عندما يكون علينا أن نختار بين أمرين أحدهما يتعلق بالطفولة والتربية فلا مجال للتردد لان علينا إن نختار الطفولة لأننا بذلك ننحاز إلى المستقبل في عالم “تخطيط المدن” استقر تماماً ذلك التعبير المشهور الذي يتداوله الناس “رئة المدينة” ويقصد به أن تخصص في المدن أماكن للهو والترفيه البريء بالإضافة إلى مساحات الخضرة لتكون كأنها متنفس لسكان هذه المدينة، بل يذهب الأمر في بعض البلدان المتقدمة إلى تحديد نسب محددة من مساحات المجمعات السكنية تخصص كملاعب صغيرة لأطفال المجمع .إننا نهمل قضية الترويح واللهو في المدينة، وبذلك نقول أن هناك أيضاً حلقة تربوية مفقودة لأن الطفل لابد أن يمر بكل مراحل نموه وتطوره ويعيشها ويشبعها، إن الطفل لا ينمو من تلقاء نفسه وهو يتشكل ويتغير ويرتقي كشخصية سوية بقدر ماتوفر له في الوسط الإنساني الاجتماعي الذي يعيش فيه من عوامل التربية ومقوماتها .ولعل أبرز المقومات التربوية في سنوات الطفولة هي الألعاب كنشاط مميز لحياة الأطفال .ونحن لانعط هذه المقومات وخاصة اللعب القدر الذي يستحقة في تربية الطفل . وتؤكد الدراسات الكثيرة والمتنوعة على أن اللعب هو مدخل وظيفي لفهم الطفولة ، ووسيط تربوي فعال لتشكيل شخصية الفرد في سنوات الطفولة .وقد كتب الأستاذ عباس محمود العقاد ، في مجلة الرسالة منذ 44 سنة ، مقالاً عن أهمية اللعب بالنسبة للأطفال . وقال ضمن ماقاله: (إن اللعب يشحذ الخيال وينمي القدرة على الإبداع ، وشعوب لاتربي أطفالها على هذا ، هي شعوب محكوم عليها بالتخلف . وأن شعباً لايعرف كيف يلعب ويلهو هو شعب غير قادر على الإنتاج.)دعونا نأمل جميعاً أن تحظى مدننا ومديرياتنا بساحات خضراء مزودة بالألعاب كي نصنع الغبطة والابتسامة لجيل نتمنى أن يكون أسعد حظاً منا ... ويحقق لنا ماعجزنا نحن عن تحقيقه من أمنيات وأحلام.
|
اتجاهات
الطفولة صانعة المستقبل
أخبار متعلقة