م/نجيبة معمر عبد الوهاب الشميري مما لاشك فيه أن الماء هو أساس الحياة لكل الكائنات الحية وهو نعمة الخالق عز وجل لعباده، وقد أمرهم بالحفاظ عليها وعدم هدرها حتى لاتهدر حياتنا. إن مصادر المياه في بلادنا أصبحت في وضع حرج بلغ مستوى الأزمة وأصبح معها الأمن المائي يشكل تحدياً وطنياً يستلزم بذل أقصى الجهود للخروج من هذه الأزمة.وتشير كثيراً من الدراسات إلى أن المخزون الجوفي للمياه لن يكون كافياً لسنوات قليلة قادمة لأن مقدار العجز المائي بين السحب والتغذية للخزان الجوفي حوالي (900) مليون متر مكعب حيث إن مقدار السحب يفوق بكثير مقدار التغذية.وبهذا تكون بلادنا في مواجهة مشكلة خطيرة يجب أن تتعاون معها الجهود للاستعداد للمواجهة بحلول تجنب البلاد شر هذه الأزمة.إن مشاكل المياه كثيرة ومنها:الاستنزاف الكبير للمياه الجوفية، أشارت وزارة التخطيط إلى أن متوسط انخفاض منسوب المياه في معظم الأحواض الجوفية في البلاد يبلغ بين (8-1) أمتار في السنة ولأن اليمن من المناطق الحارة لذا تزداد معدلات التبخر للمياه السطحية مما يؤدي إلى زيادة ضخ المياه الجوفية.ومن مشاكل المياه أيضاً التلوث، ومشاكل التلوث كثيرة وسببها تداخل مياه الصرف الصحي مع الخزانات الجوفية أو شبكات المياه نتيجة للاستنزاف الجائر للمياه أو رمي المخلفات إلى مصادر المياه وغيرها.[c1]أسباب ندرة المياه:-[/c]إن مشكلة ندرة المياه تفاقمت بسبب كثير من المستجدات والعوامل الطبيعية والبشرية.العوامل الطبيعية ونذكر منها:--1 قلة نزول الأمطار.-2 ارتفاع معدل حرارة الطقس مما تتبخر معه كميات كبيرة من المياه وباستمرار مما يزيد من كمية الضخ من الخزانات الجوفية.العوامل البشرية ومنها:--1 استهلاك الإنسان من المياه يومياً كميات كبيرة تفوق ما تعوضه الطبيعة من تغذية للخزانات الجوفية عن طريق مياه الأمطار والسيول.-2 العادات والأنماط غير الحضارية لبعض الأفراد وقد يكون جهلاً بالمشكلة وهذه مصيبة أو إهمال وهذه مصيبة كبرى.-3 بعض الاختراعات الحديثة كآلة غسل الملابس والتي تستهلك كميات كبيرة من المياه على عكس مثيلاتها من الآلات أو آلة غسيل الأطباق وغيرها من المبتكرات الحديثة.-4 ممارسة نسبة كبيرة من المزارعين طرق الري بالغمر وهذه لاتتناسب والوضع الحالي للمياه.-5 زراعة محاصيل ذات استهلاك كبير للمياه.-6 ضخ المياه من الخزانات الجوفية بكميات أكبر من الضرورية.[c1]ماهي الحلول[/c]إن أول الحلول الذي طرح نفسه هو:-ترشيد المياه:وترشيد المياه مسئولية جماعية لكل السكان وهي دعوة لممارسة الأساليب الحضارية في تعاملهم مع المياه، وذلك بالقيام بتغيير أنماط حياتهم وعاداتهم وسلوكياتهم اليومية في التعامل مع هذه النعمة. إن مانقصده بالترشيد هو أخذ الحاجة الضرورية من المياه والابتعاد عن الإسراف فقد قال تعالى:"كلوا واشربوا ولاتسرفوا إنه لايحب المسرفين" وليس التقتير على أنفسنا من أخذ حاجاتنا الضرورية من المياه.إن الحديث عن الترشيد هو توعية للسكان بأهمية هذه النعمة التي خلق الله منها كل شيء حي، وهو نوع من أنواع التنمية للموارد المائية لضمان التنمية المستدامة للمياه في كل نواحي الحياة.[c1]التوعية:[/c]وهي كما عرفته بعض الدراسات العلمية الحديثة بأنها إدراك المتعلمين القائم على الإحساس العميق والمعرفة بالقضايا والمشكلات المتصلة بالبيئة المائية من حيث العوامل المسببة لها وآثارها ووسائل علاجها وأساليب التعامل الحكيم معها بما يستهدف المحافظة عليها من النفاد لأطول وقت ممكن والاحتفاظ بها في حالة تسمح باستمرارها واستمرار منفعتها لأكبر عدد من الأجيال.إن نمو الوعي المائي لدى الأفراد يعطي الفرصة لتحقيق أقصى استفادة من الموارد المائية وهذا بدوره يعود على المجتمع بالفائدة، ويفيدهم في الحصول على معلومات أكثر دقة في مشاكل المياه المختلفة مما يساهم إلى حد ما في تغيير سلوكهم الخاطئ والسلبي تجاه قضية المياه، كما أن نمو الوعي المائي لدى الأفراد ينمي لديهم المسئولية نحو مصادر المياه ويسعى للحفاظ عليها،ويعد أفضل الطرق للوقاية من التلوث والاستنزاف.لذا يجب نشر الوعي على جميع القطاعات وجميع الأفراد في المجتمع وتنبيههم بالنتائج المترتبة على تصرفاتهم الخاطئة نحو البيئة بشكل عام والمياه بشكل خاص.لذلك تشمل التوعية المائية جميع الأفراد تلاميذ، معلمين أو آباء لتعميق الفهم لديهم والتخلص من اللامبالاة التي يمارسونها في حياتهم وأثناء تعاملهم مع المياه.إن التنمية الوعي المائي لاتكون إلا بوجود المتعلمين الذين لديهم الوعي الكافي بالقضايا المائية الراهنة والقادمة نظراً لإطلاعهم المستمر على مايدور حولهم من قضايا تؤثر على المجتمع ويسعون لحلها.[c1]المستهدفون في ورشة العمل[/c]تستهدف ورشة العمل هذه قطاع التعليم بشكل عام والطلبة بشكل خاص حيث أن تنمية الوعي المائي للطلبة يجب أن يكون هدفاً رئيسياً من أهداف العملية التعليمية وناتجاً من نواتجها .. لتنمية الوعي لدى الطلبة بمستقبل الموارد المائية وحتى تصبح العملية التعليمية تعمل على تنمية النشء بما يدور حوله من المستجدات الحياتية ليكون مشاركاً فعالاً ومفيداً في المجتمع.[c1]الهدف من اختيار القطاع التعليمي[/c]-1 يضم قطاع التعليم عدداً كبيراً من أفراد المجتمع حيث تمثل نسبة الطلبة معدلاً كبيراً من نسبة المجتمع.-2 تعتبر المدارس أهم وحدات التنظيم العام في المجتمع وتشكل أحد المداخل الرئيسية للمشاركة المجتمعية.-3 تلعب فئات الشباب دوراً هاماً كمستهدفين وكأدوات تغيير في المستقبل.-4 يشكل العاملون والعاملات كمربين ومربيات في القطاع التعليمي إحدى الأدوات الهامة في عملية التغيير ولابد من تهيئتهم واستثمار قدراتهم وإبداعاتهم وربطها بمناحي الحياة الأخرى.-5 الوصول إلى قطاع الطلبة والشباب يعني الوصول إلى الأهالي وهذه يعني الوصول إلى فئة أخرى من فئات المجتمع وتضم معظم أفرادها.-6 الطلبة هم محور التوعية لأنهم يتحمسون لإحداث التغيير الفوري في البيئة المحيطة بهم.-7 السعي إلى تعديل السلوك السلبي للأطفال في تعاملهم مع المياه.-8 يسهم قطاع التعليم في تربية جيل لديه القدرة على ممارسة الضغط الاجتماعي على صانعي القرار.[c1]النتيجة[/c]-1 يسهم الوعي المائي في تحديد الاتجاه نحو الحفاظ على المياه وحسن استخدامها.-2 تصحيح المفاهيم والسلوكيات الخاطئة.-3 تسعى التربية المائية إلى إدراك الأوضاع الحالية والمستقبلية للموارد المائية.-4 إكساب أفراد المجتمع وعياً يسمح بالتعامل الحكيم مع المياه.[c1]دور إدارة التوعية المائية في قطاع التعليم[/c] بذلت إدارة التوعية ومازالت تبذل جهداً متواصلاً لتحقيق دورها في نشر الوعي المائي في أوساط الطلبة، وماتم تنفيذه حتى الآن هو:--1 إلقاء المحاضرات التوعوية فيما يتعلق بالحفاظ على الموارد المائية وشرح الأزمة المائية والمشاكل المترتبة عليها والحلول التي في إمكان الطلبة أن يعلموا بها وتم ذلك في (48) مدرسة في ثمان مديريات وتضم مراحل التعليم الأساس والثانوية.-2 شكيل أفراد (أصدقاء المياه) في المدارس التي نفذنا نشاطاتنا فيها وأصبح الطلبة يمثلوننا في تلك المدارس ومن مهامهم الآتي:-أ. إرشاد وتوجيه زملائهم الطلبة للحد من إهدار المياه.ب. إغلاق صنابير المياه التي يتركها بعض الطلبة في المدرسة مفتوحة دون إقفال.ج.إبلاغ إدارة المدرسة عن أي كسور أو تسرب للمياه للإسراع بإصلاحها.د.تفعيل الإذاعة المدرسية بمواضيع وكلمات تشير إلى أهمية المياه وأهمية الحفاظ عليها لتوعية زملائهم.هـ. المشاركة في اليوم المدرسي بأعمال تدعوا إلى الحفاظ على المياه وترشيدها كالمجلات الحائطية أو المجسمات العلمية أو بتقديم المسرحيات الهادفة للحفاظ على المياه.-3 حث الطلبة على كتابة المواضيع العلمية عن المياه والتي ننشرها بشكل ثابت في كل عدد من أعداد النشرة التي يصدرها الفرع تحت مسمى (الندى).-4 دعم الطلبة بالمواد القرطاسية والتحفيزية وحسب إمكانيات الإدارة لتحفيزهم على تقديم الأعمال الفنية والعلمية والإبداعية في مجال المياه.-5 توزيع مواد التوعية التي تسلم لنا من الهيئة على الطلبة لضمان ترسيخ فكرة الحفاظ على المياه وحثهم عليها.-6 حث الطالبات من المراحل الدراسية المتقدمة كونهن يعتبرن العنصر الأساسي الذي يمثل قطاع المرأة في كيفية الحفاظ على المياه في المنزل حيث تقوم كثير من الطالبات بمساعدة أمهاتهن في أعمال المنزل وتكون توعيتهن كالتالي:-أ.يستهلك غسل الخضروات والفواكه كمية كبيرة من المياه عند غسلها مباشرة من صنبور المياه بينما إذا أحضرنا وعائين لغسل الخضروات نبدأ بالوعاء الأول لتخلصها من الأتربة ثم الوعاء الآخر للتنظيف ستكون النتيجة أفضل في الحفاظ على المياه وترشيدها.ب.غسل الملابس وتنظيف المنزل هي نوع من آخر من أنواع التعامل مع المياه داخل المنزل ويجب أخذ الحرص عند استخدام المياه واستخدام الحاجة الضرورية فقط.ج.منع الأطفال من العبث بالمياه وتوجيه النصيحة إليهم بأهمية المياه.د. إبلاغ رب الأسرة عن أي كسور أو تسرب للمياه في المنزل وسرعة إصلاحها.هـ.التقليل من كميات المياه المهدرة في الحمامات بواسطة سيفون المياه وذلك بوضع عبوة ماء داخل الخزان أو كيس هوائي ليشغل حيزاً من حجم الخزان وتقل كميات المياه بداخله. و. استخدام المياه الناتجة عن عملية غسل الملابس بدلاً من استخدام السيفون في كل مرة.ز.وضع كأس على الحوض يستخدم عن فرش الأسنان لوضع الماء المستخدم به بدلاً من فتح الصنبور أثناء القيام بعملية تنظيف الأسنان وتركه مفتوحاً حتى انتهاء العملية.ح.غسيل أواني المطبخ يستهلك كميات كبيرة من الماء عند الغسل مباشرة من الصنبور ولكن إحضار وعاءين في الأول ماء وصابون للغسيل والثاني به ماء نظيف لتنظيف الأواني سيجعل استهلاك المياه أقل.إن مشكلة استنزاف المياه وتلوثها تعتبر معاناة ومشكلة كبيرة لا تتوقف على فئة أو طبقة أو مجموعة من الناس ولكنها مشكلة المجتمع بأسرة واليمن بكاملها ويجب أن تتحد جهود الجميع (حكومة أو مجتمعاً أو أفراداً) وتوسيع وعيهم لدرجة تسمح بإيجاد الحلول لمشكلة المياه.نأمل من الجميع أن يمدوا لنا يد المساعدة لتنفيذ مهامنا وأن يكون لهم دور فاعل في المساهمة في إيجاد الحلول المناسبة لنتجاوز هذه الأزمة بل ويسعون إلى تطبيق هذه الحلول على أرض الواقع.[c1]* مدير إدارة التوعية المائيةمكتب عدن[/c]