في دراسة متخصصة أعدتها مصلحة خفر السواحل
[c1]* بلادنا كانت ولا زالت هدفاً للإرهاب البحري [/c]صنعاء / سبتمبر :كشفت دراسة متخصصة أعدتها مصلحة خفر السواحل اليمنية أن إجمالي الخسائر التي تكبدتها الحكومة اليمنية جراء استهداف شواطئها من قبل الإرهابيين سواء بالاعتداء على "كول" و"ليمبرج" أو القرصنة البحرية تصل إلى أكثر من مليار و800 مليون دولار، في نفس الوقت الذي أكدت نجاح البرامج الأمنية اليمنية في ردع الإرهاب البحري نهائياً ، والحد من جرائم القرصنة البحرية بنسب معقولة تبعاً للإمكانيات المادية للدولة ، وأكدت الدراسة التي أعدها عميد ركن صالح بن علي مجلي ـ وكيل مصلحة خفر السواحل ـ أن اليمن اعتمدت ثلاثة محاور رئيسية في مواجهة الإرهاب ، هي:أولاً : التعامل بحزم وشدة في مواجهة الإرهاب والإرهابيين واعتقالهم ، وتقديمهم للقضاء ،وثانياً : إتباع أسلوب الحوار الفكري مع الذين لم يرتكبوا جرائم إرهابية ، وثالثاً : التنسيق العالي مع الأجهزة في الدول الشقيقة ، والصديقة ، من خلال تبادل المعلومات ، وتسليم المطلوبين ، والعمل المشترك ، مشيراً إلى أن ذلك أسهم في إلقاء القبض على المتورطين بتفجير المدمرة الأمريكية "كول" والناقلة الفرنسية"ليمبرج".واعتبر العميد مجلي تعرض البحار لأعمال القرصنة والإرهاب ناجم عن إدراك الإرهابيين والقراصنة لأهمية النقل البحري ، وحجم الأضرار التي بإمكانها إلحاقها بالعالم ، فيما لو جعلوا ذلك الميدان محوراً لأنشطتهم التخريبية ، معللاً ذلك بما يتصف به النقل البحري من امتيازات على سواه ، كونه أرخص وسائل النقل ، وأكثرها أماناً ، وأقلها قيودا ، ولكون 90% من التجارة العالمية تستخدم النقل البحري ، منوهاً إلى :أن تلك الأهمية جعلت دول العالم تولي عناية كبيرة لتأمين الموانئ ، وحماية الشواطئ ، واستعرض أيضاً أثر الموقع الجغرافي للبحر الأحمر، وخليج عدن في تعريضهما للاستهداف ، مبيناً أن لهما أهمية خاصة جغرافية ، واقتصادية ، وسياسية ، وأمنية ، كونهما يمثلان جسراً بحرياً يربط بين العديد من مناطق العالم ، كما يمثلان أهم أجزاء خطوط المواصلات العالمية ، ويعتبر أن من أقصر الطرق البحرية ، مستشهداً بمأثورة علمية تقول :"الموقع الجغرافي هو العنصر الدائم في صناعة التاريخ".ووصف اليمن بأنها "كانت ولاتزال هدفاً للإرهاب البحري ، وهي أهم ضحايا المنطقة" ، مدللاً على ذلك بحادثة الهجوم على المدمرة "كول" في 12 / 10 / 2002م ، بقارب مفخخ ، أودى بحياة 17 ملاحاً أمريكياً ، وإصابة 28 آخرين ، وإعطاب المدمرة ، وكذلك بالهجوم على الناقلة الفرنسية " ليمبرج" في 6 / 10 / 2002م قرب ميناء "الضبة" بقارب مفخخ ألحق أضراراً بالغة ، وأشعل الحريق فيها ، ولوث حوالي "500" كليو متر مربع بحوالي "150"ألف متر مكعب من البترول الذي كانت تحمله ، وهو ما وصفه بـ"الإرهاب البحري".وبشأن الآثار الناجمة عن الإرهاب ، فقد قسمها العميد صالح مجلي إلى سياسية تتلخص : بتشويه سمعة اليمنيين في الجانب السياسي ، فضلاً عن إغلاق عدد من السفارات ، ومضايقة اليمنية في الخارج .. أما القسم الثاني من الآثار فهي الأمنية المتمثلة بتهديد الاستقرار ، وتحمّل أعباء مالية جراء تجنيد الحراسات ، وإنشاء عنصر أمني جديد ، متمثلاً بـ"مصلحة خفـر السواحل". في حين أوجز في القسم الثالث الآثار الاقتصادية ، ولخصها بالركود في الموانئ ، ورفع رسوم التأمين ، وتناقض الاستثمار، وازدياد البطالة ، وخسارة عشرات الملايين من الدولارات شهرياً ، مستشهداً بـ"انخفاض عدد الحاويات من 34.000 حاوية إلى أقل من 3.000 حاوية بعد الهجوم على الناقلة "ليمبرج" ، لأنها حولت إلى الدول المجاورة ، نظراً لارتفاع نسبة التأمين إلى 300 بالمائة" مقدراً إجمالي خسائر اليمن من جراء الإرهاب البحري بأكثر من مليار و800 مليون دولار.