في افتتاح الدورة الـ(26) للأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات الخليجية:
من اعمال الدورة الـ(26) للأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات الخليجية
صنعاء / سبأ:بدأت أمس بصنعاء فعاليات الدورة الـ(26) للأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بمشاركة رؤساء مراكز الوثائق والدراسات بدول الخليج العربية واليمن.وفي افتتاح أعمال الدورة التي تستمر يوماً واحداً أكد مدير مكتب رئاسة الجمهورية علي محمد الآنسي أهمية الوثائق في التعبير بشكل أصدق عن التاريخ المشترك في الوطن العربي ومجلس التعاون الخليجي و بناء أوثق للعلاقات في الحاضر والمستقبل.وقال الآنسي :” إنه لمن حسن الطالع أن يأتي انعقاد اجتماعات الدورة الـ 26 للأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات الخليجية في صنعاء بالتزامن مع احتفالات شعبنا اليمني بأعياد الثورة اليمنية (سبتمبر، وأكتوبر، ونوفمبر) وفي ظل وعي وإداراك حقيقي لواحدية تاريخ مجلس التعاون والجزيرة العربية الزاخر بالقواسم المشتركة بين دول وشعوب هذا الإقليم.وأضاف:” أن مرحلة جمع الوثائق اليمنية بدأت في عام 1984م، فيما لم يتم تأسيس الوثائق التي تشمل الوطن ككل إلا بعد قيام الوحدة اليمنية 1990م من خلال إنشاء المركز الوطني للوثائق الذي جمع ذاكرة موحدة لليمن تضم تاريخ ما قبل الثورة وما بعدها وكل المراحل اللاحقة فيها” .وأشار مدير مكتب رئاسة الجمهورية إلى الروابط المشتركة التي تجمع اليمن وأشقاءه في الجزيرة والخليج والسبل الكفيلة بتعزيز روابط الجوار وروح الأخوة العربية والإسلامية والمصالح المشتركة، والأولويات المتطابقة، وتنامي المصالح المتبادلة على نحو مستمر كنتاج حتمي للوشائج الاجتماعية والترابط الجغرافي.وقال :”إن اتساع دائرة مؤسسات مجلس التعاون الخليجي التي أصبح اليمن عضواً فاعلاً في البعض منها وفي مقدمتها (الأمانة العامة لمراكز التوثيق الخليجية) يؤكد أن أي دولة من دول هذه المنطقة لم تكن منكفئة على ذاتها وإنما كانت مؤثرة ومتأثرة بما يجري في الأخرى” .وأكد مدير مكتب رئاسة الجمهورية الحرص على أهمية إيجاد ذاكرة للدولة اليمنية من خلال إنشاء المركز الوطني للوثائق لما يحتويه من وثائق وملفات وأرشيف لمختلف مراحل تاريخ اليمن تحت سقف واحد.ولفت إلى أن هناك طموحاً للمركز الوطني للوثائق لإنشاء مبنى يتسع لكافة الوثائق المتوفرة في مختلف محافظات الجمهورية مع الاستفادة مما تم جمعه خلال الفترة الماضية.. معتبرا أن الوثائق تمثل أساساً للمعرفة وأساس لكل قرار، وسنعتمد على الأرشفة الالكترونية لتسهيل مهمة الباحثين والدارسين وآلية الحصول عليها واستخراجها في الوقت المناسب بكل سهولة ويسر.وتابع قائلاً:«بقدر ما يمثل اجتماع المراكز الوثائقية والأرشيفية لليمن ودول مجلس التعاون في صنعاء من أهمية كبيرة في مسيرة الشراكة فإنه يؤكد إننا بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لإعادة قراءة الذاكرة الوثائقية الوطنية لكل دولة من منطقتنا بصورة جماعية وبصوت مسموع وعقل منفتح وإتاحتها للباحثين لتقييم التاريخ وتقويم الحاضر لصنع المستقبل».وأوضح أن المبنى الجديد سيضم بين جنباته صالات كبيرة مجهزة بأحدث التقنيات تقع على مساحات تستوعب أكثر من 120 كيلومتراً طولياً من الملفات التي سيتم الاحتفاظ بها، فضلاً عن أعادة تأهيل الكوادر العاملة فيه والاستفادة من خبرات المراكز في مجلس التعاون لتعزيز إمكانيات وقدرات القائمين على المركز الوطني للوثائق.وأكد مدير مكتب رئاسة الجمهورية أن المركز الوطني بانضمامه إلى منظومة مجلس التعاون الخليجي سيكون رافداً مهما لتعزيز ذاكرة المنطقة باعتبار التاريخ نسيجاً واحداً وباكتمال ذاكرة مجلس التعاون سيكون أساساً للذاكرة العربية والإسلامية، باعتبار أن الوثائق تشكل الذاكرة الحقيقية لكل أمة، والحفاظ على تاريخها وتراثها الحقيقي من أن يتعرض لأي تحريف أو نسيان.من جانبه أكد رئيس المركز الوطني للوثائق القاضي علي أبو الرجال أهمية تعزيز التعاون المشترك بين مراكز الوثائق لبناء ذاكرة مشتركة للمنطقة.وقال :«إن هذه الذاكرة ستؤسس أنموذجاً ثقافياً جوهره المعارف المشتركة التي توفرها الوثائق يتوازى مع النموذج الرائع للعلاقات السياسية القائمة بين بلداننا». وأضاف : «ينظر المركز بتفاؤل كبير إلى أن تشكل هذه الدورة محطة استثنائية في مسيرة العمل الوثائقي المشترك لمراكزنا ودولنا لا لأنها تنعقد في صنعاء فحسب بل لان انتظام انعقاد دورات الأمانة العامة بحد ذاته هو برهان على عزمنا الأكيد المضي قدما نحو بيئة توثيق أكثر تطورا واستجابة للمتغيرات بما يعبر عن إيماننا المشترك بأهمية الوثائق التي كانت وستظل مصدرا أصيلا من مصادر المعرفة الإنسانية».وتابع القاضي أبو الرجال«إن أحوج ما نكون إليه اليوم وفي المستقبل هو التوظيف الكامل لخبراتنا وإمكانياتنا في الارتقاء بالبيئة المهنية للنشاط الوثائقي وتعزيز كفاءته ولا يتعلق الأمر هنا بجمع الوثائق على المستوى الوطني وتهيئتها للحفظ ولكن في الإحاطة بكل وثيقة يتبين أن لمضمونها صلة بدولنا ومنطقتنا حيثما كانت وأينما وجدت وإتاحتها للباحثين والمهتمين تجسيدا للبعد المعرفي للوثائق».وشدد على ضرورة العمل بصورة مكثفة لبناء قدرات منتسبي مراكز الوثائق والدراسات في المنطقة وتأهيلهم بصورة مستمرة في إطار التعاون المشترك والدعم المتبادل والتوظيف الحكيم للإمكانيات المتاحة لدى تلك المراكز.وأعرب عن أمله أن تشهد المرحلة القادمة تعاوناً أكثر تطوراً وتأثيراً في الجهد المشترك لصيانة وحفظ الإرث الوثائقي لدى تلك المراكز وإتاحته كمصدر مهم من مصادر المعرفة الإنسانية للباحثين والمهتمين.أمين عام مراكز الوثائق والدراسات بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمين عام دائرة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري أشار من جانبه إلى أهمية الاجتماع الـ 26 للأمانة العامة بصنعاء، وذلك لما يمثله المركز الوطني للوثائق من مكانة تاريخية والاطلاع على نشاطه الذي تكاملت فيه العمليتان التنظيمية والتشريعية .وأوضح أن الاجتماع الدولي في صنعاء سيناقش عددا من المشاريع مع الدول الغربية لأخذ نسخ من هذه البلدان وحفظها في مراكز الخليج واليمن نظراً لأننا بحاجة إلى هذه المعلومات كما سيحضر الاجتماعات القادمة نائب الأرشيف الهندي للتعرف والاطلاع والاستفادة من التجربة الهندية في هذا المجال.وأكد أن اجتماع صنعاء سيعزز المشروعات التي تقدمنا ومن أبرزها الاهتمام بالتاريخ الشفوي والحفاظ عليه من الاندثار والتدريب والتأهيل و تعزيز الكتاب الخليجي المشترك لدول المنطقة بما فيها اليمن الشقيق، بالإضافة إلى موضوع تقنية استخدام الانترنت والحاسوب في إدارة الشبكة وتدارس السبل والصيانة وخدمة هذه المراكز.وقال أمين عام مراكز الوثائق والدراسات بدول مجلس التعاون :” قلما تجد دولة بها مركز بهذا الحجم من الاهتمام والتشريع القانوني الذي يحفظ الوثائق التاريخية”.. مضيفاً:«لاشك في أن اجتماعاتنا اليوم تدل دلالة واضحة على الجد في التعاون والعمل من اجل الحفاظ على ذاكرتنا الوطنية جميعاً» .. مؤكداً أن «ذاكرة اليمن هي ذاكرة الخليج وهي ذاكرة العرب ولاشك في أن الذاكرة العربية لا يمكن أن تتجزأ في إطارها العام ولكن بتكامل كل ذاكرة محلية تنشأ الذاكرة الشاملة وهي الذاكرة العربية وما تم في هذا البلد الشقيق يسعد الإنسان بأن هناك حفظاً جيداً ومتزناً للذاكرة في اليمن والذي سيعود علينا جميعاً بالنفع والفائدة لأنه يتقاطع ويتكامل مع ذاكرتنا المحلية والعربية».وتابع الدكتور السماري قائلاً :«الأمر الذي يجعلنا نهتم كثيراً بوثائق اليمن لأنها جزء مهم من البلاد العربية والعالم العربي ولها إسهامها التاريخي القديم ولا شك في أن الجميع يعرف ميراثها الثقافي والتاريخي ووجود الإخوة من دول مجلس التعاون وتجاوبهم مع هذا الاجتماع لدليل كبير وصادق على حرصهم على انتظام هذه المنظومة العربية الأرشيفية بشكل أو بآخر» .وأكد أهمية وجود اليمن كعنصر مهم في هذا التجمع الذي سيخدم التجمع الإقليمي العربي الأرشيفي والاطلاع على تجربته الرائدة والتحديات والصعوبات التي تواجه الجميع في مجال الأرشيف والوثائق والاستفادة منها وخاصة قانون الوثائق ونقل الحوافز لتحفيز مسارات جديدة في خدمة الأرشيف والثقافة الوطنية والذاكرة المحلية.