حدث وحديث
كثيرة هي أمراض العصر، فلم نكن فيما مضى نسمع عن امراض السكر وفقر الدم والروماتيزم وآلام المفاصل والعظام، ولا الذبحة الصدرية او الجلطة الدماغية والفشل الكلوي وتليف الكبد .. الخ، وكلها تقريبا محصلة نهائية للقلق والأرق والحياة المليئة بالتوترات والمنغصات وغياب راحة البال وانحسار نظام القيم والاخلاق الانسانية، وضياع الحقوق واهدار كرامة الانسان، وطغيان الفوضى والاستهتار واللامبالاة في نظام العلاقة بين الناس، وضعف في الاحترام والتقدير المتبادل بين الناس ولذلك كله صار عالمنا برمته بحاجة الى إعادة اصلاحه وتغييره، ورد الاعتبار لانسانية الانسان.وعلى الرغم من انتشار المجمعات الصحية في كل المديريات الا أن علاج السكر المسمى بـ (الانسولين) يظل الناس ينتظرونه شهورا ليأتي من صنعاء الى بقية المحافظات، وداخل كل محافظة يوجد مركز واحد لصرف هذا العلاج وغيره من العلاجات للامراض المستديمة والتي تدعمها الدولة او توفرها عبر المساعدات الخارجية، الا ان طريقة صرفها تزيد المرضى تعبا فوق تعبهم، عندما يظلون منتظرين قدومه لاسابيع واحيانا لشهور، وبطوابير مرهقة وممرضة، مع اننا كنا نتناوله بسهولة ويسر عبر المجمعات الصحية في كل مديرية على حدة.. فلماذا لانعود للنظام الاسبق في التوزيع ونخفف آلام المرضى في الذهاب والاياب الى مستشفى الجمهورية.ان سبب مشاكلنا وامراضنا ومتاعبنا كلها مردها العشوائية وانعدام التخطيط والتنظيم وسوء الادارة، والمزاجية الطاغية وضعف الاهتمام بقضايا الناس كافة ومن جميع النواحي وفي كل المجالات والقطاعات، واذا لم نبدأ التغيير الآن، فان الطين سيزداد بلة وسيهد البناء على الجميع، ولن يهدأ احد او يرتاح، هكذا الامر في قضايا الصحة والتعليم والتربية، وفي التعامل مع قضية العمل وامتصاص البطالة، وضبط العلاقة بين المؤجر والمستأجر، وفي ضبط الاسعار وفي إعادة الاعتبار لعملتنا الوطنية، وغيرها لنعيش حياة خالية من المنغصات والامراض.