[c1] بداية نهاية المهمة الأميركية بالعراق [/c] في مقال له في مجلة فورين بوليسي بعنوان «بداية النهاية» طالب جون نيغروبونتي -السفير الأميركي السابق في العراق من 2004 إلى 2006، وأول مدير للمخابرات القومية في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن_ بتوفير دعم قوي من جانب الحكومة الأميركية للعراق لمنع انزلاقه مرة أخرى إلى الفوضى والصراع، وجاء في المقال: غادر آخر لواء أميركي مقاتل يوم الخميس الأراضي العراقية متوجها إلى الكويت إيفاء بعهد الرئيس باراك أوباما الذي قطعه على نفسه بسحب كافة القوات الأميركية من العراق باستثناء خمسين ألفا بعد سبع سنوات ونصف السنة من التواجد الأميركي المؤلم هناك أما بقية الجنود وقوات المارينز المتبقية هناك فستمكث حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2011 من أجل تدريب القوات العراقية وتقديم خدمات إسنادية أخرى.ورغم عدم استبعاد احتمال تمديد بقاء هذه القوات إلى ما بعد الموعد النهائي لسحبها عام 2011، فإن ذلك لا يبدو مرجحا نظرا لكون الظروف والحقائق السياسية في كل من العراق والولايات المتحدة تسير ضد هذا الاحتمال بالرغم من وجود جهات في كلا البلدين تطالب ببقاء القوات الأميركية هناك على المدى الطويل.لدى وصولي إلى بغداد في نهاية يونيو/حزيران من العام 2004، رأيت أن تطلعنا إلى يوم نرى فيه قوات الأمن العراقية قادرة على تحمل المسؤولية الكاملة عن أمن بلادها، يعتبر إنجازا إيجابيا مهما، إذ لم تكن في العراق حينها قوات أمنية حقيقية، بل لم يكن هناك سوى لواء واحد من الجيش العراقي على سبيل المثال، وكان مؤلفا من عناصر إثنية وطائفية مختلفة.أما اليوم فقوات الأمن العراقية ستمائة ألف وقد بذلت جهود حثيثة لجعلها مؤسسة أمنية قومية بدلا من كونها طائفية أو حزبية المنهج وهذا إنجاز ليس بالقليل، فقد استغرق الأمر سبع سنوات قبل أن يتحقق وشهد بعض البدايات المتعثرة واللحظات العصيبة.عقب تفجير مسجد سامراء في العام 2006 ونشوب الصراع الطائفي، لم يكن أحد ممن يهتمون بالعراق يتخيل التغير الهائل الذي سيحصل خلال السنتين اللاحقتين، وأخص بالذكر مقتل زعيم تنظيم القاعدة بالعراق أبو مصعب الزرقاوي، وتحرير البصرة على يد الجيش العراقي وامتداد سلطة الحكومة لتشمل كل أنحاء البلاد، وأدى إحساس الحكومة العراقية بمزيد من الثقة في النفس وهو ما كانت بحاجة حقيقية إليه للإقدام على التفاوض بشأن ترتيبات الانسحاب في العام 2008 والتي يتم تنفيذها حاليا.لكن هل يمكن أن يبقى العراق مستقرا بمجرد انسحاب كافة القوات الأميركية؟ تبدو آفاق الحفاظ على الاستقرار في العراق بعد 2011 جيدة وربما أفضل من أي وقت آخر في الماضي القريب رغم عدم وجود ضمان لذلك.فلدى الجيش العراقي الآن ما يقارب مائتي لواء مقاتل مدرب وهي زيادة هائلة عن ما كانت عليه الحال في تلك الأيام الكئيبة لدى وصولي إلى هناك في 2004 وهذه القوات منتشرة في مختلف أنحاء البلاد، وتبقى الطائفية في صفوف الجيش والشرطة التهديد الوحيد والأخطر الذي يجب الاحتراس منه.لكن التقدم الذي أحرز منذ العام 2007 بزيادة عدد قوات الجيش والشرطة كمؤسسات قومية أمر مشجع ويجب التحلي بالحذر والنضج السياسي لضمان استمرار هذا التوجه الإيجابي، لكن إذا انتهى دورنا العسكري في العراق قريبا كما هو مرجح في الغالب، فما هو الرابط الذي سيبقي على علاقات بلدينا متماسكة؟ هناك أمر واحد وهو أن الولايات المتحدة تنوي أن يكون لها تواجد دبلوماسي مدني وتنموي في المستقبل المنظور في العراق من أجل عدم المس بالمكاسب التي تم تحقيقها بشق الأنفس خلال السنوات السبع الماضية.فإرسال الدبلوماسي الرفيع المستوى جيمس جيفري إلى بغداد إشارة على استمرار الاهتمام باستقرار وازدهار العراق، لكن هذه الإشارة بحاجة إلى دعم من الكونغرس عن طريق تمويل الطلبات التي قدمت من أجل برامج في مجالات مثل المساعدة التقنية، حكم القانون. خفض الفقر، شؤون وقضايا المرأة والتنمية الاقتصادية.ونحن بحاجة لاستمرار بذل الجهود من أجل تشجيع القطاع الخاص الأميركي للمساهمة والاضطلاع بدور في الاقتصاد العراقي، وأخيرا وليس آخرا بكل تأكيد فإن خفض تواجدنا العسكري من شأنه أن يؤثر على السياسة الإقليمية، وفي الوقت الذي ينتقل فيه التركيز العسكري في الخارج إلى أفغانستان، فإن إخفاقنا في التزاماتنا السياسية والمالية من شأنه المخاطرة بانزلاق العراق نحو الصراع والفوضى.لكن هل يمكننا الحفاظ على استمرار نفوذنا السياسي على العملية السياسية في العراق في الوقت الذي يضمحل فيه تواجدنا العسكري؟ من الصعب القول بذلك، ولكن لا بد عاجلا أم آجلا أن يتحول هذا الجانب من علاقاتنا إلى أمر طبيعي, تماما كما يحدث عند الانتقال من مرحلة الاحتلال إلى مرحلة السيادة الكاملة فإن العراق تسلم المسؤولية عن أمنه، وعلى العراق كذلك أن يكون له حق امتلاك ترتيباته السياسية بالكامل.فتحقيق الديمقراطية البرلمانية في العراق بعد انتهاء فترة طويلة من نظام الديكتاتورية هو إنجاز مهم، لكن ليس معناه أن الوضع الحالي ومع تفجر الموجة الأخيرة من التفجيرات الانتحارية والطريق المسدود الذي آل إليه تشكيل الحكومة العراقية بعد انتخابات مارس يعتبر مثاليا، لكن حصل هناك تقدم حقيقي.إن تواجدا مدنيا قويا في العراق يعتبر تشجيعا قويا لتلك العملية، لكن الزمن الذي كانت السفارة الأميركية في بغداد مكانا خلفيا لعقد الصفقات السياسية سيولي، وليس معنى هذا أن الولايات المتحدة لن تبقى مهمة وحيوية بالنسبة لمستقبل العراق. فلقد حاولنا كثيرا في الماضي أن يكون هناك إشراف دولي حين انتهاء دورنا العسكري وعودة أبنائنا إلى الوطن وعلينا عدم الاستهانة بالدور أو الأثر الذي سيتركه استمرار التعبير عن الاهتمام والقلق حول مستقبل العراق. ومن المهم، ليس للعراق فحسب ولكن للمنطقة بأسرها، أن يدرك الجميع أن هذا البلد الذي طالت معاناته يحظى بدعم أميركي قوي كما أن تواجدا مدنيا أميركيا رسميا أو حكوميا مناسبا في العراق من شأنه الحفاظ على المكاسب التي حققت خلال السنوات السبع الماضية وتحاشي تكرار قلاقل الماضي.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]مفاوضات السلام.. ما جدواها؟ [/c] تناولت بعض الصحف الأميركية المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المباشرة المرتقبة في واشنطن مطلع الشهر القادم بالنقد والتحليل، وبينما تساءل بعضها بشأن ما قد تؤول إليه المفاوضات مشيرا إلى تشاؤم كلا الجانبين إزاءها، تساءل البعض الآخر عن سر توقيتها الراهن، وسط كونها تأتي بعد محاولات كثيرة سابقة لم تؤت أكلها.فقد قالت مجلة تايم إن المفاوضات المباشرة المرتقبة مطلع الشهر القادم في واشنطن تواجه ما وصفته بالسؤال الكبير المتمثل في قولها «وماذا بعد؟».وأوضحت أن الأنباء التي حملت إعلان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بشأن استئناف إسرائيل والسلطة الفلسطينية مفاوضات مباشرة في واشنطن الشهر القادم، قوبلت بفتور وتشكيك في الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في ظل كونها تأتي بعد عقود من المفاوضات غير المثمرة تخللها الجمود والرعب عند كلا الطرفين.وتساءل المواطن الفلسطيني وليد سلوم (78 عاما) بالقول «ماذا فعلوا لنا العام منذ 1947 حتى الآن؟»، وأضاف من أمام منجرته في رام الله أن مفاوضات كثيرة حدثت «لكننا لا نرى أي نتيجة.. لا يحدث شيء» على الأرض.وقالت المجلة إن تصريحات كلينتون بشأن استئناف مفاوضات السلام عجزت عن أن تشغل الصفحات الأولى من كبريات الصحف الإسرائيلية في الجهة الأخرى من الجدار الذي يفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.وقال نحوم بارنيا في مقال له بصحيفة يديعوت أحرونوت «إنهم يشعرون بمجرد الرغبة في الحديث»، مضيفا «أننا شاهدنا هذه الأفلام سابقا مرارا وتكرارا، ومن الصعب أن نصدق أنها ستأتي بنهاية سعيدة هذه المرة».وبينما نسبت تايم احتمالات تعثر المفاوضات إلى ما وصفته بصبغة اليمين المتطرف التي يتصف بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قالت إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «تم جره إلى المفاوضات وهو يصرخ ويحاول التملص».من جانبها نسبت وول ستريت جورنال إلى نتنياهو قوله إن التوصل إلى اتفاقية سلام مع الفلسطينيين «صعبة لكنها ممكنة»، مشيرة إلى الدعوة التي وجهتها كلينتون لكل من العاهل الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك لحضور انطلاق المفاوضات التي سيحضرها أيضا رئيس اللجنة الرباعية توني بلير.وتساءلت الصحيفة بشأن مدى حجم ما وصفته بالرأسمال السياسي لدى كل من عباس ونتنياهو للدفع بالمحادثات قدما نحو الأمام.
عالم الصحافة
أخبار متعلقة