النازحون يفرون من العاصمة.. وباريس تسعى إلى تحديد دور قواتها
الجيش التشادي يواصل استعادة السيطرة على العاصمة
باريس / 14 أكتوبر / بريان روهان ومؤمن نجارمباسا : قال برنار كوشنر وزير الخارجية الفرنسية أمس الاثنين ان قرارين للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي قد يغيران مهمة القوات الفرنسية في تشاد في الوقت الذي وصلت فيه إلى مطار في العاصمة الفرنسية باريس أول طائرة تحمل سكانا تم إجلاؤهم من تشاد. وأعلن كوشنر وايرفيه موران وزير الدفاع الفرنسي ان القوات الفرنسية أمنت قواعد تشاد الجوية وتتولى حماية المدنيين الفرنسيين والأجانب، لكنها وقفت حتى الآن على الحياد في المعارك بين المتمردين والقوات الحكومية التشادية. ووصف كوشنر الهجوم الذي شنه المتمردون على العاصمة التشادية نجامينا بأنه هجوم قاس. وصرح بأن الإدانات الدولية المتصاعدة قد تؤدي إلى أشكال أخرى من التدخل. وقال كوشنر في مطار شارل ديجول «نحن غير مشاركين في هذه الحرب...في الوقت الراهن لا تغيير لكن إذا صدر قرار من مجلس الأمن وإذا صدر اقتراح آخر من اجتماع الاتحاد الإفريقي سنرى.» وعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة طارئة الأحد بناء على دعوة فرنسا، لكنه فشل في الاتفاق على مشروع بيان يساند حكومة تشاد. وأعلن الاتحاد الإفريقي ان الزعيم الليبي معمر القذافي ورئيس جمهورية الكونجو كلفا بمتابعة الموقف في تشاد عن كثب. ولفرنسا الدولة المستعمرة السابقة لتشاد قوات هناك وطائرات متمركزة في البلاد بموجب اتفاقية ثنائية للدفاع وتقول ان قواتها من حقها فتح النار في حالات الدفاع الشرعي عن النفس. وأصيب مئات خلال يومين من المعارك الفوضوية التي جرت في الشوارع منذ وصول هجوم المتمردين إلى العاصمة نجامينا. وأقام الجيش الفرنسي مواقع آمنة لحماية السكان الأجانب الفارين. وصرح وزير الخارجية الفرنسي بأن الجيش الفرنسي أنقذ بعض المدنيين المحاصرين في السفارة الأمريكية ونحو 40 آخرين ظلوا يطلبون المساعدة من السفارة الألمانية لأكثر من 24 ساعة. وقال كوشنر للصحفيين «كانوا تحت القصف تطلب الأمر حقا عملية لقوات الكوماندوس العسكرية نفذت بشكل رائع من جانب فرنسا لإخراجهم.» وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بان السفارة الأمريكية في تشاد تعرضت لنيران غير مباشرة لكن لم ترد تقارير عن وقوع خسائر في الأرواح. في غضون ذلك دعا بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة إلى وضع نهاية للقتال في تشاد. كما قضى مجلس الأمن الدولي عدة ساعات محاولا الاتفاق على بيان يؤيد الحكومة التشادية ضد المتمردين . واعترضت روسيا على المسودة الفرنسية الأولى التي كانت تدعو أعضاء الأمم المتحدة إلى دعم حكومة ديبي «بكل الوسائل الضرورية» في إشارة مستترة إلى المساعدة العسكرية. وحثت مسودة في وقت لاحق الأعضاء على «توفير الدعم مثلما طلبت حكومة تشاد. وفي رسالته الخطية لمجلس الأمن الدولي طلب السفير التشادي محمد ادم «كل المساعدة والمعونة المطلوبة لمساعدة (تشاد) على إنهاء هذا العدوان.» وابلغ جان موريس ريبيرت سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة الصحفيين انه كان هناك»شبه إجماع» على نص القرار . إلى ذلك أعلنت الحكومة التشادية ان القوات الموالية للرئيس التشادي إدريس ديبي جعلت المتمردين الذين يحاصرون قصر الرئاسة في العاصمة نجامينا يتراجعون الأحد وأضافت أنها صدت هجوما للقوات السودانية في الشرق وصفته بأنه «إعلان للحرب». وفي العاصمة نجامينا دافعت طائرات الهليكوبتر والدبابات عن المجمع الرئاسي المحصن ضد المتمردين الذين استخدموا شاحنات صغيرة مسلحة بمدافع ورشاشات واقتحموا المدينة يوم السبت. وتناثرت المركبات المحترقة والجثث في شوارع نجامينا بعد يومين من القتال في الشوارع ،الذي قدرت منظمة أطباء بلا حدود انه أدى إلى قتل عدة مئات.