أظهرت الزيادة الهائلة في عدد القنوات الفضائية العربية الحكومية و الخاصة التابعة لأشخاص أو مجموعات شكلت في مجملها تناقضاً كبيراً بين المؤيدين والرافضين لما تبثه هذه القنوات.فالبعض يريد فضاءاً مفتوحاً يشاهد من خلاله كل شيء فيما آخرين يريدون مشاهدة ما هو مقبول أخلاقيا ودينياً.. ولعلنا جميعاً متفقون بأن هذا الكم الهائل من القنوات لو أخذنا على سبيل المثال أن عددها أكثر من 300 قناة مختلفة سنجد أن عدد القنوات الخاصة بالأخبار لا تتعدى العشر قنوات والقنوات الخاضعة لرقابة الدول لما تنتجه من برامج ثقافية وترفيهية لاتتعدى الخمسين وعشر قنوات للأطفال والبرامج الوثائقية وتظل أغلب القنوات التي تتجاوز الـ 200 لا تخضع لأية رقابة وأصبحت اليوم تهدد مجتمعنا لما تبثه من برامج لا تتناسب مع قيمنا وأخلاقنا.(تؤكد التقارير أن عدد المحطات التليفزيونية الفضائية المفتوحة والمشفرة في العالم العربي أزداد بشكل كبير في السنوات الأخيرة وتصدرت المحطات التلفزيونية المملوكة للقطاع الخاص القائمة ثم تلتها القنوات الموسيقية وفي آخر القائمة القنوات العامة المملوكة للحكومة).ومن خلال إطلاعنا لأخبار وزراء الإعلام العرب والقرارات المتعلقة بالرقابة على القنوات الفضائية الحكومية والخاصة قد يجدها البعض خطوة في الاتجاه الصحيح بمنع كل البرامج التي تؤدي إلى خدش الحياء العام ولكن بالمقابل يثير ذلك مخاوف قطاعات واسعة من الإعلاميين العرب من الحد من الحرية النسبية المتاح لهم في البرامج السياسية الحوارية التي تذيعها الفضائيات العربية...ونورد هنا بعض الملاحظات على إجتماعات وزراء الإعلام العرب:التركيز على الجانب السياسي وعدم التعرض لرؤساء البلدان ورموزها .الرقابة على القنوات الفضائية ووضع ضوابط على ما تبثه .احترام كرامة الإنسان وحقوق الأخر في كامل أشكاله.الالتزام باحترام مبدأ السيادة الوطنية لكل دولة على أرضها.ضرورة الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية للمجتمع العربي، ومراعاة بنيته الأسرية والمذاهب والرموز الدينية الخاصة بكل فئة أو طائفة .لم يتم التطرق إلى خطورة القنوات التي تروج السحر والشعوذة .عدم وضع تعريف واضح وصريح لكلمة ( إباحية) جعلها مفهوماً واسعاً يصعب السيطرة عليه.ولكن ومع وجود القنوات الفضائية غير العربية فإن أية قرارات لن تخدم شيء بدون وجود الرقابة الذاتية من الأسرة والتنشئة الصالحة المبنية على الدين والأخلاق .في الأخير يجب على الفضائيات العربية رفض كل أدوات الهدم لمجتمعنا والحفاظ على الهوية العربية من التأثيرات السلبية للعولمة مع الحفاظ على خصوصيات المجتمع العربي والعمل على إثراء شخصية الإنسان العربي والعمل على تكاملها قوميا وإنمائها فكريا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا وتعزيز أواصر التعاون والتكامل بين الدول العربية والامتناع عن بث ما يتعارض مع أعرافنا وتقاليدنا. وفي استطلاع سريع أجريناه لشريحة متنوعة لمعرفة اتجاهات الرأي العام عن رأيهم للتطورات الجديدة بناء على وثيقة ضبط القنوات العربية، حيث كان سؤال الاستطلاع على النحو التالي:- هل توافق على ضبط أداء القنوات الفضائية ؟وقد تمحورت معظم الإجابات بما يلي: • شيء جميل أن توجد رقابة على القنوات الفضائية لأنه يوجد قنوات يجب تشفيرها أو إغلاقها ويوجد قنوات لا تكون بها أية عيوب أو شوائب مثل قنوات الأخبار و الدينية و الوثائقية و أية قناة أخرى مفيدة سواء للأطفال أو الكبار.• أوافق على ضبط القنوات الإباحية و قنوات الشتائم بل وتقليم أظافرها• الرقابة مطلوبة على القنوات الدينية التي تصدر الفتاوى من دون أي مرجعية شرعية .• نحن بحاجة إلى الخبر الصحيح الحقيقي من دون الغربلات التي تقوم بها بعض القنوات العربية بما تتوافق مع سياساتها أو رغباتها.• طبعا الهدف ربما لا يكون له علاقة بالقنوات الإباحية والفيديو كليب والدجل والشعوذة ولكن الهدف الحقيقي باعتقادنا هو تقييد القنوات الإخبارية الصاخبة.• هل الهدف هو تنظيم القنوات الفضائية أم احتوائها.• والله قمة المسخرة أن يهان رسول الله صلى الله عليه وسلم في إعلام الغير ولا يشجبون ولا يحركون ساكنا والله عيب يا وزراء الإعلام • المواطن العربي بلغ سن الرشد ليميز الجيد من الردى لا داعي أن تجبروه على مشاهدة ما ترونه .. تأخذون المظاهر من الغرب ولا تأخذون منه عدم وصايتهم على ما يشاهده مواطنوهم.• من الضروري أن تتقيد بعض الفضائيات بالقيم والأخلاق فحرية الرأي لاتعني التجني وتهويل الأخبار وعدم تحري الدقة وعرض الأغاني الماجنة.
|
اتجاهات
القنوات الفضائية نعمة أم نقمة؟
أخبار متعلقة