الأديبة السورية/ إعتدال رافع
عندما كانت طفلة بدأت بحياكة شال أحلامها على مسمارين لأنها لم تكن تملك المال لشراء سنارتين. كانت دائما تختار الخيوط الزاهية التي كانت تجمعها من الكنزات العتيقة، تغسلها وتعقد خيطانها وتلفها على اصابعها مثل كرة صغيرة. كان الشال يطول مع تقدم العمر...صار أطول من انتظارها لفارس احلامها الذي تحيكه من أجله. في الغرزة الأخيرة قبل أن ينطفىء الغبش في عينيها لمحت من خلال جفونها المتورمة وأهدابها الرطبة فارسا يشبه دون كيشوت يعتمر طاسة الحلاقة ويمتطي فرسا دامع النظرات واهن الخطوات علقت حوافره بشالها وكرت خيطانه من أول غرزة الى ان انتهى اليها. انقطعت خيوط الشال .سقطت يداها الى حضنها وغابت.