د/ لينا عقيل العبادي:تعد الاثار الحضارية والعمرانية التي خلفها لنا اليمنيون القدماء خير شاهد على رقي الحضارة اليمنية التي شيدت منذ الاف السنين فالمدن القديمة والقلاع والحصون والسدود شاهدة على رقي الانسان اليمني القديم لكن الشيء المستغرب اننا ونحن احفاد تلك الحضارات العريقة لم نتعلم ولو الجزء اليسير منهم بالرغم من كثرة الكليات التي تعني بالهندسة المعمارية فالزائر للمدن اليمنية يلاحظ تخبطاً في البناء فلا يوجد تنسيق ولا رقابة في البناء فالحرية التي اعطيت في البناء ولدت فوضى عارمة شوهت المدن ومن ضمنها مدينة عدن الجميلة فالمراقب لحالة البناء في عدن يتساءل كيف نريد ان تكون عدن ؟ هل نريد من عدن مدينة حديثة بكل معنى الحداثة العالمية ام نريدها مدينة تجمع بين قديمها وحداثة الحاضر ومستلزماته ام نريدها نسخة مكررة عن مدينة يمنية اخرى ؟ الواقع انه من الصعب ان نسلخ عدن بأكملها عن ماضيها وتاريخها العظيم في الوقت نفسه لا نستطيع ان ننسى متطلبات العصر وما تعنيه من كونها ميناء حراً يحتم عليها لبس الملابس التي تبرز معالم النهضة فيها فالزائر لعدن يشعر بانها تصبح شيئاً فشيئاً صنعاء اخرى ! على مالصنعاء من جمال وفن نفتخر به الا ان هذا لا يعني ان ثوب صنعاء يتناسب ومدينة عدن واذا كان ولا بد ان تقتبس عدن فلتقتبس البناء من الحضارات القريبة منها ومع ذلك فعدن مدينة قديمة جداً لها ماضيها وحضارتها التي لا تحتاج الى ان تكون نسخة مكررة لاية مدينة يمنية اخرى وما يعقد الامور في المدينة الساحرة ان تكون الجبال والبحار الرائعة الجمال موطن للعشوائية وللقبح فبدل ان تمهد الطرق الى الجبال لنستمتع بصورة اوضح عن عدن ولتكون مجالاً اوسع للاستثمار السياحي نرى ان اجمل المواقع الجبلية والمطلة على البحار محتلة من قبل البناء العشوائي وكأن عدن كلها لا تكفي ! ونحن لا ننكر ابداً ما تقوم به الحكومة من تزيين وسفلتة وانارة الا ان هذا سيضيع امام البنايات التي لا تراعي الذوق والضمير والجمال والخصوصية حتى ان بعضهم يبني منزله كاملاً ويتوقف عند صبغ المنزل ! لماذا لانه لا يعلم انه لن يحاسب ولن يغرم . اما البناء التجاري فأمر يستحق المساءلة فأي شخص بامكانه ان يفتح ويبيع ما شاء ان يبيع وكيف ما شاء اما مظهر البناء فليكن كما كان من الداخل او الخارج ! فأين المعايير العالمية والشروط والمقاييس التي يجب ان تراعى في بناء المحلات من النظافة والجمال والاناقة ثم ما هذا اللون الازرق الفاقع على ابواب محالنا التجارية الذي اكتسح اليمن بأسرها ؟ هل يتناسب ولون البناء اليمني القديم ام يتناسب والبناء الحديث ؟ وهل اللون يتناسب مع الوان البناء ؟ وكذلك نوعية الابواب التي تستخدم بالمحلات التجارية التي تعكس قبحاً غريباً فمتى نعمم استخدام الابواب الحديثة التي تستخدم في جميع انحاء العالم والتي تعكس الجمال والحداثة بدلاً من تلك الابواب التي تشبه الكتاب ! والتي لم ارها بهذه الكثرة وكأنها وباء حط في اليمن !! اخبرا عدن مدينة من اجمل المدن العالمية فلا يجب ان يشوه هذا الجمال أي عابث استهان بحضارة وعراقة مدينة عدن ولا مكاناً للفوضى والعشوائية في مدينة نريدها ان تنافس المدن العالمية وترقى الى مصافها .
|
ثقافة
ملاحظات على نمط العمران في عدن
أخبار متعلقة