صباح الخير
الاسطوانة المشروخة نفسها تتكرر كل عام دراسي جديد ألا وهي “الفلوس خلصت والديون ماخلصتش” والضحية هنا هو الطالب الذي لا حول له ولا قوة و لا يجد مخرجا من هذه (الزنقة) المالية سوى لبس الملابس القديمة من العام الماضي ونفس الكلام نكرره وهو العلم مش باللباس بل في الرأس والكراس”.إن العديد من الأسر تذهب في مثل هذا الموسم السنوي إلى الأسواق بغية شراء مستلزمات المدرسة (الملابس الكراريس والأقلام والحقائب)وكلها حلقة متواصلة لا يمكن أن يفقد الطالب احد أركانها وإلا لا يعتبر طالبا ،وسوف يتعرض للعديد من المضايقات والمشاكسات والمعايرة من زملائه الطلاب في المدرسة!!وقد يكون هذا الطالب من المتفوقين الذين يتقلدون المراكز الأولى مما يتطلب من الأسرة الاهتمام بمثل هؤلاء النوابغ الصغار وتشجيعهم ليستمروا في هذا التقدم والعطاء.كل عام يصاب مالكو المكتبات وتجار الملابس المدرسية بحالة من الجنون والجشع ويبرز هذا التجاوز برفع أسعار تلك المستلزمات بصورة موسمية بلا رقيب ولا حسيب والجميع يعلم أن الأسر خرجت من رمضان والعيد محملين بأثقال وأعباء تضاف إليها أعباء المدارس التي قصمت ظهور الصغار والكبار .إنها ظاهرة تتمادى وستزداد سوءا إذا لم يتم وضع حد لتمادي هؤلاء السماسرة الذين من كثرة طمعهم قست قلوبهم وتحولوا إلى حصالات للنقود ليس لها هم سوى مص دماء الأسر غير المقتدرة، بكلمة اعتادها المواطن ألا وهي(معك تشتري ولا أبرك لك خلي”.ففي هذه الظروف التي نمر بها يجب على ذوي الدخل المحدود التقشف وإمساك زمام الصرفيات المنزلية وخصوصا ما يتعلق بميزانية الشهر لكي يتسنى لهم تفادي الوقوع في المحن والغرق بالديون التي أصبحت ظاهرة تزداد تفاقما يوما بعد يوم دون حساب لما يخبئه الزمن لهم.كما أن احتياجات الاطفال لا يمكن حصرها و تزداد هذه الاحتياجات بشكل مستمر مع نموه والتي تتمثل في المأكل والمشرب والملبس والترفيه وغيرها من الأمور الأخرى ..وعلى الأسرة أن تضع جدولا دراسيا لأبنائها لكي يتسنى لهم التركيز على المذاكرة للمواد الدراسية المقررة عليهم في المنهج لهذا العام ما سيسهم في تحسين مستواهم التحصيلي خلال العام.ويجب ان لا ينتهي مشروع العطاء والخير الذي لا نلمسه سوى في احد شهور السنة وهو شهر رمضان الكريم ثم ينقطع ذلك الأجر.. ولنستغل احتياجات أبناء هذه الأسر الفقيرة الطلاب لتقديم ابسط شيء وهو الزي المدرسي والكراسات والمستلزمات كل حسب مقدرته من خلال التكافل الاجتماعي الذي من شأنه تخفيف الفقر والعوز وبالأخص في هذه المحافظة التي تعاني العديد من الصعوبات وأهمها الدخل المحدود الذي يقع تحت طائلته المواطن المغلوب على أمره ويجرع مرارة الفقر.. فلفتة كريمة يا اصحاب القلوب الرحيمة!!