صبـاح الخـير
مثلنا مثل كثير من البلدان الحالمة والطامحة لتحقيق التقدم والرخاء العربية منها او غير العربية لدينا في اليمن كنز وثروة تماثل في اهميتها الاقتصادية الثروة النفطية.ثروة لو استثمرت ووظفت بالشكل الجيد وعلى النحو السليم سيثري ذلك حياتنا ويمنحنا استحقاق شغل الموقع الذي نصبو ونتطلع لشغله في العالم المتقدم والعيش كما نحلم ونأمل في رخاء ورفاهية وازدهار.اما الاستمرار في اهدارها والتفريط فيها بقصد وبدون قصد كما هو حاصل وملموس فذلك لن يحول وحسب بيننا وبين نيل ذلك الاستحقاق انما ايضا سيسلبنا فرصة العيش ولو بابسط صور الحياة الكريمة الآمنة والمستقرة.الشباب هم تلك الثروة والنعمة التي منّ الله بها علينا والتي قد تنقلب الى نقمة وتصير مبعث قلق واضطراب ان لم تحظ بما تستحقه من الاهتمام والرعاية والاعتناء ولم يحسن استثمارها وتوظيفها.فبحسب الاحصائيات يعد المجتمع اليمني من المجتمعات الشابة التي توجد فيها اغلبية عددية لشريحة الشباب فهم عندنا يشكلون حوالى 44% من عدد السكان.وهم لذلك قد يمثلون قوة تغير هامة يمكن كثيرا التعويل عليها لتحقيق الاهداف والمطامح التنموية وبلوغ الغايات والتطلعات المستقبلية لو حصل واحسن اعدادهم وتأهيلهم واستثمار طاقاتهم وتوجيهها.فمن يتلمس خصائص وسمات هذه المرحلة العمرية سيجدها تتسم بالحيوية والنشاط والقدرة على المبادرة ومواجهة الصعوبات وحب الحياة والمغامرة وقبول التحديات وبصيغة اخرى مختصرة انما وافية جامعة يتسم الشباب ويمتاز بحيوية العطاء والاقتدار عليه، عطاء فياض بالخير متى ما احسن استثماره وادارته لكنهم في الوقت ذاته قد يشكلون قوة هدم واعاقة وحجر عثرة امام حركة التنمية والتحديث اذا اهدر كيانهم ولم تستوعب طاقاتهم محليا.فالشباب كالكتلة الحرجة وهي المادة المشعة اللازمة لانطلاق التفاعل النووي سواء كان سليما لاعطاء طاقة تخدم الانسانية او حربيا لبث طاقة تدميرية تنسف البشرية فذلك مرهون بكيفية وغرض الاعداد والتوجيه.وقراءة جادة مسؤولة واقع حال شبابنا تتلمس اوضاعهم واحتياجاتهم تكشف عن ذات الصورة الشائعة في عموم البلاد العربية وتلك النامية الافريقية والاسيوية مع اختلاف بسيط في بعض التفاصيل فالشباب مجبرون على اتخاذ احد وضعين اثنين لاثالث لهما افضلهما اسوأهما، وضع الاتكالية والتطفل او الانتهاء بالتسلية والاثارة وفي كلا الحالين يجدون انفسهم متهمين بعدم الجدية والميوعة وقلة تحمل المسؤولية. ونظرة منصفة لما يجري ويحصل تقود الى حقيقة ان الشباب ليسواهم المسؤول الاول عما هم فيه بل المسؤولية تشمل الجميع فمكمن العلة هو الفراغ القاتل الناجم عن انعدام فرص العمل وانسداد الابواب والمخارج امام الشباب ليس فقط اولئك الذين لايملكون اساسا من التعليم وانما ايضا المتعلمون من خريجي الكليات والمعاهد بالاضافة الى قلة خبرات الشباب وسوء اوضاعهم المعيشية وضعف قدراتهم ومهاراتهم بما فيها الحرفية لعجزهم عن تطويرها وتنمية وتحسين مواهبهم وملكاتهم.والذي يلزم اخذه في الاعتبار هو ان اهمال شبابنا واقعادهم واهدار كيانهم امر فيه تفريط في طاقاتهم الوثابة واحباط لهم ومن شأن ذلك اما ان يدفع بهم الى الجنوح والانفجار بعنف تدميري ينسف بهم وبمن يحيط بهم او الى الوقوع في شرك الاغراءات ومصيدة قوى خارجية تستثمر طاقاتهم وتوظفها لمصلحتها ولتحقيق اغراضها التي لاتلتقي ابدا مع اغراض ومصالح الامة.ان الامر فيه من الخطورة ما تستوجب الكف عن هذا الاهمال ووقف الاهدار لعنصر الشباب وتستدعي بقوة تحمل كل قوى المجتمع ومكوناته مسؤوليتها في هذا الخصوص.وتأتي الحكومة ممثلة بهيئاتها ومؤسساتها وكذا القطاع الخاص ممثلا برجاله ومنظماته في مقدمة من يلزم عليهم التعاون والتكامل مع بعضهم للنهوض باوضاع الشباب من خلال ايجاد حلول وبدائل لاكساب الشباب خبرات مهنية وعملية وتنمية قدراتهم ومهاراتهم وتطوير وتحسين ملكاتهم واستيعاب طاقاتهم.فلكي يصير الشباب قوة منتجة بفعالية وايجابية ترفد عملية التنمية وتبني الوطن والمجتمع وتخدم الامة ينبغي بشدة رعايتهم والاعتناء بهم على اساس من منطلق الفهم الجيد والكامل لاوضاعهم وطبيعة احتياجاتهم والعمل على تلبيتها كما يجب اعدادهم الاعداد الاسلم وتأهيلهم التأهيل الامثل وتمكينهم مهنيا ومعيشيا واشراكهم وتفعيل دورهم في صناعة وصياغة القرارات والاستراتيجيات التنموية والتحديثية وتنفيذها.والفرصة اليوم تعد سانحة ومواتية افضل من اي وقت مضى لفعل الكثير في هذا الشأن.فقيادتنا السياسية تتفهم جيدا هذا الامر ولدى فخامة الرئىس علي عبدالله صالح نية صادقة ورغبة جادة وقوية للدفع باتجاه تحسين اوضاع الشباب المتعلمين منهم وغير المتعلمين من الجنسين والارتقاء بمستواهم المهني والمعيشي.الا ان اليد الواحدة لاتصفق واحسب ان كل القوى والمؤسسات الرسمية منها والشعبية عليها مسؤولية التحرك لدعم ومساندة فخامة الرئيس في توجهه هذا والعمل على ابتكار اساليب وبدائل جديدة لاستيعاب الشباب واستثمار طاقاتهم وتوجيهها لبناء الوطن وتطوير المجتمع.هذه صرخة آمل ألا تكون في واد فيضيع صداها ولايتردد فالفراغ ان لم نملؤه نحن سيملؤه غيرنا لمصلحتهم لا لمصلحتنا، والفرصة التي لدينا علينا الامساك بها بقوة وعدم السماح بان تختطف منا .. وللموضوع تكملة في وقت لاحق.