غزة/14 أكتوبر/ نضال المغربي:تراجعت حركة المرور في قطاع غزة أمس الاثنين إلى أدنى حد وقللت بعض المراكز الطبية من خدمات العلاج مع ظهور تأثير خفض الصادرات الإسرائيلية على إمدادات الوقود في الأراضي التي تديرها حركة حماس. وأغلقت العديد من محطات البنزين في غزة وظلت معظم السيارات الخاصة والأجرة والحافلات بعيدة عن الشوارع. وقال مواطنو غزة أنهم يتفادون الخروج لقضاء حوائج غير ضرورية بينما يكافح البعض منهم من اجل القيام بتنقلاتهم اليومية. وقال سائق سيارة الأجرة احمد خليل "من الذي يعلم متى ستحل المشاكل؟ من يعلم ربما احتاج إلى نقل قريب أو جار إلى مستشفى لذا فأنني أفضل ان أوقف محرك سيارتي وأحافظ على الوقود القليل الباقي فيه." وتعتبر إسرائيل غزة التي سيطرت عليها حركة حماس الإسلامية في يونيو "كيانا عدوا"وبدأت في خفض إمدادات الوقود إلى هذه الأراضي في أكتوبر ردا على هجمات الصواريخ الفلسطينية. وقال محمود الخزندار رئيس جمعية أصحاب شركات البنزين في غزة ان التخفيض الذي كان متدرجا تصاعد وفي الأيام القلائل الأخيرة سمح فقط بدخول إمدادات تمثل 15 في المائة من الاستهلاك اليومي للقطاع الساحلي. وقال ان شركات البنزين تعتبر ان هذه الكمية "لا تفيد شيئا" ورفضت قبولها احتجاجا على الحصار الإسرائيلي. ولم يتسن الحصول على أرقام على الفور من وزارة الدفاع الإسرائيلية حول كمية واردات الوقود التي تم خفضها. وفي الأسبوع الماضي قال مسئول بوزارة الدفاع ان إسرائيل خفضت الإمدادات بنسبة تصل إلى حوالي 13 في المائة فقط. وقال مسئولون فلسطينيون ان المشاكل اللوجيستية التي تواجه عملية تزويد إسرائيل لغزة بالوقود مع تجنب التعامل مع قيادات غزة المنتمية لحماس ربما تفسر بعض هذا التناقض. وقال الخزندار "أمس (أمس الأول) كان الوضع قاتما واليوم (أمس) هو اشد حلكة ويزداد تفاقما مع مرور كل ساعة زمن." وقال خالد راضي المتحدث باسم وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة ان نقص الوقود أرغم بالفعل بعض سيارات الإسعاف على الابتعاد عن الطرق وهدد بإغلاق بعض العيادات التي تعتمد على مولدات الكهرباء الاحتياطية خلال الانقطاع المتكرر للتيار. وقال راضي "القرار الإسرائيلي حكم بالإعدام. واحتياطاتنا من الوقود وصلت تقريبا إلى الصفر وربما تنتهي تماما آخر اليوم." ورفضت المحكمة العليا الإسرائيلية في الأسبوع الماضي التماسا لجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان بإلغاء خفض إمدادات الوقود. وحكمت المحكمة لصالح وزارة الدفاع الإسرائيلية التي جادلت بان إمدادات الوقود "للاحتياجات الإنسانية" الحيوية في غزة ستبقى على حالها. وقال الخزندار ان شبكة مياه الشرب في غزة وكذا نظام الصرف الصحي سيتأثران أيضا إذا نفد الوقود بالكامل.