منبر التراث
[c1]* المجلس التشريعي في عدن[/c]المجلس التشريعي يعد من المعالم التاريخية في (كريتر) عدن القديمة ويروي هذا المجلس قصة الأحداث السياسية الملتهبة التي وقعت في ثغر اليمن عدن وعلى وجه التحديد في فترة الستينات عندما كانت عدن في حالة من الفوران والغليان ضد السلطات . والحقيقة لقد كان المجلس التشريعي يمثل أداة السلطات البريطانية في تنفيذ أغراضها في مستعمرة عدن حيث كان تخرج منه القوانين والقرارات التي تتماشى مع سياسة البريطانيين ولذلك كان المجلس التشريعي ممقوتاً ومكروها من قِبل مختلف القوى السياسية الوطنية في البلاد . فكانت المظاهرات الشعبية تزحف على المجلس التشريعي تعبيراً عن رفضها لسياسته التي تجسد سياسة المحتل البريطاني في المستعمرة أو بالأحرى والذي هو جزء لا يتجزأ من سياسة البريطانيين في عدن . ولقد تعرض المجلس التشريعي لأكبر مظاهرة شعبية شهدتها المدينة وذلك في التاسع من سبتمبر سنة 1962م . وتعرض أيضاً المجلس التشريعي إلى الحريق جراء أسلحة الثوار إبان الكفاح المسلح ضد البريطانيين .[c1]تاريخه[/c]والحقيقة أنّ المجلس التشريعي ، كان في البداية كنيسة إسمها ( القديسة مريم ) وهي كنيسة بروتستانتية بنيت سنة ( 1871م ) أي بعد 32 سنة من الاحتلال الإنجليزي لعدن - على حسب قول عبد الله محيرز - ثم صارت مجلساً تشريعياً في أواخر الخمسينيات ، ثم مُتحفاً للشرطة بعد الاستقلال ، ثم الغرفة التجارية ، ثم المركز اليمني للأبحاث الثقافية والآثار والمتاحف . [c1]مقترح [/c]وعلى أية حال ، نقترح على المسؤولين في الحكم المحلي في مديرية صيرة بعدن بأنّ نجعل مبنى المجلس التشريعي السابق مُتحفاً يضم تاريخه نشوءه ، ودوره في مجريات الأحداث الهامة والخطيرة في عدن من جهة وأنّ يحتوي على تاريخ الثورة اليمنية التي انطلقت من جبال ردفان الشامخة ، وكيف زلزلت تلك الثورة المسلحة أركان الإمبراطورية البريطانية ؟ التي كانت لا تغيب عنها الشمس من جهة ثانية ودور الأحرار اليمنيين أمثال الشهيد محمد محمود الزبيري ، والأستاذ محمد أحمد النعمان ، وزملائهم الآخرين الذين أسسوا ( الجمعية اليمنية الكبرى ) في عدن ، وأصدروا أيضاً جريدة “ صوت اليمن “ فيها لكشف أساليب الإمام يحيى بن حميد الدين القمعية ونظامه المستبد باليمن من جهة ثالثة . وأنّ يحتوي المبنى على قاعات تعقد فيها الندوات العلمية التاريخية عن تاريخ اليمن بصفة عامة وعدن بصفة خاصة . وأنني أكاد أجزم بأن المسؤولين في الحكم المحلي لديهم ذلك التفكير ، وأنهم سيعملون على تطبيقه إلى حيز النور وذلك لغرض أنّ يطلع الجيل الجديد على تاريخ اليمن المجيد .