سيان كان الحادث الإجرامي المرتكب بحق السياح البلجيكيين في منطقة دوعن في محافظة حضرموت من قبل شخص واحد و عناصر ضالة، فهو سلوك شاذ ولن يمس قيم المجتمع اليمني، ولن يستفحل إلى الإرهاب المخطط مادامت القيادة السياسية ترقب عن كثب أولئك الذين يستهدفون تشويه سمعة الوطن ويحاولون زعزعة أمنه واستقراه والإضرار بالاقتصاد الوطني وتفوت الفرصة أمام أعداء المجتمع وتفشل مخططاتهم وفوق هذا ومعه تكثف جهودها لتجاوز الحادث على كافة المستويات الأمنية والدبلوماسية والسياحية ..إن سلوك الأفراد العدوانيين هنا ما هو إلا سلوك منحرف وفعل مضاد للمجتمع ويعتبر أحد الأمراض الاجتماعية الخطرة التي تصيب الحياة العامة وتعطل القوانين وتضعف السلطة وتهدد منظومة القيم والتقاليد الاجتماعية السائدة، إذا ما استفحلت وترك الحبل على الغارب.وإن هذا السلوك غير السوي ليس سوى اختلاف عن المناهج والنظريات التربوية والاجتماعية المتبعة في المجتمع.إن قيمنا ومعاييرنا الاجتماعية والأخلاقية والدينية التي نؤمن بها في المجتمع اليمني أن نتآلف مع الآخرين ونحترم وجود الآخر مهما كان انتماؤه الإثني أو المذهبي أو الفكري وإن القرآن والأحاديث الشريفة تضيئان لنا طريق السلوك السليم، وفي الإسلام طريقة ومنهاج لإرشاد الناس للنجاح في حياتهم الدنيا والفوز للآخرة. والإسلام كطريقة للحياة يركز على تكوين شخصية سليمة، ويقدم معايير مطلقة لسلوك إنساني سليم ولحياة اجتماعية متزنة.ولكي لا تتعمق جريمة قتل السياح الأجانب في التركيبة الاجتماعية والثقافية للمجتمع علينا تعزيز دور الإرشاد الاجتماعي والنفسي في المجتمع، وتعزيز الوازع الديني والوعي الثقافي وتكثيف الحملات الإعلامية والرسمية والأهلية للتعريف بمخاطر هذا السلوك والأفعال، ووضع الضوابط وتشديد القوانين الصارمة للحد من هذه الظاهرة المستحدثة في مجتمعنا والتي تسيء إلى حكمتنا اليمانية.وعلينا تعزيز دور الأسرة، الحلقة الأكثر أهمية، في تربية الأجيال وتعزيز برامج المؤسسات التربوية، المدرسية والإعلامية والثقافية، ونشر قيم التسامح والإخاء وتمثل قول الله تعالى في سورة الأحزب : «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة» وهي أسوة وقدوة في المبادئ والقيم والأخلاق السمحة والسامية، ودعوة لتطوير المجتمع والتسامي به.وعلينا بعد هذا أن نضرب بيد من حديد أولئك المتمردين والسالكين مسلك الإرهابيين حتى تتعزز هيبة السلطة وتسود في المجتمع تشريعاتها الوضعية والإسلامية.
