محمد نعمان الشرجبيالشاعر أنيق الكلام عبدا لله باكدادة قصائد ديوانه الغنائي، (غنائيات البحر والنخيل) تفصح ولا تلمح بأنه شاعر ينام ويصحو على الحب، متمسك بالفرح العذب يعيشه ولهذا لا يعرف المستحيل حتى مايحزنه من حبيبه يستبدله بالفرح الذي يتدثره.25-مريم- يتعاطى الشعر لبناً، (ورطباً جنياً) شاعر متزين بأدواته الشعرية الناضجة وثقافته الواسعة خطيب شفاهي بنبرات محببة ينظر للشمس ولا يتنهد وكأنما يألف شروقها منذ زمن طويل.(غنائيات البحر والنخيل) ،( والنخل باسقات لها طلع نضيد). فاتحته ، (عروس البحر).[c1]مدي الذراعللحالمين، بالحب، بالخير، بالسماحوالفجر يرسم في عيونك بالندىبسمة أمل،تطوي الجراحوالشمس تطبع في جبينك بالضياقبلة صباح.[/c]مثل هذا الكلام الآسر، للشاعر، يمكن الافتراض فيه ولاعلم لي بصحته او دعونا نقول (ربما يقابل بالحسد الشعري الغنائي) ملتفتاً إلى قول رصين العقل عبدا لله البردوني..[c1]قلت يوماً احب شعر المعريبلغو ابي ان المعري عشيقي[/c]الشمس وقبلة الصباح، والحب والخير، يحبها الله، ويسكنها قلب الانسان، تسكن لتصبح عزاء له او تذكره ولإن كان بداخل جوا قاتماً مغبراً، اخفي زرقة السماء فقوله التالي قد يكون سبباً لأنسه الآتي..(يعيش الفرح).[c1]وانتِ الحبيبة ياعدنهذا زمانك ياعروس البحر ياسر الأمانمدي الذراع.[/c]قبل الإغفال هذه مقدمة احسب إنها لاتدخل في ملكية المدير الشاعر باكدادة قبل السماح لها بالتوطين في نفسه الحب والهجر والبين عنده شوق دائم وربيع خريف يجدد عشقا باهي اللون البديع..(سلطنة العقل مني لاغير).[c1]زهرة ربيعك في خريفيحددت عشق الربع وأنتي الندى في فجر عشقهزاهي باللون البديع[/c]شد انتباهي ملحوظة كتبها زميل العمر الأقرب والذاكرة الأنسب (المهندس محمد مبارك) على ظهر مسودة(ديوان غنائيات البحر والنخيل) (بسم الله، الأستاذ العزيز محمد الشرجبي) نأمل تكرمكم بإعداد مداخلة في الديوان على ثقة من قدراتكم.. أخوكم محمد مبارك2007.2.21م) ومحمد مبارك هذا رئيس جمعية تنمية الثقافة والأدب عدن.شاعر باليقين المطلق، فهمت منه انه لا يتشكك، ولا يساوم مملوء بالثأر، والكرامة والكبرياء، حاد الحجر كالسيف، قاطعاً كالبرق والرعد.. لكلامه وهج ساطع وهج المواجهة، المحرك لليقظة والأمل.. لنقرأ.[c1]نرمي الحجرنوقف حجرنجلس ضجرفي زحمة الليل بالظلام نعشق قمرنمشي ونحلم بالنهاروالفجر يطبع بالندى قبلة صباحهذي قضيتنا يفسرها حجرنأمل بعودتها لنا لازم تعود[/c]باكدادة ثمل العشق يخيل إليك من انسكاب دموعه ان امتحان الهجر فوق طاقته، فلا تراه الا صابراً على تباريح الوجد (ولربما) كما يرددها باكداده لم ينس ماهو آت من هموم الليالي وأسبابها .. يقول.[c1]ياساكنه روحي وكلي في سنا عيونك سكنيامالكه أمري وأمر الحب في صمتك علنقربك بعاد ضيع وجودي وسط نفسي وارتهنيانبض قلبي، فين قلبي؟ ليش أيامي تضيع وانت بمدك حل جزرك يشتري فرحي ويبيعذي خطوتك قد صورت لي دينا للخطو البديع[/c]وللفرح في نفس صاحب الديوان هذا معنى( ملاك) ألقت ظلالاً من روحها على روحه فبدا لي انه استراح من التعب إلى حين..[c1]ملاكي في الفرح شفتكوطرفك رف في الخافقوذاك الليل يتسامروبك انفاسه تتلاحقولفتاتك أمل خلتحنايا القلب تتسابقتضيع كل العيون جنبكولك وحدك انا العاشقيغيبوا الناس لوجونيوانت الباب والطارق[/c]شاعر ثمل العشق بحفظ له العهد ويرعاه، وعلى وعي بمعاينه عينه ترى النور وتخترق مسافات العشق والوصل والفراق وكأنه في ليالي الهجر يمشي في موكب الأفراح جذلانا في زمن آتي..[c1]لو غيروا طبعك وغابت عن عيوني ضحكتكماحد يغيرني انامش ذنبي لو تبعد بعيدأو تختفي عني نظرتك أو تحرم العين اللي تأسرها ابتسامه من حلاوة بسمتكأو تهجر القلب اللي نبضه رهن همسة من عذوبة همستكمش ذنبي لو ماكنت تلمس من حنانيماكنت تحفظ لي مكانيكل اللي اقدر اعرفهأن الزمن ذا مش زماني[/c]تصافح عيناك حروف وكلمات غنائيات(البحر والنخيل) فلا تملك الا التسليم والإقرار بأنك في حضرة شاعر يلتقط وجعه ووجع الناس، آلامهم، أحزانهم، وأفراحهم، وعلى تفصيلاتها يرسم معمار بنائه الإبداعي بإيقاع غنائي، للجمال، الربيع، النسيم، لصباح الكون، للمودة والتسامح..[c1]لما التقيتك ياحلاكان الزمان ينطق معانا بالربيعيرقص مع الأغصان، للدنيا، بإيقاع النسيميصدح مع الأطيار بالصوت البديعمن لفتتك غنى الصباحوالكون في قربك نغمردد ترانيم المودة والسماحوانت الحنان كل الحنانمالك بديل..[/c]شاعر قادر على تخفيف الإحساس بالألم، عاشق مرهون القلب حيناً معمار بنائه الإبداعي موزع حينا آخر بين طرفي معادلة الحزن والفرح..يكفيني ياروحـــــي [c1] *** [/c] ماذقت من أحــــــــزانقدلي زمن عشتــــه [c1] *** [/c] ضيّعت فيه أزمـــ ــانولمـــــــا لاقيتــــــك [c1] *** [/c] قلت الفجر لي بــــــانلكـــــن كلمـــــــة لا.. [c1] *** [/c] عادت بي للــي كــ ــانوفي الديوان، عزف أوتار، وغناء أطيار، ولهيب نار، وبوح أسرار، وذكريات لاماكن وبحار.. رمال جولدمور، ساحل أبين، خلجان البريقة، موج صيره ونسائم الغدير. ونوارس فارقت موج البحار، صمت الصخور وهمس الشواطئ.. كلها شكت للشاعر فقدها الحبيب بهمس مرة وبصوت ملأ أرجاء المكان والفضاء مرة أخرى، وكأني بعيون الشاعر تتبع خطى طيف الحبيب البعيد والبعد مر صعوبته.[c1]حبات رملا الجولدمور تسأل عليكوقت الأصيل سحر يهيم في وجنتيكأحلى النوارس فارقت موج البحارفي ساحل أبين تشتكي منك إليكصمت الصخور همس الشواطئبوح الرمال كل الأماكن شفتها تدور عليكوالموج في صيره سكن، ذاق الوهنوانت بعيد رفرف وروحة في يديك[/c][c1]ختام القول:[/c]مالم اذكره مرجعه لكم أعزائي القراء، وللعلم نشير بان هذه القراءة، القصيرة، المتأنية تفيد بان الديوان، ابتسامة، وبهجة غامرة، نفس مرحة، نظرة من سرحت أفكاره في ورود الحقل..كلمات موسيقية التعبير، كثيرة المعنى، لحظات صمت، يسبر غور العشق، خيال مجهد بالتحليق في فضاء الحب . أسير الهوى والفراق والتساؤل..
|
ثقافة
البحر والنخيل نشربها لبناً... نأكلها رطباً جنياً
أخبار متعلقة