض في مجال التأليف واندهشت أكثر عندما عرفت انه درس القانون ولاعلاقة له بالتاريخ فكيف تمكن ان يقدم لنا عرضاً تاريخياً واقتصادياً غاية في الأهمية حول العلاقات اليمنية الصينية.في هذا الكتاب يتتبع مؤلفة مسيرة العلاقات اليمنية الصينية خلال نصف قرن من الزمان وفي فترة زمنية من أكثر الفترات صخباً وآثاره لما جرى خلالها من متغيرات سياسية واقتصادية وأحداث عاصفة وانقلابية اختفت خلالها ايدلوجيات وأنظمة وبالمقابل ظهرت أنظمة أخرى جديدة.فالكتاب غاية في الأهمية لمن يعينه أمر العلاقات اليمنية الصينية في الواقع الراهن اوفي التاريخ والكتاب رؤية بشأن التطور التاريخي ماضياً ومستقبلاً للعلاقات اليمنية الصينية عبر التاريخ وفي إطار التفاعل بين الثقافات لذا يمثل الكتاب ضرورة لاغنى عنها لكل من شاء تتبع سير العلاقات اليمنية الصينية.[c1]تطور الصين[/c]في الباب الأول يغوص المؤلف عميقاً في دهاليز القرون الوسطى لنتتبع معه تطور الصين عبر العصور هذا التطور الذي صاحبه تطوراً في الحياة الاجتماعية وتطوراً وازدهاراً في مجالات العلم والفلسفة وفنون الحياكة ونسبح الحرير وصناعة الأدوات الحديدية ولم يغيب عن ذهن المؤلف التتبع التاريخي للأسر التي حكمت الصين وماشهدته الصين في عهد كل أسره حيث تطرق المؤلف الى شرح مؤجز عن أصل الصين وسر عظمتها والحروب التي خاضتها.كما لم يغيب عن ذهن المؤلف في هذا الفصل أن يقدم لنا معلومات عامة عن الصين موقعها ومساحتها ومعلومات عن العاصمة بكين وعن السكان والمشكلة السكانية المتفاقمة وكيف تم مواجهتها كما أشار إلى التقسيم الإداري.كما شرع المؤلف إلى تتبع العلاقات اليمنية الصينية وكيف إنها قديمة وضاربة جذورها في أعماق التاريخ حيث ترجع بدء الاتصالات بين الحضارتين اليمنية والصينية إلى عهد الدولتين السبئية والحميرية وأهم مايذكرة المؤلف هنا هو أن اليمنيين من أوائل الأمم التي وصلت الى ماوراء النهر وحملت لواء الفتوحات الى أقصى الأرض.. ويوضح المؤلف هنا كيف لعبت اليمن قديماً دوراً هاماً في التبادل التجاري وأشار إلى إن أهم المنتجات اليمنية التي كانت تصدر الى الصين ومختلف دول العالم هي اللبان والعنبر والكافور وماء الورد والمرودم الاخوين والحلتيت واللؤلؤ والعقيق وقرن الكركدن والاواني الزجاجية كما اشار الى البضائع التي كانت تأتي من الصين الى بلاد العرب هي المنسوجات الحريرية والاواني الحرفية والذهب والفضة والنقود والحديد والرصاص والقصدير وجلود القرش والسيوف وغيرها.ثم يتطرق كيف ان اليمنيين والصينين حرصوا على توثيق الصلات الودية والعلاقات التجارية بينهم وكيف ان هذه العلاقات جاءت متزامنة مع ذلك التطور والازدهار الاقتصادي الذي شهدته الصين خلال فترة المد الاسلامي والفتوحات الاسلامية-خاصة وان تلك الفترة كانت فترة حكم أسرة "تانغ" الامبراطورية التي انتهجت سياسة انفتاحية على الخارج.ثم يتبع المؤلف هذه العلاقات الى مرحلة التاريخ الحديث حيث يشير إلى أن أول اتصال رسمي وإعلان على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والذي كان في ابريل 1955م وذلك على هامش انعقاد مؤتمر "باندونغ" الشهير في اندونيسيا وقد كان الوفد اليمني برئاسة ولي العهد محمد البدر بينما ترأس الوفد الصيني الزعيم الصيني الراحل "تشوان لاي" ..كما أشار المؤلف الى ان اليمن كانت ثالث دولة بعد مصر وسوريا اعترفت بجمهورية الصين الشعبية والذي شكل انتصاراً هاماً للدبلوماسية الصينية مما كان له اثر في دعم الصين لليمن في معارضة الاحتلال البريطانية في الجنوب.وفي نهاية الباب الأول يشير المؤلف الى انه في 24 سبتمبر 1956م تم إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وفتحت جمهورية الصين الشعبية مفوضة دبلوماسية لها في مدينة تعز عام 1958م وعينت سفيراً لها السيد تشن جياكانغ لكن ظروف اليمن الاقتصادية لم تمكنها من فتح سفارة لها في بكين ولكن عُين الاخ/ عبدالرحمن عبد الصمد ابو طالب وزيراً مفوضاً فوق العادة غير مقيم لدى بكين.كما أشار المؤلف الى زيارة ولي العهد محمد البدر الى الصين في يناير 1958م وكيف استقبل من قبل القيادة الصينية ويشير هنا الى التوقيع على أول معاهدة صداقة بين البلدين والتوقيع على اتفاقية تجارية واتفاقية تعاون اقتصادي واتفاقية ثقافة وأخرى للتعاون العلمي ويوضح ان بموجب الاتفاقية الاقتصادية حصلت اليمن على قرض طويل الأجل بملبغ (70) مليون فرنك سويسري(16,38) مليون دولار أمريكي وكان حينها اكبر قرض تقدمة الصين لدولة عربية.[c1]تبادل الزيارات[/c]في الباب الثاني وفي الفصل الأول منه يعرض لنا لمؤلف علاقات الصين مع ماكان يسمى بالجمهورية العربية اليمنية حيث أصدرت حكومة البلدين في 5 فبراير 1963م بياناً مشتركاً أعلنتا فيه رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى مستوى السفراء الذي كان محصوراً على مستوى الوزراء المفوضين وكان أول سفير يمني تم تعيينه لدى جمهورية الصين الشعبية هو الأخ/ محمد عبدالواسع حميد الأصبحي عام 1967م.ثم يتطرق المؤلف إلى تبادل الزيارات بدءاً بالزيارة التي قام بها المشير عبدالله السلال رئيس الجمهورية الأسبق في يونيو 1964م والتي تم خلالها التوقيع على اتفاقية الصداقة الجديدة وجسدت تلك الزيارة بمدلولها السياسي مدى التزام اليمن في سياستها الخارجية بمبدأ الحياد الايجابي وعدم الانحياز وعكست رغبة اليمن لخلق توازن في علاقاتها الخارجية مع كافة دول العالم.ويذكر المؤلف هنا ان الصين قدمت دعماً مباشراً وغير مباشر للثورة الوليدة عندما تعرضت لهجمات شرسة من قبل القوى الملكية عامي 1967-1968م وبالمقابل كانت اليمن تدعم بقوة المساعي الصينية لاستعادة مقعدها في الأمم المتحدة وظلت اليمن على الدوام تصوت لصالح الصين ولم تذعن للضغوطات الغربية التي تعرضت لها.وفي 6 أكتوبر 1965م زار الصين رئيس الوزراء الأسبق اللواء / حسن العمري.. وفي مطلع السبعينات قام القاضي عبدالرحمن الأرياني رئيس المجلس الجمهوري بزيارة رسمية للصين تم خلالها الحديث عن تطور الأوضاع بين شطري اليمن.كما قام المقدم ابراهيم محمد الحمدي رئيس مجلس القيادة بزيارة إلى جمهورية الصين الشعبية في ديسمبر 1976م تم خلالها الحث على تخفيض حدة التوثر بين شطري اليمن والاتجاه إلى التقارب بينهما بما يدفع إعادة الوحدة اليمنية وتلقي المقدم ابراهيم الحمدي خلال زيارته هذه وعوداً بدعم سياسي واقتصادي لتطوير البنية التحتية لليمن.وفي يوليو 1972م كانت زيارة الأخ/ محسن العيني رئيس وزراء الشطر الشمالي للصين وأثناء الزيارة تم التوقيع على حزمة من الاتفاقيات بين البلدين وقدمت الحكومة الصينية بموجبها قرضاً قيمته (8,5) مليون جنية إسترليني بدون فوائد كمان كانت هناك زيارات لكل من الدكتور محمد سعيد العطار نائب رئيس الوزراء وكذا الأخ فؤاد قائد محمد وزير التموين والتجارة.كما يشير المؤلف إلى أول زيارة لفخامة رئيس الجمهورية الأخ علي عبدالله صالح لجمهورية الصين الشعبية في ديسمبر 1987م.وهي الزيارة التي شكلت حدثاً سياسياً هاماً في مسيرة العلاقات البلدين كونها فتحت آفاقاً جديدة ودراسة في مجال تطوير وتعزيز علاقات التعاون الثنائية بين البلدين وحققت هذه الزيارة أهدافها في تعميق الصداقة وتعزيز الثقة المتبادلة وتوسيع مجالات التعاون وتحقيق تنمية مشتركة بين اليمن والصين إضافة إلى الجهود الرامية لتحسين علاقات شطري اليمن والدفع بها باتجاه إعادة تحقيق الوحدة اليمنية.ولم ينسى المؤلف هنا ذكر الدور الذي لعبته جمهورية الصين الشعبية حيت أشار ان الصين كانت من أوائل الدول التي دعمت ثورة 14 اكتوبر 1961م في جنوب اليمن ضد الاستعمار البريطاني وعندما حقق اليمن الجنوبي الاستقلال الوطني في 30/ نوفمبر/ 1967م بادرت اليمن جمهورية الصين الشعبية الى الاعتراف بجمهورية اليمن الجنوبي واقامة تمثيل دبلوماسي معها في 30/11/1968م.وفي يونيو 1969م فتحت الصين سفارة لها في العاصمة عدن وعينت سفيراً لها خبيراً في شؤون الشرق الأوسط وفي العام نفسه افتتحت اليمن الجنوبي سفارة لها في بكين وعينت عبدالله همام سفيراً لها في بكين:ومنذ إقامة العلاقات بين البلدين شهدت تطوراً ملحوظاً في عدد من المجالات السياسة والاقتصادية والتجارية والثقافية.كما أشار المؤلف في هذا الباب إلى ان أول زيارة يقوم بها وفد يمني جنوبي إلى للصين في سبتمبر 1968م برئاسة وزير الخارجية الأخ سيف الضالعي وعضوية الأخ فيصل عبد اللطيف الشعبي وعلي عنتر وفي الأعوام 1970-1974م قام رئيس مجلس الرئاسة في الشطر الجنوبي سالم ربيع بزيارة إلى الصين وأسفرت عن حصول اليمن الجنوبية سابقاً على مساعدات وقروض من الجانب الصيني بحوالي 50 مليون ين صيني.كما قام عبدالفتاح إسماعيل عام 1974م بزيارة إلى الصين وكانت الزيارة الثانية له في عام 1978م.وأشار المؤلف إلى زيارة الرئيس علي ناصر محمد لجمهورية الصين عام 1980م وخلال هذه الزيارة قدمت الصين مساعدة بمبلغ (84) مليون دولار أمريكي للشطر الجنوبي حينذاك من اجل تنمية البلاد اقتصادياً وبناء المدارس والمستشفيات.كما يشير المؤلف في هذا الباب الى زيارة الوفود الصينية والتي شكلت احد عوامل التقارب والتفاهم لتطوير العلاقات في مختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية والاستثمارية.وأوضح إلى ان أول زيارة يقوم بها وفد صيني إسلامي إلى صنعاء في أغسطس عام 1956م.[c1]العلاقات الاقتصادية قبل قيام الوحدة[/c]في الباب الثالث يقدم لنا المؤلف شرحا موجزا للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين قبل قيام الوحدة المباركة.وأشار للعلاقات مع كل شطر على حده واستعرض بالأرقام التبادل التجاري بين الصين والشطر الشمالي وكذا المساعدات الاقتصادية التي قدمتها الصين لليمن وكيف ان حجم المساعدات الاقتصادية لم تكن بالمستوى المطلوب ومايتناسب بحجم العلاقات السياسة الا ان الصين نفذت العديد من المشاريع منها شبكة الطرق التي ربطت معظم محافظات الجمهورية وانشأت عدداً من المصانع منها مصنع الغزل والنسيج ومصنع تعليب الأسماك.كما تناول في هذا الباب ايضاً العلاقات التجارية مع ماكان يسمى بالشطر الجنوبي سابقاً واشار الى الدعم الاقتصادي العسكري الهام الذي قدمته الصين اثناء زيارة الوفد اليمني برئاسة وزير الخارجية سيف الضالعي وفيصل عبداللطيف وعلي عنتر في 16 سبتمبر 1968م والاتفاقيتين اللتين تم التوقيع عليهما حيث كانت الأولى في مجال التجارة اما الثانية ففي مجال التعاون الاقتصادي والفني وبموجب ذلك قدمت الصين قرضاً طويل الاجل بدون فوائد قيمته(12) مليون دولار وكذا مساعدات عينية لتدريب قوات الأمن والجيش وتسليحه.وتتطرق المؤلف الى ان اليمن الجنوبي حصل على دعم اقتصادي هام قيمته(90) مليون دولار امريكي وذلك في اطار الاتفاقية السابقة وذلك عندما وصل الرئيس الراحل سالم ربيع علي الى السلطة في عدن كما قدمت الصين حينها العديد من المشاريع منها شبكة الطرق وعدد من المصانع كما قدمت الصين دعماً سياسياً هاماً لحكومة الرئيس سالم ربيع الذي اظهر ميلاً واضحاً للفكر الماوي.وبذكر المؤلف انه عند الاطاحة بالرئيس سالم ربيع علي من قبل عبدالفتاح اسماعيل القريب من القيادة السوفيتية بدأ الصينيون ينتقدون بشكل علني سياسة عدن لاسيما بعد ان أصبح التواجد السوفيتي في عدن يتحرك بحرية في المحيط الهندي.كما قام المؤلف في هذا الباب بحصر الاتفاقيات والبروتكولات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين مع ماكان يسمى بالشطر الجنوبي سابقاً ويستعرض القروض المقدمة من الحكومة الصينية لليمن كل شطر على حدة حيث يوضح تاريخ الحصول على القروض ومبلغ القرض والغرض الذي من اجله تم الحصول على القرض.[c1]تطورات هامة[/c]أمافي الباب الرابع يشرع المؤلف بتتبع العلاقات اليمنية الصينية خلال الفترة مايو1990م –مايو 2006م حيث يشير هنا الى ان علاقات التعاون بين البلدين شهدت تطورات هامة سياسية ودبلوماسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعسكرية مستندة الى قاعدة صلبة ومتينة من الصداقة الحقيقية والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية حيث دخلت علاقات البلدين مرحلة جديدة من التطور وفتحت آفاقاً واسعة ورحبة في مسيرة التعاون الثنائي حسب تعبيره.لم ينسى المؤلف ان يذكر ان كلا البلدين قد شهد تغيرات فالصين شهدت تغييرا في النظام الاقتصادي وتبنت سياسة للاصلاح والانفتاح الاقتصادي على العالم الخارجي كما شهدت اليمن أحداث هامة أبرزها الحدث التاريخي المتمثل في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في مايو 1990م وتثبيتها بعد مؤامرة الانفصال صيف 1994م.لذا اصبحت عوامل التقارب بين البلدين كبيرة وظلت اليمن تؤيد باستمرار سياسة الصين الواحدة وتعتبر منذ فترة طويلة ان تايوان جزء لايتجزأ من الصين الواحدة كما يتم التنسيق بين البلدين الصديقين في المحافل الدولية إزاء العديد من القضايا مثل حقوق الانسان وغيرها وبالمقابل ايدت الصين الوحدة اليمنية بصورة مباشرة منذ قيامها.وتتطرق المؤلف في هذا الباب الى زيارة الوفود الصينية لليمن وماكان يقدم خلال تلك الزيارات وماكان لها من مردود ايجابي عل علاقة التعاون بين البلدين.كما يشير المؤلف في هذا الباب على مواقف اليمن والصين تجاه وحدة أراضيهما وكذا إزاء الأوضاع الإقليمية والدولية.ويؤكد على تطابق مواقف اليمن والصين إزاء القضايا الإقليمية والدولية ومكافحة الإرهاب.[c1]التعاون في مجال الطاقة[/c]أما في الباب الخامس فقد تحدث المؤلف فيه عن التعاون في مجال الطاقة لما لهذا المجال من أهمية حيث تركز الصين على المجال النفطي في علاقاتها مع دول العالم وذلك لتامين احتياجاتها النفطية لمواصلة النمو الاقتصادي المتسارع وكذا لرغبة اليمن في إفساح المجال للاستثمارات الصينية في قطاع النفط والغاز.وأشار المؤلف الى مذكرات التفاهم التي تتعلق بمجال التعاون في قطاعات الاستكشافات والإنتاج والتسويق وتكرير النفط وكذا أشار إلى الندوات التي عقدت في هذا الجانب ومالعبته من دور أساسي في الاستراتيجية الجديدة للعلاقات التاريخية القائمة بين البلدين.كما يشير في نهاية الباب الخامس الى حجم التبادل التجاري بين بلادنا وجمهورية الصين الشعبية خلال الفترة من مايو 1990م حتى مايو 2006م وكذا حجم الصادرات والواردات وأنواع البضائع التي تستوردها اليمن من الصين. ويؤكد هنا بان الزيارة التاريخية الناجحة والمثمرة التي قام بها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الى الصين في ابريل 2006م شكلت حدثاً سياسياً هاماً في الدفع بمسيرة علاقات التعاون بين البلدين.[c1]علاقات تعاون[/c]اما الباب السادس فقد خصصه المؤلف للحديث عن علاقات التعاون الثقافي والفني حيث تحدث عن علاقات التعاون الثقافي والتربويً وكذا يشير الى التعاون الصيني في المجال الصحي وكذا علاقات التعاون في المجال الرياضي.[c1]دور جمعيات الصداقة[/c]وفي الباب السابع يتطرق المؤلف الى دور جمعيات الصداقة اليمنية –الصينية في تعزيز وتطوير علاقات الصداقة بين البلدين وذلك منذ تاسيسها في 18 مارس 1993م من مجموعة من الطلاب خريجي جمهورية الصين الشعبية والتجار ذوي العلاقات التجارية مع جمهورية الصين.كما تطرق الى نشاطات جمعية الصداقة الصينية مع الشعوب.واكد المؤلف في هذا الباب على ان فتح آفاق جديدة لتعاون المستقبلي اليمني- الصيني لن يتأتنى الا بالحفاظ على مواصلة الزيارات بين البلدين وكذا تفعيل آلية المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين وكذا تبادل الزيارات في مختلف الوزارات والمؤسسات والمصالح الحكومية وانتظام عقد اجتماعات اللجان المشتركة وتفعيل دورها في تنفيذ الاتفاقيات.وفي نهاية الباب السابع يستعرض المؤلف التمثيل الدبلوماسي بين اليمن والصين منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية اليمنية- الصينية عام 1956م حيث استعرض لنا السفراء اليمنيين لدى بكين في الفترة من عام 1967-1990م وكذا سفراء الصين لدى الجمهورية اليمنية عام 1958-1990م.وكذا سفراء جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لدى بكين حتى مايو 1990م وسفراء جمهورية الصين الشعبية لدى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.. واخيراً استعرض سفراء الجمهورية اليمنية لدى بكين للفترة من مايو 1990م حتى 2007م وسفراء جمهورية الصين الشعبية لدى الجمهورية اليمنية صنعاء لنفس الفترة.[c1]الخاتمة[/c]يعد هذا الكتاب ثمرة جهد خلاق ومبدع لدبلوماسي وبداية مؤلف اخذ طريقاً غير طريق احصاء الاتفافيات والبروتوكولات ليحدثنا وبسرد تاريخي رصين عن الحضارة الصينية وعن المد الاسلامي والفتوحات الاسلامية واثرها على الحياة في الصين.ويعتبر الكتاب من أهم ماصدر حول العلاقات اليمنية الصينية وكل عبارة فيه هي رؤية لاغنى عنها للقارئ فهي تاريخ ونظرة تحليلية وكشف لزوايا لاتغيب عن دبلوماسي متوقدا لذهن والذاكرة.
العلاقات اليمنية الصينية جذور تمتد إلى عهد الدولتين السبئية والحميرية
أخبار متعلقة