غداد / وكالات:رجح نواب من قائمة الائتلاف الشيعي احالة مشكلة تسمية رئيس للوزراء الى البرلمان للتوصل الى حل في ظل ما صدر من تباينات داخل كتل الائتلاف حول التمسك بترشيح ابراهيم الجعفري للمنصب في حين وصلت وزير الخارجية الاميركية ونظيرها البريطاني الى بغداد أمس الأحد بهدف تسريع تشكيل الحكومة.وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها البريطاني جاك سترو وصلا أمس الاحد إلى بغداد في زيارة مفاجئة حاملين رسالة واضحة حول نفاد صبرهم بسبب التأخير في تشكيل حكومة جديدة. وقد استهلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس زيارتها لبغداد بلقاء رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته إبراهيم الجعفري لبحث جهود تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.وابتسمت رايس ببرود وبدا عليها الضيق بينما كانت تتبادل المجاملات مع الجعفري أمام عدسات المصورين في بداية لقاءهما.ووصلت رايس ونظيرها البريطاني جاك سترو صباح أمس إلى بغداد في زيارة مفاجئة تهدف إلى حث المسؤولين العراقيين على تسريع تشكيل الحكومة الجديدة.وقالت رايس للصحفيين إنها ستحض المسؤولين العراقيين على إنهاء محادثاتهم بهذا الشأن بأسرع وقت ممكن، مشددة على ضرورة أن يدرك الجميع أن الوقت قد حان لكي تسفر هذه المحادثات عن حكومة وحدة وطنية.ورفضت تحديد موعد للعراقيين لينجزوا عملهم، لكنها قالت إن الوقت مناسب لدعم الجهود التي يبذلها السفير الأميركي زلماي خليل زاده من أجل تضييق الفجوة بين الكتل السياسية العراقية.من جهته، أشار سترو إلى ما أسماها بالتضحيات الأميركية والبريطانية في العراق بالأرواح والأموال منذ غزو هذا البلد في مارس عام 2003.وردا على سؤال حول استمرار هذه الالتزامات من دون أن يبذل القادة العراقيون جهودا كبيرة على الصعيد السياسي، قال سترو إن لندن وواشنطن ملتزمتان حيال العراق لكنهما بحاجة لرؤية تحقيق تقدم.وذكرت تقارير إعلامية أن الرئيس الأميركي جورج بوش يسعى إلى العثور على بديل للجعفري لرئاسة الحكومة الجديدة، لكن رايس وسترو شددا على أنهما لن ينحازا إلى أي طرف في لعبة الوصول إلى السلطة. وفي خصوص الحراك السياسي المتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة، قال محمد تقي مولى النائب في الائتلاف (128 نائبا في البرلمان) عن المجلس الأعلى للثورة الاسلامية بزعامة عبد العزيز الحكيم ان "الهيئة السياسية للائتلاف الموحد ستعقد اجتماعا لمناقشة موضوع مرشحها لرئاسة الوزراء". واضاف "هناك احتمال لاحالة معالجة هذا الامر الى مجلس النواب". من جهته, اعلن حسن الشمري عضو حزب "الفضيلة الاسلامي" المنضوي في قائمة الائتلاف "تشكيل لجنة داخل الائتلاف الموحد تتولى مهمة تقصي آراء مواقف الكتل المعترضة على ترشيح الجعفري لرئاسة الوزراء". واوضح انه "كان من المفترض ان تقدم هذه اللجنة تقريرها السبت ليقرر الائتلاف موقفه بناء على ذلك". وفي حال بقاء الامور على حالها دون التوصل الى حل يرضي جميع الاطراف, طالب الشمري بـ"العودة الى مجلس النواب وتقديم اكثر من مرشح من قبل الائتلاف كحل نهائي". الا ان النائب في الائتلاف حسن الساري عبر عن امله بان "تعالج مسالة مرشح الائتلاف لرئاسة الوزراء عبر التحاور داخل الائتلاف".ودعا الساري المرجعية الدينية للتدخل لحل الازمة. وقال "ندعو المرجعية الدينية كما عودتنا سابقا الى ان تتدخل لحل هذه الازمة السياسية الحقيقية, كونها تحظى بتاييد كل الاطراف وتعتبر الراعية لمصالح الشعب العراقي". في غضون ذلك, قال مصدر في الائتلاف رافضا الكشف عن اسمه "خلال اليومين المقبلين, ستطرح في مفاوضات الكتل البرلمانية تسمية المسؤولين للمناصب السيادية. وعندها سيتم البت فيما يتعلق بتسمية الجعفري لرئاسة الوزراء". حول موقف الكتل السياسية داخل الائتلاف بالنسبة لهذا الامر, كشف المصدر ان "هناك ثلاث كتل في الائتلاف تؤيد الجعفري وتطالب رئيس الائتلاف (الحكيم) بالرد على رسائل القوائم المعترضة على ترشيح الجعفري خلال المفاوضات الجارية لتشكيل الحكومة". واضاف "لكن الكتل الاربع الاخرى ترفض الرد وتفضل تاجيله الى ما بعد المفاوضات". الى ذلك, قال المتحدث الرسمي باسم "جبهة التوافق العراقية" ظافر العاني "اعتقد ان حظه (الجعفري) سيكون ضئيلا لدى التصويت داخل مجلس النواب. ولن ينال الثقة". يذكر ان جبهة التوافق (44 مقعدا في البرلمان) والتحالف الكردستاني (53 مقعدا) وقائمة "العراقية" بزعامة اياد علاوي رئيس الوزراء السابق (25 مقعدا) والجبهة العراقية للحوار الوطني بزعامة صالح المطلك (11 مقعدا)يرفضون الجعفري. من ناحيته دعا عضو كبير في اكبر حزب في الائتلاف العراقي الموحد رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري الى التنحي أمس الاحد ليفسح المجال أمام قادة العراق كي يمضوا قدما في جهود تشكيل حكومة وحدة وطنية.وقال جلال الدين الصغير وهو نائب كبير ينتمي للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق انه يدعو الجعفري للتنحي كمرشح لرئاسة الحكومة لان المرشح لا بد أن يحظى بتوافق اراء على المستوى الوطني من قوائم أخرى وأيضا بقبول على المستوى الدولي.وعلى الصعيد الميداني، أعلن الجيش الأمريكي أمس الأحد مقتل ثلاثة من جنوده في العراق الجمعة والسبت ووفاة رابع متأثرا بجروح لم تنجم عن عمل عسكري. يأتي هذا الإعلان بعد يوم من تحطم مروحية أميركية قرب بلدة اليوسفية جنوب غربي بغداد خلال عملية عسكرية، من دون أن يعرف بعد مصير طاقمها.وكانت جماعة تطلق على نفسها اسم "كتيبة معاذ بن جبل" التابعة لجيش الراشدين قد تبنت العملية في تسجيل صوتي على الإنترنت.في تطور آخر تبنت ثلاث جماعات مسلحة في العراق في تسجيلات مصورة، هجمات بعبوات ناسفة على آليات أميركية في مناطق متفرقة من العراق.يأتي ذلك في وقت تواصلت الهجمات والتفجيرات في العراق أسفر آخرها عن مقتل ستة أشخاص في انفجار داخل منزل في منطقة العكيدات جنوب بغداد.وقال مصدر أمني عراقي إن خبراء المتفجرات يرجحون أن الانفجار وقع جراء عبوة ناسفة كان هؤلاء الأشخاص يحاولون تصنيعها.من جهة أخرى عثرت الشرطة العراقية على جثة مجهولة الهوية متحللة في المدائن جنوب بغداد، وفقا للمصدر ذاته.وفي بعقوبة أعلنت مصادر في الشرطة العراقية أن مسلحين فجروا في وقت مبكر من صباح أمس مسجدا للشيعة في هذه المدينة الواقعة شمال شرق بغداد، موضحة أن قوة الانفجار أدت إلى "تدميره بالكامل".كما تعرضت ثلاثة محلات لبيع الأقراص المدمجة في بهرز جنوب بعقوبة للتفجير. وقد ألحقت شدة الانفجارات أضرارا في محلات أخرى مجاورة.وفي تطور آخر أعلنت الحكومة العراقية توقيف 12 شخصا بينهم عربي لم تذكر جنسيته في بغداد ومحافظتي نينوى والنجف، وإبطال أربع عبوات ناسفة.