[c1]* لاجئون صومال : هربنا من جحيم الحرب إلى أهوال حرب أكثر ضراوة[/c]
فضل علي مبارك :انتشلت قوات خفر السواحل اليمنية بمنطقة عرقه / محافظة شبوة سبع جثث للاجئين أفارقة لقوا حتفهم على مقربة من الشواطئ اليمنية خلال اليومين الماضيين بعد أن قذفت بهم سفن التهريب التي أقلتهم من ميناء (بوصاصو) الصومالي في عرض البحر .وأكد مسؤول يمني إن قوات الأمن في مديرية احور بمحافظة أبين قامت بتجميع مالا يقل عن مائة وسبعين لاجئا من جنسيات صومالية وإثيوبية وبينهم حوالي عشر نساء من على شاطئ البحر وقال الشيخ محمد احمد النخعي مدير عام المديرية_ 180 كم شرق عدن _ إن السلطات المحلية قامت بتقديم الإسعافات الأولية والغذاء لهؤلاء اللاجئين الذين كانوا في حالة ( يرثى لها ) جراء الإرهاق والجوع والعطش بسبب معاناة الرحلة مابين ميناء بوصاصو الصومالي واليمن التي تستغرق مالا يقل عن ثلاثة أيام يتجرع خلالها اللاجئون صنوفاً شتى من العذاب والمعاناة جراء مايقوم به القراصنة المهربون من ضرب وتعذيب وحشر أعداد كبيرة منهم تزيد على المائة شخص على ظهر قوارب بدائية صغيرة لاتسع لأكثر من أربعين شخصاً بالإضافة الى قيام المهربين بإجبار اللاجئين على النزول في عرض البحر بمسافات طويلة تتعدى طاقة من يجيد السباحة منهم فيما البعض لايجيدون السباحة ، ليتمكن هؤلاء المهربون من الفرار قبل الوقوع في قبضة قوات خفر السواحل اليمنية المنتشرة على الشريط الساحلي .
وأوضح الشيخ النخعي انه تم التواصل مع مفوضية شؤون اللاجئين بعدن لترتيب نقلهم إلى مخيم اللاجئين في (خرز ) ، التي قامت _ كعادتها _ بإرسال سيارات نقل صباح يوم الخميس الى مدينة احور لنقل من تم تجميعهم .وأشار مدير عام مديرية احورالى ً إن حالة النزوح من القرن الإفريقي تشهد تزايداً مستمراً حيث وصل عبر مديرية احور خلال شهر فقط نحو ثلاثمائة لاجئ صومالي وأثيوبي بعد عمد المهربون الى معرفة شواطئها بعد تضييق الخناق عليهم باتجاه سواحل محافظة شبوة .وكانت صحيفة ( 14 أكتوبر ) قامت يوم الخميس الماضي بزيارة إلى مديرية احور للوقوف على تلك الحالة ، وخلال مسافة الطريق لاحظنا عددا غير قليل من هؤلاء اللاجئين يقطعون مسافة الطريق الى عدن سيرا على الإقدام ، وقد حاولنا سؤالهم ، لكن لم نفهم من أحاديثهم معنا سوى أنهم وصلوا يوم (الأربعاء) وان هناك آخرين قذفت بهم أمواج البحر على طول الشاطئ والبعض جالسون في المسجد بمدينة احور .ويرفض كثير من هؤلاء اللاجئين _ والأغلب من الإثيوبيين _ أو ممن لهم معرفة سابقة بظروف مخيمات اللجوء سواء من سبق لهم المجئ أومن سمع عنها من أحاديث آخرين ، يرفض هؤلاء الذهاب مع البقية إلى أماكن التجمع والرضى بالذهاب إلى مخيمات الإيواء . حيث يعمدون الى التسلل ومن ثم يهيمون على وجوههم في أسواق المدن .. وفي ذلك مضار كثيرة والبعض يسعى الى التسلل الى دول الجوار .
وفي المجمع الحكومي بمديرية احور حيث استقبلنا الأخ أكرم احمد الحوري ضابط عمليات امن المديرية واخذ يشرح عن قيام دوريات الأمن من إنقاذ هذا العدد من سواحل احور وقال من رأى هؤلاء يوم وصولهم والحالة التي كانوا عليها لن يصدق أنهم سيبقون على قيد الحياة ، لكن سبحان الله . وأكد انه تم اتخاذ الإجراءات في ضوء توجيهات مدير عام المديرية ومدير الأمن لإيواء اللاجئين وتوفير السكن و الغذاء لهم حتى يتم نقلهم من قبل المفوضية الى مخيم خرز .وقد شرح عدد من هؤلاء معاناة رحلتهم والظروف والأهوال التي صادفتهم الى درجة إن البعض منهم قال لوانه كان يعلم بما حصل لما فكر قط في الرحيل .وعن دوافع هروبهم من الصومال أكدوا أن الأوضاع لم تستقر بعد ولم يكن بمقدور احد البقاء ولابد من البحث عن مكان اقل خوفاً وحاولنا معرفة رأي اللاجئين من الجنسية الإثيوبية لكنهم امتنعوا عن الكلام . وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قد أعلنت يوم الثلاثاء الماضي إن 15 مهاجرا إثيوبيا وصوماليا من بينهم امرأة حامل غرقوا في مياه البحر بعد أن أجبر المهربون 260 راكبا في سفينتين على النزول الى المياه بعيدا عن شواطئ اليمن.
وقالت المفوضية إن المهربين ويعتقد أنهم صوماليون خشوا مغادرة المياه العميقة حيث عزز خفر السواحل اليمنيون دورياتهم بالقرب من الشواطئ. وأضافت أن ثمانية إثيوبيين وسبعة صوماليين من بينهم امرأة حامل غرقوا في الحادث الأخير يوم الخميس قبل الماضي ليرتفع بذلك عدد الذين لاقوا حتفهم في الرحلة الخطرة عبر خليج عدن إلى 340 شخصا على الأقل في العام الأخير ولا يزال أكثر من 300 آخرين في عداد المفقودين.وقالت جنيفر باجونيس المتحدثة باسم المفوضية العليا في مؤتمر صحفي إن الناجين ذكروا أن أكثر من تسعة آلاف صومالي وإثيوبي ينتظرون في مدينة بوصاصو الصومالية الساحلية لعبور خليج عدن إلى اليمنوقال بعض الصوماليين إنهم تركوا بيوتهم قبل أو أثناء القتال بين الجيش الإثيوبي والحركة الإسلامية لكنهم اضطروا للبقاء في بوصاصو بسبب سوء الأحوال الجوية وارتفاع الأمواج.وتقول المفوضية العليا إن اليمن يمنح الصوماليين عادة وضع اللاجئين لكنه كان يعيد الإثيوبيين الى بلادهم في السابق. وتطلب المفوضية حرية الوصول إلى الوافدين الجدد لتسجيلهم ومقابلتهم لمعرفة إن كانوا فروا من العنف أو من الاضطهاد.وجرى تسجيل أكثر من 26 ألف مهاجر على أنهم قدموا إلى اليمن من الصومال منذ يناير عام 2006. ويستضيف اليمن في الوقت الحالي أكثر من 88 ألف لاجئ مسجل غالبيتهم العظمى من الصوماليين .



