يعلم الجميع أن الطبقة العاملة في كثير من البلدان التي كانت تحت السيطرة الاستعمارية وشبه الاستعمارية ، ومنذ بدايات تشكلها قد ساهمت مساهمات كبيرة في نضالات شعوبها من أجل الاستقلال ، وكبرت فاعلية الطبقة العاملة بعد انتصار ثورة أكتوبر الاشتراكية في عام (1917م) ، حيث تحقق أول انتصار على الصعيد العالمي في ضوء أفكار هذه الطبقة العاملة وفيها اكتسبت هذه الأفكار ، والمساهمات ، والنضالات عمقاً وأبعاداً هامة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث أصبحت مراكز القيادة في كثير من بلدان العالم هذه الطبقة. وفي هذا الحقل كان للطبقة العاملة الفلسطينية مساهمتها البارزة في النضال الوطني الفلسطيني ، منذ بدايات الصراع مع الحركة الصهيونية ، والانتداب البريطاني في فلسطين. كانت هزيمة حزيران (1967م) لتخلق تغيرات في تشكيلة القوى العاملة الفلسطينية ، في الضفة الغربية ، وغزة لخضوعها لظروف وتخطيط اقتصادي واحد خلقته وحددته سلطات الاحتلال الصهيوني ، وكانت الخطة الإسرائيلية تستهدف من خلال الإجراءات المتبعة في المنطقتين تحقيق أكبر استغلال للقوي العاملة الفلسطينية ، زيادة على تطلع لواضعي هذه الخطة لإلحاق الواقع الاقتصادي في الضفة والقطاع بالاقتصاد الإسرائيلي .وهنا تمكن تسجيل الملاحظات التالية : 1- في الفترة الواقعة بعد احتلال القطاع عام (1967م) بلغت نسبة العاملين في قطاع البناء حوالي (50 %) والسبب أن هذا القطاع يحتاج إلى جهد عقلي يبتعد عنه الإسرائيليون .2- تضاعف عدد العاملين في قطاع الصناعة (الإسرائيلي) حوالي (7) مرات والسبب هو استغلال اليد العاملة الفلسطينية لتحرير عمال مهرة يهود ونقلهم إلى قطاعات صناعية أخرى يحتاجون إليها. 3- تضاعف عدد العاملين العرب في قطاع الخدمات الإسرائيلي حوالي (6) مرات ، ويذكر أن هذا القطاع يشتمل على ما يسميه العمال اليهود (الأعمال القذرة). استمر عشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين يعملون داخل الأرض المحتلة (1948م) مع الإسرائيليين حتى قبيل انتخاب جيش الاحتلال من قطاع غزة ، بينما استمر أعداد من هؤلاء العمال من الضفة الغربية يعملون مع الإسرائيليين وبطبيعة الحال برز سؤال (قديم جديد) ، ومن حق الجميع أن يسأله . هل العمل من قبل الفلسطيني ظاهرة إيجابية مع المحتل أم ظاهرة سلبية؟ قد نتفق ، وقد نختلف في الإجابة على هذا السؤال والإجابة حق لكل مواطن عربي ، ولكن وبمناسبة يوم العمال العالمي ، أطرح سؤالاً على الأشقاء العرب ، اليوم غزة محاصرة ، وما يقارب نصف مليون عامل عاطل عن العمل لا المحتل يسمح له بالعمل ، ولا توجد فرص عمل أصلاً في قطاع غزة ، فكيف نحل مشكلة هؤلاء؟ إلا يحق لنا أن نخاطب الأشقاء العرب لحل هذه المشكلة سوياً . أين هو الخطأ إذا ما ساهم الأشقاء في استيعاب هؤلاء العمال من قطاع غزة والضفة الغربية ، خاصة وأنهم مهرة ومحرفيون ، وأصحاب خبرة لايستهان بها ، أنا لن أقول أن يحل الفلسطيني محل المحلي أو محل عامل من أي جهة كانت أو على حساب أحد ، ولكن يمكن التعاون بين الأشقاء العرب، والاستفادة من أكبر عدد ممكن منهم وفي هذه الحالة لا نجعل البعض منهم يذهب ليحل مكان الجندي الإسرائيلي والذي سيتفرغ لمحاربتنا وقتل أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وحرق مزارعنا وهدم بيوتنا كما هو حاصل اليوم ، وفي نفس الوقت نحمي الفلسطيني من الفقر والجوع والحرمان ، ونحميه من أن يصبح متطرفاً بهذا الاتجاه أو ذاك ، وبالأخير هو حق للفلسطيني على أخيه العربي.
|
اتجاهات
في يوم العمال العالمي من سيحل مشكلة العامل الفلسطيني ؟
أخبار متعلقة