العمارة في عدن
[c1]التشجير[/c]استطردنا في الحلقة السابقة في الحديث عن أهمية المخطط الحضري في تهيئة الأجواء الملائمة والصحية كي نمكن المهندس المعماري فيما بعد من تصميم مبنى ملائم لبيئته يتمتع ساكنوه بالراحة التامة و بأقل ما يمكن من التكاليف التشغيلية وصرفيات طاقة وتلوث واستهلاك للموارد الطبيعية وأتضح لنا أن واجب المخطط ينحصر في شقين وهما :- اختيار الموقع المناسب- تهيئة الموقع وكان احد أسباب تهيئة الموقع في التشجير والتوزيع الفراغي للمناطق الخضراء لمحيط مواقع البناء وهذا ما سنتطرق إليه في هذه الحلقة بعونه تعالى . إن استخدام التشجير وتصميم المناطق الخضراء في المدينة بصورة عامة وفي مدن المناطق الدافئة الرطبة بصورة خاصة له أهمية من وجهتين هما : 1- وظيفية بحتة حيث تقوم بادوار مهمة في التهوية والتظليل وتهيئة المناطق السكنية لتكون أكثر راحة. 2- وظيفة جمالية حيث تساعد على إضفاءأجواء الراحة و السكينة والبهجة في النفس البشرية التواقة دوماً إلى الطبيعة والتي من أهم سماتها التشجير والمناطق الخضراء والمسطحات المائية مما تقدم فانه بالامكان إجمال وظيفة التشجير بالأتي : - توفير مناطق الظلال - الوقاية من الرياح غير المرغوب فيها - توفير المناطق اللازمة لحياة أنواع عديدة من الحيوانات والطيور الطبيعية - استخدام أشرطة من هذه الأشجار في التوجيه والتلاعب بالرياح في المنطقة الحضرية- توفير أجواء محلية محددة داخل المجمعات الحضرية يتمتع فيها الإنسان بمناطق تجمع تتميز بالراحة النفسية وتوفر له مناطق الحدائق وملاعب الأطفالوالمماشي - كما يمكن بالتلاعب في عوامل الشمس والرياح والظل وضغط بخار الماء وغيرها من العوامل المناخية لتوفير مناطق سالبة وموجبة الضغط تتنقل بينها تيارات الهواء فتوفر اجواء مريحة . ان هذه العوامل المهمة جداً في تصميم المدن لها تاثير كبير على حياة الساكنين من الناحية المادية والنفسية فهي تقلل من اعتمادهم (لتوفير أجواء السكن المريحة)على الطاقة التي يؤدي استخدامها الى ارهاق الساكنين مادياً تقوم أيضاً بتوفر أجواء إنسانية رائعة بتوفر المساحات الخضراء والظلال والماء و غني عن التعريف مدى حاجة الانسان النفسية و الصحية لها .إن للوصول إلى هذه الايجابيات لابد ان نلج بابين مهمين الاول (انواع التشجير) والثاني كيف نستخدمها بدقة للوصول الى الأهداف المرجوة آنفة الذكر .[c1]أنواع التشجير : [/c]هنالك أربع عناوين رئيسية في التشجير تهم المخطط من حيث المواصفات العامة لها لاستخدامها وترك المجال الى المصمم المحلي (المخطط المحلي) لاختيار النوع التفصيلي حسب المتوفر في منطقته . وهذه الأنواع هي : 1- الاشجار العالية ذات السيقان الطويلة والتي تتجمع اوراقها والاغصان في القمة على شكل القبة حيث تترك المجال الواسع للانسان والهواء ليتحرك تحتها ويسير بين الاشجار ومثال ذلك النخيل التي اعزها الله وجعل من ثمرها غذاء لأمته مريم (ع) وهذا النوع من الأشجار ممتاز جداً لتكوين الظلال في مناطق التجمع والملاعب الصغيرة والمماشي وكل ما يحتاج الى ظل ووقاية من اشعة الشمس المباشرة .-2الشجيرات المنخفضة والتي تنتشر الاوراق والاغصان على طول جسمها وارتفاعها وهذا النوع من الشجيرات مفيد جداً في عمل مصدات الرياح او عمل ملطفات الجو وتصفية الرياح من الاتربة والرمال وذرات المياه المالحة المتطايرة مع الهواء والتي لها آثار سلبية جداً على المباني (ومن يعيش منا في خورمكسر يدرك اهمية هذه النقطة ).3- الحشائش الصغيرة والارضية التي تقوم بتغطية طبقات الارض لها دور مميز في امتصاص اشعة الشمس الساقطة على الارض ومنع معظمها من التعرض ثانية إلى المباني كما لها دور خاص في تبريد تيارات الرياح المارة بها بدل من ان يقوم التبليط برفع حرارتها .-4 المتسلقات والتي تحتاج الى هياكل تتسلق عليها وبالتالي تتشكل بالشكل الذي يريده المصمم وتقوم بالواجب الذي طلبه المصمم منها في الحماية او التبريد او تغير اتجاه الهواء . من هذه الانواع الآنفة الذكر ينطلق المخطط للوصول الى الاهداف الرئيسية التالية في المناطق الحارة الرطبة . 1- تقليل تاثير الطاقة الحرارية (الشمسية) الواصلة على المجمع السكني بشكليها المباشر وغير المباشر . 2- الاستفادة من الاشجار في السيطرة على حركة الرياح بالاشكال الاتية : - تسريع الرياح - تقليل سرعة الرياح - تغيير اتجاه الرياح - تصفية وتنقية الرياح 3- استخدامها كعوازل (صوتية أوللنظر) ان العوامل المهمة في تكوين الشجرة والتي علينا دراستها بدقة كي نستطيع ان نضعها في المكان المناسب والحصول منها على الاداء الامثل هي : (ارتفاعها – كثافة اوراقها – طريقة توزيع الاوراق فيها – نوعها (دائمة الخضرة ام موسمية ) – نوع السيقان - مظهرها ) . وعلى المخطط والمصمم اختيار : 1- الغاية من استخدامها 2- اين يضعها 3- اسلوب رصها 4- قربها من الابنية او بعدها 5- كثافة استخدامها. كل ذلك لتحقيق النتائج التالية : 1- المبنى 2- الفضاءات المحيطة بالمبنى 3- تقليل الطاقة المنعكسة من الارض الى الابنية والجو . (1) فيما يخص المبنى 1- يتم ذلك باستخدام الاشجار الكبيرة المرتفعة الوارفة الظل والتي يمكن لها ان تغطي مساحات واسعة من سطح المبنى ويمكن للاشجار ان تقلل الى 70% من الحرارة المباشرة لأشعة الشمس , ان مثل هذه الاشجار المستخدمة لهذا الغرض تكون ذوات سيقان جرداء خالية من الاوراق تسمح وتساعد على تسريع تيارات الهواء المارة من تحت على الجذوع حيث تكون سرعتها صفراً على ارتفاع 75% من الشجرة واسرع من الطبيعي في منطقة السيقان (الجذوع) وكذا باستخدام هذه الخاصية في التظليل تارة ونفاذ الهواء تارة أخرى .(1-2) الفضاءات المحيطة بالمبنى (1-2-1) : الاستفادة منها بكفاءة في صناعة مناطق التجمع والحدائق وتظليل الممرات والطرق والمماشي و حماية مستخدميها من وطأة أشعة الشمس المباشرة . (1-2-3) : تقوم الاشجار الكثيفة الاوراق بحماية اجزاء المبنى المواجه لاشعة الشمس الافقية (في الاتجاهين الشرقي والغربي ). وهذه الاشعة عادة ما تكون قوية ومزعجة وحارة لانها تكون موازية لمستوى الارض وتسلط حرارتها وضوءها على مناطق ضعف المبنى من الشبابيك والابواب والحوائط فيكون لهذه الشجيرات المصطفة على شكل الحوائط اثر كبير في حماية المبنى منها وكذا يمكن استخدام المتسلقات على الهياكل المساعدة لاداء هذا الواجب حيث يمكن لها ان تشكل كواسر للاشعة ممتازة .(1-3) تقليل الطاقة المنعكسة من الارض على الابنية المجاورة 1-3-1 : ان استخدام الحشائش والبساط الاخضر وخطوط الورود لها تاثير ممتاز في امتصاص اشعة وحرارة الشمس الساقطة خصوصاً اذا ما عرفنا ان 10-15% من الحرارة على الدور الارضي تاتي من هذه الاشعة , كما انها تحمي المبنى من حدوث الانعكاس الضوئي غير المرغوب به (Glare ) او الوهج الناتج من سقوط الاشعة على الاسطح الملساء وهذا له تأثير سلبي على الشبابيك التي قد تطل على مثل هذه المناطق فتكون تغطية الارض بالزروع والحشائش من الحلول الممتازة في هذا الاتجاه .(1-3-2) : ان تغطية الارضيات الواسعة بالحشائش له تاثير ايجابي بتبريد الرياح المارة عليه قبل دخولها الى الابنية بدل من ان تقوم الارض الجرداء او المصنعة من قبل الانسان كالتبليط بتسخين هذه الرياح بالاشعة المنعكسة فيها من جهة ومن حرارة التبليط نفسه الذي يتكون من مواد بناء ثقيلة تمتص الحرارة طوال النهار وتشعها الى الجو ليلاً من جهة أخرى .وهذا ما نود ان ننبه اليه الاخوة المسئولين فصحيح أن التبليط جميل ويعكس وجه حضاري ونظيف الا انه في المناطق الحارة حل غير مثالي لما له من تأثيرات سلبية على تسخين البيئة والرياح المارة عليها . ومن المفضل زيادة المناطق الخضراء وتقليل التبليط على قدر الحاجة الى المماشي. (2) الاستفادة من الاشجار في السيطرة على حركة الرياح . الوقاية من الرياح غير المرغوب فيها, بواسطة ما يسمى بالاحزمة الخضراء (Windbreak)كاسرات الرياح , بالرغم من اهمية الرياح في المناطق الحارة الرطبة او الدافئة الرطبة وحاجة الانسان فيها الى التهوية المستمرة الصحيحة الا ان هنالك رياح تكون غير مرغوب فيها او غير مريحة للاسباب التالية :- 1- ان تكون الرياح اسرع من المطلوب . 2- ان تكون محملة بذرات الرمال او الاتربة . 3- ان تكون محملة بقطرات مياه مالحة (وهذا ما تعاني منه منطقة خورمكسر بشكل أساسي ) , تؤدي الى حدوث اضرار جسيمة في المباني على مدى الايام . 4- ان تكون درجة حرارة الرياح عالية . ولامتصاص هذه السلبيات وتقليل اثارها الى اكبر حد ممكن يفضل استخدام الاحزمة الخضراءعن بناء مصدات التي تقوم بتحويل اتجاه الرياح ليس الا . ولانجاح استخدام الحزام الاخضر هنالك عوامل مهمة وهي : 1- ارتفاع الحزام الاخضر 2- عمق الحزام الاخضر 3- نفاذية الحزام الاخضر 4- اتجاه الحزام الأخضر - إن لارتفاع وعمق الحزام الاخضر تاثير كبير على عمق المنطقة المحمية وعلى الشكل الاتي : 1 : ان منطقة تاثير الحزام الاخضر تمتد الى مابين 5-20 مرة بقدر ارتفاع الحزام الاخضر . 2 : في حالة بلغ عرض الحزام اكثر من مرتين ارتفاع الحزام فان عمق المنطقة المحمية يتقلص . 3 : ان وجود حزام اخضر واحد افضل من تكرار الاحزمة الخضراء بصورة ترددية . - نفاذية الحزام الأخضر 1 : ان الحزام النفاذ يقلل من حدوث الزوابع ويمد من مساحة المنطقة المحمية . 2 : ان الحزام الاخضر بنفاذية40-50% يعطي الحد الاقصى من مدى الحماية. 3 : يستطيع ان يعطي مثل هذا الحزام حماية اكبر للمساحة الواقعة بين (15-20) اضعاف ارتفاع الحزام ويقلل سرعة الرياح الى 30% من السرعة الاصلية . 4 : ان حزام اخضر واحد نفاذ أفضل في الحماية من اضافة احزمة متعددة . 5 : ان زيادة صلادة الحزام تؤدي الى. 5-1 : قصر مسافة الحماية . 5-2 : قلة سرعة الريح النافذة . 5-3 : سرعة الريح الهابطة 5-4 : ان افضل منطقة للحماية تقع بين 1.5 1 -5 امثال الارتفاع للحزام الاخضر .حركة تيارات الهواء * اتجاه الحزام الأخضر إن أفضل اتجاه للحزام ان يكون عمودياً على خط تيارات الهواء للحصول على اعمق منطقة محمية من قبل الحزام وعليه فان سقوط الرياح بزاوية على منطقة الحزام يقلل من الفائدة المرجوة من وجوده كما موضح في الشكل .- وهنالك استخدامات اخرى للاحزمة غير الحماية غايتها تغيير اتجاه الرياح او تسارعها وهذا ما يسمى (بالاحزمة المحيطة) وتعمل كما يلي : 1 : يمكن لصف من الشجيرات توجيه الرياح او تسريعها ويمكن لها توجيهها نحو المباني مثال ذلك زرع صف منها عمود على جهة المبنى التي تحوي على الشبابيك وكما في الشكل ويمكنها تسريع حركة الرياح اذا كان الصف موازياً قريباً من المبنى .2 : كما يمكن لها ان تشكل اجنحة ممتدة يستفاد منها في عمل مناطق موجبة وسالبة الضغط تساعدة على حركة اسرع وتوجيه الرياح .وفي ختام هذه الحلقة نود ان نذكر ان مدينة عدن في حاجة ماسة الى الاحزمة الخضراء وفي مناطق معينة لتزيد من تلطيف الاجواء من جهة ولحمايتها من تاثيرات الرياح السلبية والرياح غير المرغوب فيها في بعض اشهر السنة والتي تحمل معها الاتربة لتستطيع هذه الاحزمة من استكمال نعمة الاستفادة من الواقع البيئي وتحويل كل ظروفها البيئية الى محض خير.والحمدلله رب العالمين .[c1]المصـــــادر :[/c]- Cooling building by Natural ventilating By UFC . - Sustainable building technical Manual . - Tropical Design by UFC . - Manual of tropical Hosing & Building .