محمد خالد(أسوأ أنواع المخدرات هي الأحلام الممنوعة)قلت لابنة الصديق العشرينية: لنتابع حوارنا ولنبحث في ملامح مشروع نهضة عربي.قالت: الموضوع صعب.. فمن أين نبدأ؟قلت: لنستعرض مسودة “المشروع النهضوي العربي” المزمع بحثه في المؤتمر القومي العربي الثامن عشر في البحرين بين 28 - 30 ابريل/نيسان ،2007 ولنبدأ بكلمة قالها ابو علم النفس الحديث “سيجموند فرويد”: “إن اول شخص ألقى مسبة - بدلا من حجر - هو صانع الحضارة”.فالإنسان الحجري كانت عضلاته والحجر هي سلاحه الذي يشج به رأس خصمه ويصطاد به فريسته ليتغذى بها. وعندما تشذبت أخلاقه عبر آلاف السنين واخترع اللغة كانت الكلمة - حتى لو كانت مسبة - تقدماً حضارياً بامتياز.قالت: لقد مضى ذلك الزمن الجميل والسهل للمشاركة في صنع الحضارة.قلت لها: لنركز على زمننا الصعب ومتطلباته الشاقة.تتضمن مسودة المشروع فصولا ثمانية:- في ضرورة النهضة- التجدد الحضاري- الوحدة- الديمقراطية- التنمية المستقلة- العدالة الاجتماعية- الاستقلال الوطني والقومي- آليات تحقيق المشروعقالت: ألا تعتقد انكم تحلمون؟ لقد هزمتم وما زلتم تحلمون.أجبت: نعم.. نحلم كثيراً ونحلم جداً.. ونريدك وجيلك ان تحلموا معنا، فالحالمون هم الذين غيروا وجه التاريخ.ولتتذكري مسألة مهمة: العناد الوطني ضرورة، نحن نعترف بهزيمتنا ولكننا نرفضها، ويجب على جيلكم ان يرفضها معنا.قالت: الموضوع صعب وجاف.. ليته كان ملحناً فتغنيه بعض المطربات الراقصات فيحفظه الصغار والكبار معاً.قلت: “فال الله ولا فالِك”[c1]ضرورة النهضة[/c]تاريخياً، انقسمت الدولة العربية الاسلامية إلى اربعة مراكز: (خلافة عباسية في العراق - خلافة فاطمية في مصر - خلافة أموية في الأندلس - خلافة مرابطية في المغرب).حديثاً، كان هناك مشروعان للنهضة: مشروع محمد علي باشا في القرن التاسع عشر، ومشروع جمال عبدالناصر القومي الوحدوي في القرن العشرين، كلاهما زرع البذرة في الأرض رغم هزيمتهما العسكرية.طبيعة المشروع النهضوي انه يرد على ست معضلات: (الاحتلال، والتجزئة، والتخلف، والاستغلال، والاستبداد، والتأخر التاريخي).- الاستقلال الوطني والقومية هما الجواب التاريخي على الاحتلال.- الوحدة القومية رد على التجزئة.- التنمية المستقلة رد على التخلف.- العدالة الاجتماعية رد على الاستغلال والفوارق الطبقية.- الديمقراطية رد على الاستبداد.- التجدد الحضاري رد على الانحطاط والتأخر التاريخي.هذه الأهداف منظومة مترابطة يجب النضال من أجل تحقيقها موحدة.تجدر الاشارة إلى ان فشل المشروع النهضوي الثاني (عبدالناصر) كان لأسباب نوجزها في خمس نقاط:- انتصار الامبريالية والصهيونية في توجيه ضربتين موجعتين: الانفصال وهزيمة 1967.- غياب الديمقراطية باستبعاد قطاعات شعبية واسعة من المشاركة السياسية.- غياب المؤسسات والاعتماد على الزعيم الفرد.- الدعم الخارجي الكبير لقوى الثورة المضادة في الداخل.- صراع وتضاد الإسلاميين واليساريين وعدم صياغة مشروع مشترك للنهضة.ردا على الهزائم العسكرية نتذكر كلمة الزعيم الصيني صن يات صن: “لننهض.. انه الفشل السابع فقط”.[c1]التجدد الحضاري[/c]أرَّخ الانحطاط العربي لظاهرة التأخر المزدوج: التأخر عن العصر والمدينة الحديثة، والتأخر عن الحضارة العربية الإسلامية، لذلك وجب البحث عن نموذج للتجدد الحضاري لا تتعارض فيه الحداثة مع الأصالة بل يكملان بعضهما، وذلك بتحقيق أربعة أهداف:- نقد مزدوج لسلطتين مرجعيتين: التراث والغرب.- فهم نقدي محايد للتراث والغرب وعدم تقديس أي منهما مسبقاً.- فك الاشتباك بين العروبة والإسلام، فالإسلام جزء أصيل من الحضارة العربية.- حماية ما في الأمة من تنوع ثقافي (روافد عربية وروافد بيئات دينية عربية غير إسلامية، أي مسيحية).قاطعتني فتاة الجيل الحديث: تكفي هذه الجرعة لهذه الجلسة.. ونتابع الحوار لاحقاً.[c1]نقلاً عن صحيفة (الخليج) الإماراتية [/c]
نحو مشروع عربي للنهضة
أخبار متعلقة