القاهرة/14اكتوبر/ وكالة الصحافة العربية:حذر محللون سياسيون عرب من تحركات إسرائيل المكثفة لاستقبال اللاجئين خاصة بعد استقبالها للاجئين الفارين من دارفور ومن قبل استقبالها لمواطنين من سيراليون وكوت ديفوار وليبيريا هربوا من الصراعات الدائرة في بلادهم ·وأكدوا أنها تنذر بمرحلة جديدة من مراحل الصراع العربي الإسرائيلي ، وأن ما تروج له وسائل الإعلام العالمية، التي تؤكد علي الحياة السعيدة الآمنة، التي أصبح هؤلاء اللاجئون يعيشونها في إسرائيل ماهو إلا تزييف للصورة الحقيقية للدولة العبرية· وتشير إحصائيات مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين إلي أن عدد السودانيين، الذين حاولوا التسلل إلي إسرائيل عام 2004 بلغ 5 أشخاص فقط وارتفع هذا العدد خلال الأشهر الأولي من العام الحالي، ليصل إلي 382 سودانياً ويقال إن عدد السودانيين، الذين يتسللون إلي إسرائيل حالياً بلغ 60 شخصاً يومياً· وقال المحللون أنه من الواضح أن إسرائيل تسعي إلي تحسين صورتها أمام العالم بشكل عام والأفارقة بشكل خاص بعد أن أصبح اللاجئون من دول أفريقية يعيشون في إسرائيل حياة سعيدة آمنة بعد أن وجدوا الطعام والعمل والمأوي ·
وتضح المقارنة أكثر بالنظر إلي عمليات القتل الجماعي والتطهير العرقي والاغتصاب، التي تعرض لها السودانيين في دارفور ، مما دفع السودانيين للمجازفة والفرار إلي إسرائيل عبر سيناء، مما يعني أن الصهانية أصبحوا الملجأ الآمن للأفارقة ، وبالطبع فإن إسرائيل لن تستوعب هذا الحكم من المهاجرين الأفارقة، لذلك لابد أن يثور السؤال: هل يمكن أن يأتي اليوم الذي ترسل فيه إسرائيل قواتها إلي أفريقيا لحماية المدنيين؟وتكمن أهمية السودان في تأمين مصادر المياه بالنسبة لإسرائيل بالإضافة إلي أنها مصدر غني بالنفط، حيث تقدر احتياطات النفط بها بحوالي 6.4 مليارات برميل، كما تمتلك خامس احتياطي للنفط في أفريقيا، وفي المقابل تعد السودان فريسة سهلة تمزقها الصراعات والفقر والأمراض،·ويشير المراقبون إلي أنه من المرجح أن تنقسم السودان قريباً إلي عدة دويلات أو دولتين علي الأقل حسب اتفاق السلام بين الجنوب والشمال، الذي يمنح الجنوبيين الحق في إجراء استفتاء للانقسام بعد 5 سنوات من توقيع الاتفاق، الذي بدأ تنفيذه العام الماضي مما يعني أن إسرائيل وأمريكا وحلفاءهما لن يبذلوا جهداً كبيراً في تحقيق مطامعهم بهذا القطر العربي الشقيق والعرب غافلون·
ويري مراقبون أن الأطماع في النفط السوداني بدأت تظهر واضحة، حيث دعت منظمات غير حكومية إلي تطبيق برنامج في السودان لتمويل العمليات الإنسانية شبيه ببرنامج الفظ مقابل الغذاء، الذي طبقته الأمم المتحدة في العراق سابقاً، ورد البشير علي ذلك بتحذير الغرب من تكرار السيناريو العراقي في السودان، وقال: لن نقبل أبداً برنامج نقط مقابل الغذاء ولو اضطررنا إلي إبقاء نفطنا في جوف الأرض، إلا أن موقف البشير قد يتغير في ظل الضغوط الدولية وتدهور الأوضاع في السودان كما حدث فيما يتعلق بمسألة نشر القوات الدولية·و قالوا : أن اسرائيل تحرص علي تضحيم الصراع في دارفور معتمدين في ذلك علي سيطرتهم علي وسائل الإعلام العالمية والعمل من خلال المنظمات اليهودية الأمريكية ذات التأثير القوي داخل الولات المتحدة، فقد شكلت أكثر من 20 منظمة يهودية في أمريكا تحالف لإنقاذ دارفور، والتحالف علي تكوين صورة ذهنية لدي الرأي العام حول تعرض المدنيين السودانيين لعمليات قتل جماعي وتطهير عرقي واغتصاب من الحكومة السودانية، بل إنها شبهت الأوضاع في دارفور بما يعرف بمحرقة اليهود علي أيدي النازيين خلال الحرب العالمية الثانية وحرص التحالف علي الترويج لهذه الفكرة من خلال الجمعيات الدينية والجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان الأمريكية، وبالتالي تكثيف الضغوط علي الإدارة الأمريكية للعمل علي نشر قوات في دارفور فمثلاً تظاهر آلاف الأشخاص في واشنطن العام الماضي بقيادات المنظمات اليهودية للمطالبة بإنقاذ دارفور وقد عبر الرئيس الأمريكي جورج بوش عن ذلك مؤكداً أنه يتفهم قلق اليهود الأمريكيين إزاء دارفور ومتعهداً بالعمل علي إنقاذ الإقليم السوداني·
وأضافوا : بالرغم أن الحكومة السودانية أعلنت مراراً رفضها نشر قوات دولية علي أراضيها، بل إن الرئيس السوداني أكد أنه سيعتبر هذه القوات قوات احتلال، وتعهد بمواجهتها إلا أنه لم يملك في نهاية المطاف سوي الوضوخ لأمريكا وحلفائها والقبول بنشر القوات الدولية علي الأراضي السودانية وحاول البشير تبرير ذلك بالإدعاء بأن هذه القوات لن تمثل تدخلاً أجنبياً نظراً لأن الحضور الأفريقي سيطغي عليها وهو أمر يحدث·