كثيرة هي الندوات والمؤتمرات واللقاءات مثلما هي كثيرة المنظمات والهيئات والمؤسسات التي تناط بها قضية المرأة.وعلى رغم هذه الكثرة او هذا الكم من الندوات والمؤتمرات والمؤسسات التي انعم الله علينا بها الا ان قضية المرأة بل قضايا في الاصل ظلت ترواح في مربعها النسوي رغم الاعتمادات الضخمة المرصودة لها والنفقات .. تنتهي بقرارات وتوصيات قمة في العظمة يشعر المستمع اليها، ان الدنيا ستنقلب رأسا على عقب سعيا لحل مشكلات المرأة اليمنية ومعاناتها المتفاقمة يوما عن يوم الا ان مصير تلك الوريقات المسطورة .. تذهب وتحبس في الادراج بعد صخب وضجيج واستضافات ومراسلات وتوضيبات تكلف الكثير من النفقات والجهود.في مارس الماضي قرأت تصريح في احدى الصحف لرئيسة الاتحاد النسائي اليمني بأن مؤتمرا تستضيفه اليمن لعدد من الدول العربية تناقش فيه (ختان البنات) وهي ظاهرة تعتبر من مظاهر العنف ضد المرأة الذي تناضل من اجله نساء المعمورة قاطبة.وقفت على هذا التصريح وابتسمت وربما ضحكت لا لسبب بل لأن شر البلية ما يضحك اولا لان ظاهرة (ختان البنات) لاتوجد في الاصل في بلادنا .. ربما اللهم في نطاق بعض الجاليات والفئات التي تعيش بيننا والتي جاءتنا من الصومال وربما السودان وهي لاتشكل خطورة على مجتمعنا.وثانيا : لان هذه القضية آخر ما يمكن التفكير فيه في سلم قضايانا والاعداد والتحضير لمؤتمر خاص به يكلفنا الكثير من النفقات والجهود.وثالثا : مشكورة هي الجهة المنظمة ولكن العتب عليها في تبديد جهود وتكاليف كان احرى بها ان توظف لقضايا عديدة وشائكة تعاني منها المرأة في بلادنا واذكر منها على سبيل المثل لا الحصر : 1 – غلاء المهور كصعوبة كأداء تواجه شبابنا وفتياتنا وتخلق مشكلة اخرى هي العنوسة.2 – ظاهرة الزواج السياحي التي ظهرت مؤخرا في حياتنا وعدم التكافؤ في السن مع الزوج الهرم والطفلة الضحية.3 - مشكلة البطالة العامة في بلادنا التي تواجه معظم فتياتنا الخريجات القابعات في المنازل لسنين عديدة ولم تتوافر لهن فرص العمل.4 – وهي المشكلة الرئيسية التناقض الكبير الذي تعاني منه المرأة في نيل حقوقها المكتسبة في القوانين والدستور وسلوك المتنفذين القائمين عليه والمنطلقين في تصرفاتهم غير المبررة من مفاهيمهم الاجتماعية الخردة واعتقاداتهم النابعة من التربية السيئة في المفاضلة بين الرجل والمرأة هذا شق والشق ا لآخر لابد ولامجال للتهرب منه اعادة النظر في بعض التشريعات والقوانين المليئة بالثغرات التي تفتقر الى لوائح منظمة لها ذات ارتباط وثيق بحقوق المرأة، التي من خلالها يتسلل مرضى النفوس في انزال الظلم والقهر بها.لقد كان حري بمؤسسة المرأة والمؤسسات الاخرى ان ترتب اوراقها وتعرف الاولويات والثانويات وكذلك المهم والاهم في معاناة المرأة اليمنية.ولاننسى ان المرأة أم لشباب يعاني من البطالة وزوجة تشترك ايضا في المعاناة نفسها تبذل قصارى جهدها وتتفانى في مواجهة موجات الاسعار المستعرة في تدبير منزلها التي اثبتت كل التجارب على الترشيد والانفاق من قبلها لان الدخل محدود والاحتياجات الضرورية مطلوبة لتوفير مناخات مستقرة للاسرة واخيرا مشكلة التسرب التعليمي للفتيات في وقت مبكر .. ذلك غيض من فيض اضعه على طاولة المؤسسات والمنظمات المعنية التي جعل البعض منها قضية المرأة وسيلة للتكسب او الظهور والشهرة .. احببت ان اذكر فعسى الذكرى تنفع المؤمنين وليس المؤمنون فقط بحقوق المرأة وقضاياها، بل مؤمنو المجتمع اليمني برمته.
شر البلية ما يضحك
أخبار متعلقة