اليمن تعتبر من أكثر المناطق أمنا بالنسبة لتلك الفرق والجماعات،والأسباب عديدة ،منها موقعها الجغرافي الذي يربطها بحدود برية واسعة بالمملكة العربية السعودية، التي شهدت مؤخرا أكثر العمليات الإرهابية ضراوة نتيجة للمخزون البشري الملحوظ الذي قدم من أفغانستان وباكستان إلى السعودية ، إضافة إلى توفر التمويل الكبير وعلاقته بالتيارات المتطرفة التي تحمل أسماء تنظيمات وفرق إسلامية متعددة لتبرر لنفسها العمل بوجه مكشوف وتعمل على فتح المدارس والمعاهد الإسلامية التي يتخرج منها سنويا آلاف الانتحاريين باسم الدين، والإرهابيون ينتقلون في الغالب من دول الجوار إلى اليمن بسهولة ملحوظة .وكذا قرب اليمن من الصومال التي أصبحت مأوى آمناً لتلك الجماعات سواء من حيث الإعداد والتدريب أو الانتقال بيسر إلى داخل اليمن.إضافة إلى تلك الأسباب فإن طول الحدود البرية بين اليمن والسعودية وكذا طول الحدود البحرية مع الصومال اضعف إمكانية اليمن في الرقابة الفعالة على حدودها وشواطئها، كما أن طبيعة اليمن الجبلية والصحراوية الواسعة مكنت هؤلاء من إيجاد مواقع آمنة لهم ليقيموا معسكرات للتدريب وتصنيع أدوات القتل وتجهيز العقول الساذجة لتنفيذ عمليات القتل .الدولة لا تستطيع منع رجال قرروا الموت الغبي بهدف الفوز بمكان في الجنة .. لكن الإجراءات الاستباقية لمنع وقوع تلك الحوادث ضعيفة، صحيح أن الأجهزة الأمنية تحقق نجاحات في القبض على فاعلي تلك الجرائم لكن إلصدفة تكون السبب في كثير من الأحيان .كما أن التستر القبلي على نشاط تلك الجماعات وبالذات في صعدة ومأرب والجوف وبعض المناطق اليمنية حال دون وصول الأجهزة الأمنية إلى تلك العناصر قبل تنفيذ أنشطتها الشيطانية.واللافت للانتباه المعلومات التي تفيد بتنقل تلك العناصر في المناطق والشوارع وحول خصر كل منهم حزام ناسف، على السيارات أو راجلين. الإرهاب ليس مقصوراً على اليمن، فهناك دول عدة عربية وأوروبية لا زالت تلك الجماعات ناشطة فيها وتمكنت من تنفيذ عمليات في قلب عواصمها .لكن الأمر مختلف من حيث أن تلك الجماعات تمكنت في بعض الأحيان من اختراق الأجهزة الأمنية ، إضافة إلى تقاطع مصالح بعض مراكز القوى التي تساند تلك الجماعات الإرهابية ،وفي مقدمة أهدافها الحصول على المال القادم من الخارج وتصفية حسابات أفقها ضيق متناسية حجم الضرر الفادح الذي يلحق باليمن جراء اتساع دوائر وبؤر الإرهاب ..الأمر يحتاج إلى معالجات أمنية واقتصادية وتعليمية ودينية واجتماعية.وللحديث بقية[c1][email protected]
الموت الغبي باسم الإسلام
أخبار متعلقة