تعد الجامعات والمدارس -عمومًا وفي جميع الأقطار- أرضًا خصبة للعمل الدعوي، أيًّا كانت الفكرة التي يحملها الداعية، لما تتميز به من مكونات، ولنوعية وطبيعة البشر الذين يتواجدون في هذه البيئة، وتوجَّه لهم الدعوة، وللظروف والقواعد السائدة بينهم.إنها مجتمعات شبابية، يتنوع أفرادها حسب الأصل الفكري الذي انحدروا منه، فبعضهم جاء من خارج هذه المجتمعات مؤدلجًا في الأصل، معتنقًا أفكارًا معينة، ومذهبًا ينتمي إليه، والبعض الآخر عنده الاستعداد، ويبحث عن الفكرة التي يهب لها عقله وروحه، كما أن هذه المجتمعات لا تخلو أيضًا من المحايدين الذين يعتبرون أن الدراسة هي الواجب الأوحد عليهم، والذي يجب ألا يشركوا معه أي عمل دعوي أو سياسي، معتبرين أن تلك الأعمال مكانها الأحزاب، أو أي مكان آخر بعيدًا عن ساحات التعليم، ولكن حتى هذا الصنف الأخير لا يُعدَم من التعاطف مع واحد من تلك التيارات.[c1]فلسطين لها خصوصية[/c]وإن كانت هذه الصورة تكاد تكون سائدة في كل الأقطار، فإنها في فلسطين تكتسب خصوصية تميزها عن غيرها من البلدان، نظرًا لما تتميز به فلسطين من ظروف وأوضاع.ففي فلسطين نجد أن مجتمع الطلبة ما هو إلا صورة مصغرة للمجتمع الكبير، يموج بكل التيارات والاتجاهات الدينية والسياسية، وقد تتباين الأفكار فيما بينها، إلا أن الوسائل التي يتبعها أصحاب كل فكرة تكاد تتشابه وتتقارب، بالطبع مع وجود وسائل وأنشطة تخص كل فريق على حدة، لا يعتمدها الفريق الآخر لاعتبارات دينية أو فكرية.كما أن مواجهة المحتل الصهيوني ومقاومته تعد غاية مشتركة تجمع بين تلك التيارات، وتؤلف فيما بينها في كثير من الأحيان، موحدة بين مواقفها إزاء هذه القضية.
طلاب فلسطين .. المزيج
أخبار متعلقة